وزير التربية والتعليم: ربط البحث العلمى بالقطاع الخاص ضرورة ملحة لمواجهة نقص التمويل    وزير البترول: حفر 77 بئرًا استكشافيًا وتوقيع 7 اتفاقيات خلال 2024    الرئيس الروسى يعلن اعتماد «إعلان قازان» الختامى لقمة «بريكس»    كولر: الإدارة لم تناقش موقفي مع الأهلي.. وسنفوز بهذه الطريقة فقط    برج العرب يستضيف مباريات المصري مع الأهلي والزمالك والإسماعيلي    «الداخلية»: القبض على 6 متهمين بغسل 150 مليون جنيه من الاتجار بالدولار    طارق الشناوي عن إلغاء فيلم آخر المعجزات بمهرجان الجونة السينمائي: أنتظر أن تراجع الرقابة موقفها    ثقافة الجيزة ينظم لقاءات تثقيفية متنوعة احتفالا بتعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني    توقيع الكشف الطبي على 239 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الفيوم في قرية الغرق    الحكومة توافق على مشروع قانون بتنظيم المراكز الطبية المتخصصة    ما حكم عدة المرأة التي مات عنها زوجها قبل الدخول؟ .. المفتى نظير عياد يجيب    مجانا ودون اشتراك.. شاهد مباراة برشلونة وبايرن ميونخ اليوم دون تقطيع بث مباشر - دوري أبطال أوروبا 2024    مهرجان القاهرة السينمائي ينظم ورشة للتمثيل مع مروة جبريل    بث مباشر.. مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة    محافظ البحيرة تتفقد عددا من المدارس لمتابعة سير العملية التعليمية| صور    لتغيبه عن العمل.. محافظ البحيرة تقرر إقالة مدير الوحدة الصحية بقرية ديبونو    أحمق يقسم البلد.. ترامب يهاجم أوباما بعد عقد الأخير حملة انتخابية لدعم هاريس    كوريا الشمالية تؤكد على تعزيز قدرات الردع في مواجهة التهديدات النووية    ضمن مبادرة بداية.. مياه الغربية تواصل تقديم الأنشطة الخدمية    التأمين الصحي على الطلاب وإنشاء 8 جامعات.. قرارات وزير التعليم في مجلس الجامعات الأهلية    وزيرة التضامن تشارك في جلسة رفيعة المستوى حول برنامج «نورة»    كوكو حارس سيراميكا: مباراة بيراميدز ليست سهلة وسنلعب للفوز ببرونزية السوبر    وزير الصحة يُدير جلسة حوارية حول العمر الصحي لكبار السن    بعد إعلان المسموح لهم دخول الامتحان.. خريطة المواد الدراسية للثانوية العامة    السجن عام مع إيقاف التنفيذ لسائق بتهمة التعدي على أرض آثار بقنا    تحرير 1372 مخالفة للممتنعين عن تركيب الملصق الإلكتروني    مصرع مسن في حادث سير بطريق مطار الغردقة    مصرع شخص وإصابة 5 في انقلاب تروسيكل بمصرف مياه ببني سويف    وزير الإنتاج الحربي: خطوات جادة لتحديث خطوط الإنتاج والمعدات    «جولدمان ساكس» يتوقع استقرار أسعار النفط عند 76 دولاراً للبرميل في 2025    وزير الصحة: وصول عدد خدمات مبادرة «بداية» منذ انطلاقها ل62.7 مليون خدمة    برغم القانون.. الحلقة 29 تكشف سر والدة ياسر والسبب في اختفائها    صلاح السعدني.. صدفة منحته لقب «عمدة الدراما»    هاني عادل ضيف «واحد من الناس» على قناة «الحياة»    العد التنازلي لإسدال الستار على الدورة ال 32 لمهرجان الموسيقي العربية.. حفلات طربية كاملة العدد وفرص هامة لمطربي الأوبرا.. مي فاروق تختتم الفعاليات غدًا ونفاد تذاكر الحفل.. ظهور مميز لأطفال مركز تنمية المواهب    منها برج العقرب والحوت والسرطان.. الأبراج الأكثر حظًا في شهر نوفمبر 2024    الضرائب: استجابة سريعة لتذليل عقبات مؤسسات المجتمع المدني    «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا».. موضوع خطبة الجمعة القادمة    الشكاوى الحكومية: نتلقى 13 ألف مكالمة يوميًا    رئيس جنوب أفريقيا يطالب بتنفيذ وقف فورى وعاجل لإطلاق النار فى قطاع غزة    في اليوم العالمي