لم يكن مقتل جابر صلاح أو «جيكا» صدفة، أو كما وصفه الاخوان انه من ضمن بعض مثيري الشغب وأعمال البلطجة التي حدثت في شارع عيون الحرية أو محمد محمود عقب صدور الاعلان الدستوري الديكتاتوري. وأكبر دليل علي استهداف جماعة الاخوان المسلمين لشباب الثورة خبر تداوله نشطاء موقع التواصل الاجتماعي ال«فيس بوك» حول اعتقال قوات الامن أول أمس لإدمان صفحة «معاً ضد الاخوان المسلمين» الشهير ب«فزاع»، والمعروف ان «جيكا» كان أدمن في تلك الصفحة المنتقدة لسياسات الاخوان المسلمين والتي يبلغ عدد المشتركين بها يصل الي أكثر من 112 ألف مشترك. وتوالت ردود الأفعال الغاضبة بين نشطاء ال«فيس بوك» بعد خبر اعتقال أدمن «فزاع» مطالبين بالافراج عنه وتحذيرات بين صفوف النشطاء خوفاً من أن يلاقوا مصير كل من «جيكا» و«فزاع». ودعت صفحة معاً ضد الاخوان الي الاحتشاد أمام قصر الاتحادية بالتزامن مع انطلاق الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية لإعلان مطالبهم وإسماع صوت الشعب للرئيس. وسر محاربة جماعة الاخوان المسلمين لنشطاء ال«فيس بوك» بسبب انتقاد سياسات رئيس الجمهورية وحزب الحرية والعدالة، فبعد أن كان أصحاب تلك الصفحات الثورية تؤيد الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة في محاولة للحفاظ علي الثورة وخوفاً من ضياعها علي يد منافسه الفريق أحمد شفيق لاعتباره جزءاً من النظام السابق جاء الرئيس الجديد ليحمل في طياته ديكتاتوراً آخر يدافع عن تيار واحد وهو جماعة الاخوان المسلمين ليشعر بعدها الثوار ان الثورة بدأت في ضياع أهدافها مرة أخري. بدأ نشاط تلك الصفحة بعد قرارات الدكتور مرسي المرضية لجماعة الاخوان المسلمين بدءاً من تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور التي لم يوافق عليها أغلب القوي السياسية والوطنية. وزاد نشاط صفحة «معاً ضد الاخوان» عقب حادث قطار أسيوط الذي راح ضحيته ما يقرب من 50 طفلاً، فكانت تلك الشرارة الاولي للثورة علي حكم الاخوان وانتقادهم وبداية دعوة نشطاء الصفحة للقيام بثورة علي حكم الرئيس محمد مرسي، خاصة ان برنامجه ووعوده الانتخابية لم يتحقق منها أي شيء. ثم جاء الاعلان الدستوري الذي أصدره رئيس الجمهورية أواخر الشهر الماضي ليكون بمثابة القشة التي قسمت ظهر الثوار والإعلان رسمياً عن التظاهر بميدان التحرير لرفض ذلك الاعلان الدستوري وللحفاظ علي الثورة التي ضاعت بين مصالح الاخوان وبعض القوي المدنية وكان من بين المتظاهرين هو جابر صلاح أو «جيكا» الذي عاقبته أجهزة الامن بقتله في شارع محمد محمود لتشتعل نار الغضب بين نشطاء الفيس بوك وترفع الصفحة شعار «ارحل يا ديكتاتور». وأثناء قيام الإخوان بموقعة قصر الاتحادية كانت صفحة معاً ضد الاخوان تتابع الاخبار وتنشر جرائم جماعة الاخوان المسلمين من قتل وتعذيب للثوار والمعتصمين السلميين بالصور والفيديوهات ودعوات للاحتشاد أمام قصر الاتحادية للمطالبة بسقوط مرسي وجماعته العنصرية، كما وصفتها بعض صور الصفحة بالنازية بدلاً من شعار جماعة الاخوان المسلمين. فكانت عقاب نشطاء الصفحة هو القتل، كما حدث ل«جيكا»، والاعتقال كما حدث ل«فزاع» ليكون خير دليل علي انقضاض الجماعة علي حرية الرأي والتعبير التي نادت بها ثورة 25 يناير.