حين يظلم شخص نجده يقول:"حسبي الله ونعم الوكيل" ، يسرع ويهرع إليها دون تفكير ، هذه الجملة الجبارة المليئة بالقوة ، تبث الخوف بل الرعب في نفس من قيلت له مهما تظاهر بعدم تأثره لكنه يرتعد من داخله. حسبي الله ونعم الوكيل من أفضل الأدعية وهو ذكر عظيم وهي مستحبة ومجابة بإذن الله تعالى ، يقول تعالى:"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم" ، وبها يكسب رضا الله سبحانه وتعالى ويتقرب إليه لأنه يحب أن ندعوه. يقول تعالى:"وقال ربكم ادعوني استجب لكم" ، ومعناها أن الله سبحانه وتعالى كافي العبد ، فالحسب هو الكافي أو الكفاية ، وفيها إقرار من العبد بضعفه وفقره إلي الله عز وجل ويقينه بقوة الله وحوله وقدرته وتفويضه لله وتوكله وإعتماده عليه سبحانه ، واستغنائه عن الجميع وعن أي قوة وإكتفائه بالله وحده دون سواه. وهى سنة من سنن الأنبياء والمرسلين فقد قالها سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو من أولي العزم من الرسل حين القوه في النار وكانت هذه من أكبر الشدائد التي مر بها ، و قد قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حمراء الأسد بعد هزيمة المسلمين في غزوة أحد ، حين خوف المنافقين المؤمنين بأن أهل مكة قد جموع لهم الجموع التي لا طاقة لهم بها فكانت نتيجة قول حسبي الله ونعم الوكيل أن انقلب المسلمون إلى أهليهم لم يمسسهم سوء. فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال:"حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل". يقولها الشخص عند شعوره بظلم وعدم قدرته على رده ، وهى بالفعل تكفي لنصر المظلوم والأخذ بحقه ، ولكنها في الحقيقة ليست في وقت الشدة والرغبة في الإنتقام من الظالم والشعور بالعجز فقط ، بل هي صيغة لجوء إلى الله عند الشعور بالضيق والحزن أو الهم ، ففيها اليسر والتيسير والرضا والفرج والسعادة وجلب الرزق بإذن الله ، فالله سبحانه يكفي العبد ويحميه ويحفظه ويرعاه بحوله وقوته وجلاله وقدرته وعظمته ، من كل ما أصابه من هم أو خوف أوخطر أو عدو ، ويجيب دعائه بحسبي الله ونعم الوكيل ، فهو سبحانه نعم الوكيل أي نعم القائم على أمر المؤمن في كل شؤونه من كف اذى وجلب خير. ، فمن توكل على الله كفاه ومن إلتجأ إليه بصدق لم يخل ظنه.