للروماتيزم، أهم أعراض المرض وطرق اكتشافه    للتخلص من التخمة قبل النوم.. مشروب الزنجبيل بالليمون الحل    إزالة 148 حالة تعد على أملاك الدولة والأراضي الزراعية بسوهاج    السجن 3 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لتاجر مخدرات في قنا    لماذا العمل والعبادة طالما أن دخول الجنة برحمة الله؟.. هكذا رد أمين الفتوى    منها انشقاق القمر.. على جمعة يرصد 3 شواهد من محبة الكائنات لسيدنا النبي    «الإفتاء» توضح حكم الكلام أثناء الوضوء.. هل يبطله أم لا؟    مسؤول أمريكي: بلينكن سيلتقي وزراء خارجية دول عربية في لندن الجمعة لبحث الوضع في غزة ولبنان    التعليم تعلن تفاصيل امتحان العلوم لشهر أكتوبر.. 11 سؤالًا في 50 دقيقة    السعودية تجهز لقمة عربية إسلامية تستهدف وقف الحرب الإسرائيلية على غزة    إعادة تأهيل 60 منزلا في قريتي الروضة 45 والوفاء والأمل بالإسكندرية    نجاح عملية جراحية لاستئصال خراج بالمخ في مستشفى بلطيم التخصصي    الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان وتدعو لوقف القتال    موعد إعلان حكام مباراة الأهلي والزمالك في السوبر المصري.. إبراهيم نور الدين يكشف    محافظ الغربية يكرم بسملة أبو النني الفائزة بذهبية بطولة العالم في الكاراتيه    «ماذا تفعل لو أخوك خد مكانك؟».. رد مفاجيء من الحضري على سؤال ميدو    الخطوط الجوية التركية تلغى جميع رحلاتها من وإلى إيران    ملخص أهداف مباراة ريال مدريد ضد بروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مطاريد جنة الجماعة..
معتز مطر يكشف أسرار تركه قناة الإخوان
نشر في الوفد يوم 27 - 12 - 2012

«وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ» صدق الله العظيم حين قال إن من الناس من يخبر أن ما في قلبه موافق لما نطق به, وهو كاذب,
لأنه يخالف قوله فعله، وهو حال ما فعلته قنوات تيار الإسلام السياسى حين رفعت شعار 
«خلى شاشتك طاهرة» ونادوا بالحرية والديمقراطية وكفروا كل القنوات الفضائية بحجة انهم انحازوا وأعلنوا فى مؤتمراتهم أن الحيادية مطلبهم، لكن للأسف كعادتهم كانت أقاويلهم أكاذيب حيث تحولت قنواتهم لتصفية الحسابات، وصار كل من يطلق على نفسه داعية يخرج ليسب ويلعن في من يريد بأقذر الألفاظ، وهو ما جعل بعض الشرفاء ممن أرادت تلك القنوات أن تستعين بهم كديكور أن يوقفوا التعامل معهما، ويرفضوا سياستهم الميكافيللية.
عندما تعاقد الإعلامى معتز مطر وهو معروف بآرائه الحرة مع قناة مصر 25، ومعه الشاعرة الثورية نور عبدالله التى عرفت بهجائها الشديد للإخوان أثارا جدلا واسعا، كيف لشخصيات ذات خلفية ليبرالية معروفة ان يقبلوا العمل مع الإخوان..؟ ونسي المتسائلون ان هؤلاء اشترطوا الحرية وقبول الآخر، ولكن بالطبع لم يكتمل شهر العسل وظهرت الحقيقة واضحة جلية، وفوجئ معتز ونور وغيرهما بالخطوط الحمراء الممنوع الاقتراب منها وأن مصلحة الإخوان فوق الجميع، فقرروا ترك القناة حفاظا على اسميهما حتى لا يتلوثان بما اصاب تلك القنوات بانتهاك واضح للمهنية وللآدمية..
عادة ما تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن، هذا ما حدث مع الإعلامى معتز مطر الذى ترك قناة «مودرن حرية» من أجل البحث عن مساحة أكبر من الحرية، فبعدما توقف برنامجه «محطة مصر» مرتين بسبب كبت الحرية وتكميم الأفواه مع النظام السابق، قرر أن يبحث عن قناة تحترم كلمتها، وجاء العرض من قناة «مصر 25» واشترط عليهم أن يلتزموا بالحرية والحيادية حتى يستطيع قول الحقيقة، لكن للأسف لم تسر الأمور كما أراد مطر، واضطر لترك القناة للبحث عن أخرى أكثر حرية تكون فيها كلمة الشعب أعلى من كلمة المال.
