شخصية أدهم صبرى من وحى شخصية أمنية حقيقية.. وأم الشهيد أعظم إنسانة جيل الشباب الجديد لا يقرأ.. وأدعوه للابتعاد عن الاندفاع والتهور السينما فى تحسن.. وأحب تنس الطاولة.. ولا أتابع كرة القدم تنفرد جريدة "الوفد" بنشر آخر حوار صحفى مع الراحل الدكتور نبيل فاروق، الشهير برجل المستحيل، الذى وافته المنية، يوم الأربعاء الماضى، عن عمر ناهز 64 عامًا إثر تعرضه لسكتة قلبية مفاجئة. وألقت جريدة "الوفد" فى حوارها مع الكاتب الراحل الضوء على أهم إسهاماته وإبداعاته الأدبية، التى أثرت الحياة الثقافية العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص، واستحوذت على قلوب الشباب، خاصة سلسلته الشهيرة «رجل المستحيل». وإلى نص الحوار: لقد راودت شخصية «أدهم صبري» بطل سلسلة قصص «رجل المستحيل»، خيال جيل شباب الثمانينيات والتسعينيات حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من شخصية كل منهم، وتمنى كل شاب من هذا الجيل أن يصبح رجل المستحيل، بما كانت تقوم به هذه الشخصية من تقديم حلول لكل المشاكل التى كان يتعرض لها فريقه فى أصعب الظروف، وقد تربت أجيال كاملة على أخلاق رجل المستحيل الذى نجح فى زرع الوطنية والانتماء وحب التضحية من أجل تراب الوطن. وبعد أن أصبحت قاب قوسين أو أدنى وأنا أقف أمام مكتب «أدهم صبري»، لحظات ويتحقق الحلم الذى طالما راودنى منذ الصغر وهو لقاء هذا البطل المغوار، ويزداد خفقان قلبي، عندما أستشعر قدومه، ووسط هذا الترقب الشديد عند باب المكتب، وإذ فجأةً يفتح الدكتور نبيل فاروق مؤلف سلسلة «رجل المستحيل»، الباب ليطل علينا بوجه بشوش وابتسامة تعبر عن الترحيب بدخولى إلى المملكة الخاصة ل«أدهم صبري»، وذلك لإجراء حوار صحفى ل"الوفد". حدثنا عن نشأتك؟ - ولدت فى مدينة طنطا بالغربية، يوم 9 فبراير عام 1956، ونشأت وسط عائلة متوسطة ساعدتنى على التفوق الدراسى حتى حصلت على شهادة الثانوية العامة والتحقت بكلية الطب وتخرجت فيها عام 1980، وبدأت عملى كطبيب فى بلدة أبودياب، ثم تزوجت الدكتورة ميرفت راغب، وأنجبت ثلاثة أبناء هم شريف وريهام ونورهان. لماذا اعتزلت الطب؟ - اعتزلت مهنة الطب بعد نجاح سلسلتى رجل المستحيل وملف المستقبل، لكى أتفرغ كليًا للكتابة كمهنتى الرئيسية التى أعشقها. كيف كان للقراءة أثر فى تكوين شخصيتك؟ - أحببت القراءة منذ كنت فى المرحلة الابتدائية ولدى عدد كبير جداً من الكتب، وهى تعطى ثقافة فى كافة المجالات ومعرفة باللغة وتجعلك متمكناً فى حس اللغة. ما أهم الجوائز التى حصلت عليها؟ - حصلت على الجائزة الأولى فى مهرجان ذكرى حرب أكتوبر عن قصة «جاسوس سيناء: أصغر جاسوس فى العالم»، وأعتز كثيرًا بهذا التكريم لأنه مرتبط بذكرى وطنية عظيمة، وفزت بجائزة المؤسسة العربية الحديثة فى مصر عن قصة أشعة الموت والتى نشرت كأول عدد من سلسلة ملف المستقبل، وأيضا جائزة قصر ثقافة طنطا عن قصة «النبوءة»، فى عام 1979 قبل تخرجى فى كلية الطب بعام واحد. ما أبرز أعمالك؟ - سلسلة رجل المستحيل، 160 عدداً (آخرها «الوداع» 160)، سلسلة ملف المستقبل، وفارس الأندلس، وسلسلة روايات عالمية للجيب، سلسلة بانوراما، سلسلة حرب الجواسيس، سلسلة مسرح الجريمة، وكتاب رجل المستحيل وأنا عن دار ليلى، والمسلسل الإذاعى رجل المستحيل العملية شبل، ومسلسل العميل 1001. حدثنا عن شخصية أدهم صبرى؟ - كانت من وحى شخصية أمنية حقيقة تعرفت عليها ثم أضفت عليها جميع مهارات باقى الأشخاص الذيم رأيتهم وتعاملت معهم فى المخابرات وطرحت سؤالاً بما أننا لدينا تلك الشخصيات فلماذا نشاهد ونكتب عن «جيمس بوند- وشارلوك هولمز» وغيرهم، ونحن لدينا هذه الشخصيات التى تتمتع بالصفات كثيراً جداً؟، ومن هناك جاءت فكرة رجل المستحيل، وقررت أن يكون «أدهم صبري» رمزاً وبالفعل نجحت فى هذا. هل تراجع الشباب عن القراءة؟ - لا يوجد تراجع عن القراء ولكن هناك جيل جديد ليس شغوفاً بالقراءة، ورغم ذلك إن ذهبت إلى معرض الكتاب فسوف تجد أعدادا كبيرة تذهب من أجل شراء الكتاب، لذلك الحكم على هذا الأمر صعب ولا توجد إحصائية تقدر تحدد ذلك، والسبب فى ذلك زيادة التعداد السكاني، لذلك تجد أن هناك مجموعة كبيرة لا تقرأ وفى نفس الوقت تجد مجموعة كبيرة تقرأ. كيف رأيت الإنجازات التى حدثت فى عهد الرئيس السيسى؟ - بالنظر إلى إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى ستجد أنه يسير بشكل جيد جدا، والدليل على ذلك إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة التى كانت صحراء وأصبحت الآن تجذب كم استثمارات كبيرا جدا والمبانى التى أنشئت عليها للاستثمار تقدر بالمليارات، وجميع الدول العظمى بنيت بهذا الأسلوب وللعلم الرئيس لا يبحث عن مجد شخصى لأن هذه الإنجازات للوطن، لذلك يجب أن نتكاتف جميعا من أجل البناء، والشعب هو من سوف يجنى ثمار كل ما يزرع الآن. بالإضافة إلى أن الرئيس السيسى نجح فى بناء أقوى جيش فى الشرق الأوسط وإنشاء طرق من أفضل الطرق على مستوى الوطن العربى، وأعاد الأمن والأمان للشارع المصري، هذا بجانب المشروعات الوطنية العملاقة التى تحدث. ماذا تقول لأم الشهيد؟ - هى أعظم أم وأنا أتأثر جدا عندما أتحدث عن أم الشهيد، لأنها هى الإنسانة التى يجب أن نقبل يدها وهى التى تبنى المستقبل، ولا أحد يشعر بما تشعر به إلا من لديه أبناء وتجمع به ذكريات كثيرة وهذا الابن استشهد من أجل أن نعيش، لذلك أريد أن أقبل أيديهن وأقول لهن كلنا أولادكن. كيف ترى المؤامرات التى تحاك ضد مصر؟ - المؤامرات على مصر معلنة وأصحاب المؤامرات يقولونها على الهواء، ولكن نحن لا نقرأ، لذلك لا نرى هذه المؤامرات التى تحاك ضد مصر والدليل على ذلك عندما سألوا «موشى ديان» كيف قررت نفس خطة 56 فى 67، أجابهم قائلا: «العرب لا يقرأون». لمن تقرأ من الكتاب الشباب؟ - لا أقرأ لمن يستخدم بنفس طريقة كتابتي، لأنه يجب على الكاتب أن تكون له شخصيته المستقلة ولا يتأثر بأى شخصية حتى يحبها، لأنه سيصبح صورة طبق الأصل، لذلك يجب أن تكون مميزا، وأنا أقرأ لشيرين هنائى تكتب قصص رعب وهى موهبة جيدة، وأيضا مدحت مطر كاتب كويس جدا ومحمد فتحى فى السياسة كويس جداً، ودور النشر الآن تطبع على حساب الكاتب عكسنا نحن الناشر كان يدفع للكاتب فكان يبحث عن الجودة ولكن الآن الوضع اختلف. حدثنا عن تحويل سلسلة رجل المستحيل إلى فيلم سينمائى؟ - فكرة تحويل سلسلة روايات «رجل المستحيل» إلى فيلم سينمائي، قائمة من عام 1999 ولكن لم يكن هناك إنتاج لتحويل السلسلة إلى فيلم، ولكن فى حالة تحويل السلسلة إلى فيلم سوف أشعر بأنى أزوج ابنتى وأعطيها لمن يحبها ويحافظ عليها ويرعاها، لذلك فإن اختيار الإنتاج والمنتج أمر هام جداً. هل ترى تخوفاً من تحويل القصة؟ - لا يوجد تخوف لأنه فى حالة نجاح الفيلم سوف يصبح فى صالح القصة وتخلق عالما جديدا، وفى نفس الوقت لو فشل فى الفيلم فهو ناجح فى القصة وأنا مقتنع باتخاذ القرار أفضل من أن تظل تطرح على نفسك سؤال ماذا يا ترى لو؟! كيف ترى السينما المصرية الآن؟ - فى تحسن وهذا نتاج الغربلة التى تحدث من قبل المتلقى فى جميع المجالات، ويجب أن نهتم بالعلم لأن العلم هو الذي يصنع التقدم. ما رياضتك المفضلة؟ - أحبَّ رياضة تنس الطاولة. تعد كرة القدم أشهر الرياضات الشعبية.. هل تحب مشاهدها؟ - لست متابعاً لكرة القدم ولكنى سعيد بما يحققه اللاعب المصرى محمد صلاح من نجاح، وهو لديه انتماء لمصر وهذا شيء جميل جداً، ويعلم أن نجاحه من نجاح مصر، وأتمنى أن يكون لدينا عشرة آلاف محمد صلاح فى مجالات أخرى كثيرة. بماذا تنصح الشباب؟ - من أسوأ الأمور الاندفاع والتهور فى اتخاذ القرار، لذلك يجب على الشباب التفكير جيدا فيما يسمع، لأن الاندفاع وراء الشائعات دون تفكير يجعل منك تابعاً وأداة دون أن تشعر، لذلك نصيحتى لكل شاب أن يفكر جيدا فيما يسمع ويجعل الكلام يمر من الأذن ثم إلى العقل ثم إلى الفم ليخرج وليس من الأذن للفم فقط.