قلت للإعلامي معتز تعاملت مع قناة النظام وأنت تعلم أن تمويلها إخواني رغم تأكيدك الدائم على مقولة «لن أحنى جبهتى أو أتملق أو أنافق».. فما الذي حدث؟
- لا يوجد إعلام مستقل فى مصر يمتلكه الشعب حتى هذه اللحظة، وكل القنوات فى مصر مملوكة لجهات تنفذ كلامها إما للنظام أو شخصيات مع النظام أو شخصيات ضد النظام، وبالتالى فالجميع يملك أجندات، لكن هناك اعلاميين يحاولون أن يكونوا مستقلين، وهذا ما أحاول أن أكون عليه، وكل الحكاية أنه جاء لى عرض من قناة «مصر 25» ووافقت عليه بشروط معينة وهو ايجاد حوار بين جميع الأطراف، ووافقت لأننى لا أعانى من فوبيا الاسلاميين لكنى أعانى من فوبيا من يريد أن يكتم حريتى، وقدمت برنامجى «محطة مصر» مع فريق عملى، وبالفعل أتاحوا لى في البداية الفرصة أن أنتقد الرئيس مرسى، وأن أتحدث فى أى موضوعات أريدها، وتمكنت من استضافه شخصيات كثيرة ضد التيار الاسلامى وكانوا يهاجمونهم على قناتهم.
ولكن لماذا تركت القناة رغم ترافر شروطك؟
- لأن الحرية لم تكتمل وشروطى لم تنفذ بعد الاعلان الدستورى الذى أعلنه الرئيس محمد مرسى، تحولت سياسة القناة لشجارات وأصبح هناك استقطاب عال لنفس السياسة، والجو العام على جميع القنوات أصبح إما مع الاخوان أو ضدهم، لاتوجد لغة تحاور نهائياً، أصبحت هناك قنوات كل همها تسب فى الاخوان وبالتالى ترد قنوات الاخوان عن أهلها وتنحى الطرح الديمقراطى جانبا وتغيرت اللهجة فى القناة نفسها فلا يليق أن أظهر فى 3 ساعات على الهواء أنادى بالديمقراطية، وبرامج القناة الأخرى تسير فى منحى آخر ترد فيها على القنوات الأخرى، فلم أتمكن من ايجاد وسطية لذلك انسحبت من حلقة يوم الاعلان الدستورى الاستثنائية التى ناقشت فيها القناة الاعلان ودافعوا عنه، وبعدها قدمت الحلقات لمدة أسبوع، ولكن الوضع ظل كما هو عليه غير مناسب، وبدأ يكون لها طرح آخر غير ما أريده، يحمل هجوما عنيفا على الليبراليين كرد فعل طبيعى على مواجهة القنوات الأخرى، وشعرت اننى سأدخل فى مرحلة رفض ضيوف بعينهم لانه يهاجم التيارات الاسلاميه على قنوات أخرى، وهذا ما حدث فالقناة رفضت أحد ضيوفى يهاجم الاخوان بشكل كبير – رفض ذكر اسمه – وقررت أنا مع مدير القناة أحمد أبو هيبة وفاضل سليمان أن نتنحى جانبا لفترة معينة.
هل ندمت على التجربة أم ترى أنك انسحبت فى الوقت المناسب؟
- لم أندم للحظة، فلم أقدم فى حياتى مايخالف ضميرى أو مبادئى، خاصة أن برنامجى «محطة مصر» توقف 3 مرات على قنوات مختلفة وهذا شرف لى لأننى أقول الحقيقة وأرفض تزييفها، والتوقف كان فى الثلاثة نظم سياسية سواء فى عصر مبارك أثناء استضافتى الخبير الدستورى يحيى الجمل لأنه قال الحقيقة عن جمال مبارك وسوزان ثابت، أو المجلس العسكرى لأننى رددت على احدى رسائل المشاهدين بتعليقى على العسكر بجملة «طويل العمل يطول عمره» وهذا رأيى فيهم، أو الإخوان لأننى أريد أن أقول الحقيقة، لن أنساق وراء من يخالف ضميرى وليس معنى أن الجميع يتجاوزون أن أتجاوز معهم، أتمنى أن يحاسبونى جمهورى على أقوالى لا على القناة التى أعمل تحت رايتها لأننى غير مملوك لأحد.
قابلت أزمات كثيرة مع كافة الأنظمة السياسية.. كيف ترى اختلاف نسبة الحرية بينها؟
- الحرية الآن أكثر بكثير من النظم السابقة وأصبحت فيها معدلات غير مسبوقة، وكانت فى النظم السابقة من الصعب انتقاد أى شخص، لكن الآن أى مذيع يستطيع أن يفعل أى شىء لكن للأسف لم تعد الخطوط الحمراء، كما كانت من قبل ممثلة فى الرئيس والقيادات لكن الخطوط الحمراء أصبحت من قبل رأس المال الحاكم للدولة.
أكدت انك تحملت طيلة الأيام الماضية ما لا يتحمله بشر من افتراءات، ماذا قصدت بهذه الجملة؟
- واجهت اتهامات من الجمهور الذى احترمه وقالوا أننى هربت، بدون تحرى الحقيقة وكان الأسهل على ان أخرج على الهواء وازايد على الجميع واعمل بطلاً وكل الظروف متاحة ولكن هدفى ألا أكون كذلك، مصر تعيش فى حالة غير طبيعية والجميع يركبون الموجة ويحاولون ان يكونوا أبطالاً ففضلت الصمت.
هل ماحدث مع قنوات مودرن حرية وهجومك على قناة «سى بى سى» أثر على عملك كإعلامى؟
- لم أهاجم قنوات بعينها لكننى طالبت بأن تظهر حقيقة قطع الهواء أثناء عرض البرنامج على مودرن حرية، وطالبت التحقيق فى الأمر، وثبتت الحقيقة ومدير القناة أيمن سالم تم تحويله للتحقيق ومعه مدحت شلبى ولم يؤثر ذلك على تاريخى لاننى لم أدعِ البطولة ولم أكن سعيدا بوقف البرنامج او احداث مشكلات مع رؤساء القنوات، لكنى أفضل ان أكون فى عيون الجمهور محترماً فبعد نهاية الأزمات عادة ما تكون التسجيلات هى ذاكرة الأمة، ولذا احترم سياسة أى قناة أعمل معها، وأطالب ان يحترمنى الناس بنفس القدر.
كيف تحولت من مذيع رياضى بإذاعة الشباب والرياضة إلى مذيع توك شو سياسى؟
- عملت بمجال الرياضة لأننى صغير السن، ولم يعطني أحد فرصة للعمل فى مجال السياسية، خاصة ان الجميع كان يعمل تحت مظلة النظام، وكان هناك خطوط حمراء كثيرة، وعندما جاءت لى الفرصة فى العمل بالسياسة أغلق أمن الدولة البرنامج بعد سبعة أشهر من العرض، فى حلقة أيمن نور، وللأسف كل الضيوف الذين ظهروا معى فى برنامج محطة مصر تحدثوا عن جمال مبارك فى آخر خمس دقائق من الحلقة، حتى ان حلقة مجدى الجلاد التى قال فيها ارشح جمال مبارك رئيسا للجمهورية، أغلق بسببها برنامج حافظ الميرازى لمدة شهر وانا توقفت 10 أيام وبعدها أغلقت القناة، فهذا قانون العمل بالسياسة.
لكن هناك الكثير من المذيعين أصحاب الآراء المحترمة لا يواجهون تلك المشكلات؟
- من الصعب والدليل على ذلك الإعلامى الكبير حمدى قنديل الذى لا يجد قناة يعمل بها حتى الآن، وهو قامة كبيرة واعتقد انه أفضل إعلامى فى مصر صاحب رؤية، أبعدوه لانه رجل محترم والجميع يخاف منه ر غم امتلاكه الكاريزما والحضور وعرضه متميز.
أصدر وزير الإعلام قرارا بعودة كل مذيعي التليفزيون المصرى للعمل به . لماذا لم ترجع الى العمل به؟
- بالفعل اتفقت مع التليفزيون المصرى فى نفس الفترة التى تعاقدت فيها مع قناة مصر 25 على ان أقدم برنامج توك شو رئيسياً للتليفزيون واتفقت مع سعد عباس رئيس شركة صوت القاهرة، ولكن المشروع توقف فجأه بسبب الأمور المادية فى المبنى، ولكنى أتمنى العودة للتليفزيون المصرى.
ولكن المذيعين فى التليفزيون المصرى يعانون من أزمة تكميم الأفواه هل ستقبل فى تدخل وزير الإعلام فى خططك؟
نحن نحتاج ميثاق إعلامى نعمل عليه جميعا والكل يحتكم إليه لكن فى ظل السيولة الرهيبة من الألفاظ البذيئه لن يخرج إعلام محترم، تعاقدى مع أى قناه سيكون بشروط اهمها احترام الرأى والرأى الآخر ورفضى تكميم الأفواه نهائيا.
البعض يؤكد ان لغه الاعلام اصبحت الآن نقلا للغة الشارع كيف ترى ذلك؟
- أنا حزين للهجة الرديئة التى وصل لها الإعلام، فالوسطية فى كل شئ أمر محترم، وإذا لم نتمكن كإعلاميين من احترام انفسنا فى الطريقة التى نقدم بها، لن يحترمنا ضيوفنا.
هل تعرضت للتهديدات كباقى الإعلاميين؟
- جاءت لى رسائل تهديدات من خلال الموبايل فعندما أوقفت البرنامج، تعرضت للتهديدات، وهو ماحدث معى من المجلس العسكرى، وازدادت التهديدات مع كافه الإعلاميين وفى رأيى من يخطأ لابد أن يعاقب فلا يمكن ان يتم تهديد الناس من كل ذي صفة وغير ذي صفة، وان كانت الرئاسة ليس لها علاقه بتلك التهديدات لابد ان تربأ بنفسها بعيدا عن هؤلاء، يجب وضع قانون للمحافظة على المهنة وان نترك القانون يتعامل لأننا نعيش فى مرحلة عبثية يمارس فيها عبث فى كافة القوانين .
لكن سيطرة التيارات الإسلامية على وسائل الإعلام المختلفة، اتاحت للجميع فرصة السباب على الهواء والدليل ما يحدث مع خالد عبدالله وعبدالله بدر وتركهما دون محاكمة حتى هذه اللحظة؟
- أعترف بوجود أداء غير منطقى ولابد ان توضع نظم وقواعد تسير على الجميع، فقناة الحافظ وغيرها بها خطاب مستفز بشكل زائد، وأتساءل لماذا من أغلقوا قناة الفراعين لأسلوبها المستفز تركتم قناة الحافظ، وأيضا لماذا تتركون قنوات مثل تاكسى وهى قناة أفلام تعرض أفلام بورنو ممنوعة من العرض، لابد ان نجد حل، الجميع مستغرق فى شجار كبير وتركوا الإعلام الذى هو لسان الشعب.
كيف ترى نتيجة الاستفتاء على الدستور ب«نعم»؟
- أدليت ب «لا» فى الاستفتاء لكننى سأحترم نتيجة الشعب، رغم توقعى النتيجة قبل الاستفتاء لان هناك جزءاً كبيراً من الجمهور لم يشارك، واتمنى ان يأتى الاستقرار المنشود، رغم انه دستور لم تشارك فيه كافة الطوائف وكان المفترض ان نصل لتوافق أكبرحتى لو كان فى حده الأدنى، فكيف يقر الدستور المصرى دون ان تشارك الكنيسة المصرية فى وضعه، أيا كان تفسير الطرف الذى حاول واضع الدستور تفسيره، ولماذا لم نستفد من الشهرين اللذين أعطاهم الرئيس للجمعية التأسيسية.
هل تتوقع بوادر فتنة طائفية خلال الفترة القادمة؟
- أتمنى أن نكون حريصين على تضميد الجراح الرهيبة التى نعيشها، ولابد أن ندرس كافة الأمور مع شركاء الوطن الحقيقيين، ليس لدينا خيار أن نترك بعضنا لابد أن نسد الثغرات التى أدت لتلك الفتنة فلن يدفع الأقباط الجزية فى بلدهم، لابد أن نحافظ على مصر.
تؤكد أن مصر تعانى من حالة انفلات فى كل شيء بعد الإعلان الدستورى.. فى رأيك ما السبب فى ذلك؟
- نحن ندفع ثمن ممارسة السياسة لأول مرة، مبارك طوال 30 عاما حاول أن يجرف الدولة داخل الجيش والقضاء وكل المؤسسات، والحالة البائسة التى وصلنا لها جميعا نتيجة أن كل العقول الحقيقية التى هى أساس تقدم الأمة هاجرت، حتى الرئيس مرسى يمارس السياسة لأول مرة ولم تكن فى أحلامه أن يكون رئيسا ولم يتخيل الإخوان أبدا أنهم أغلبية فمن يدير مخطئ ومن يعارض ايضا مخطئ والانقسام طبيعى.
صرحت بأن ما يحدث فى الإعلام هو أمر ممنهج ، كيف ترى الهجمة الاخيرة على وسائل الإعلام؟
- مصر الآن ليست دولة حقيقية مارسنا 30 عاما فى دولة وهمية نحن الآن نعيش أزمة شخصيات لديها أهداف وآخرين يريدون كبت الإعلام والقضاء كل شيء فى مصر محتاج إعادة تعريب للحقوق والواجبات والالتزامات، الأزمة ليست فى الإعلام فقط لكنها وضحت فى مشهد محاصرة المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى والمطالبة برحيل الرئيس مرسى مشهد عبثى أيضا فإذا كان الرئيس أخطأ فلا يمكن أن أطالب برحيله وهو لم يكمل 6 أشهر.
ولكن كيف تفسر صمت مؤسسة الرئاسة على ما يحدث فى القضاء والإعلام وانهيار الاقتصاد والشهداء امام الاتحادية وغير ذلك من تجاوزات؟
- أداء الرئيس مرسى لم يكن على المستوى المأمول، فهو مليء بالتخبط والاضطراب، وكمية الأخطاء التى حدثت فادحة بداية من الإعلان الدستورى وتمادى فى الأخطاء ولم يعد يملك فرامل تلك الدولة وأصبح وضعه صعبا فى الرجوع عن عدة قرارات، لكن ما ساعد على تراكم اخطائه ان المعارضة لم تضع له مخرجا ولم تساعده ورفضوا الحوار معه قبل الرجوع فى كلامه، لابد أن نعترف أن 50٪ من الشعب المصرى هواهم إسلامى والآخر ليبرالى ووضح ذلك فى المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية، الاسلاميون وصلوا 50٪ بمساعدة التيار الثورى الذى كان يرفض أحمد شفيق، اذا رحل مرسى خلال شهرين من رحيله الإسلاميون سيقفون أمام الاتحادية ويطالبون بحقوقهم ويطالبون برحيل أى رئيس يتولى البلد، إذن لابد من التريث فى التعامل مع الأمور.
أنت تدافع عن وجود الرئيس لكنه طالب بحوار مشروط وهذا لا علاقة له بالديمقراطية وهو السبب في رفض المعارضة للحوار، فلماذا لم يتراجع عن الإعلان الدستوري ليسمح بالحوار؟
- وضح من خلال لقاء الدكتور مرسى بأنه يريد مخرجا من المصيبة لأنه حين أصدر الإعلان الدستورى لم يتوقع أن يصل الأمر الى هذا الشكل، وعندما طلب المساعدة لم يساعده أحد، ومن قلبه على مصلحة مصر كان عليه أن يوافق على الحوار بأى شكل علينا أن نتحاور فمن أراد فضح شخص فلابد أن يحاوره، نريد شفافية لما حدث فى اجتماعاتهم الأولى لنعلم اسباب رفض الحوار فى اجتماعاتهم الثانية.
البعض يرى أن الإخوان فصيل مكروه فى الشارع.. فما رأيك؟
- أرى أنهم يحتاجون الى تعديل فى الأداء ولغة التخاطب والنتيجة النهائية للدستور تثبت أننا بالفعل لدينا فصيل معارضة كبير جدا وعلى الأقل لدينا من كل عشرة أشخاص فى مصر أربعة أفراد من الإخوان والتيارات الاسلامية المختلفة يعارضون، فلا يوجد أغلبية مطلقة وكل القيادات السياسية تحتاج أن تجتمع وتقوم بحوارات مع الجميع وبشراكة حقيقية مع الآخر، والمعارضة لابد أن تفهم أنه لا يوجد لعبة سياسية دون من يطلق عليهم الإسلاميون لأن مصر للجميع.
كيف ترى مستقبل مصر؟
- مصر تخوض ما كان يجب ان تخوضه بلد تم كبتها عشرات السنوات، وهذا تطور طبيعى ومع كل ما يحدث فيها أثناء مرور مصر بالثورة وطوال ال30 عاما الماضية يشعر الجمهور بانفراجة كبيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.