يسأل الكثير من الناس عن ما الفرق بين الحسد والعين فأجاب الشيخ ناصر ثابت العالم بالاوقاف وقال اهل العلم وهو: إنّ الحسد أعم من العيْن؛ فكل عائنٍ هو حاسد، ولكن ليس كل حاسد عائنًا، والعائن أضر من الحاسد، إضافة إلى أنّ الحاسد قد يحسد ما لم يره، وقد يحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه، أما العائن فهو لا يَعين إلا ما يراه والموجود بالفعل أمامه. ومصدر الحسد هو تحرُّق القلب، واستكثار النعمة على المحسود، في حين أن مصدر العين هو انقداح نظرة العين، أو نفس خبيثة، والحسد لا يقع من صاحبه على ما يكره أن يُصاب بأذى؛ أي لا يمكن أن يحسد ماله وولده، أما العين فقد تقع على ما يكره العائن أن يُصاب بأذى؛ فقد يصيب ماله أو ولده بعين، وفي الإجابة عن سؤال ما الفرق بين العين والحسد قال ابن القيم -رحمه الله-: "والمقصود أن العائن حاسد خاص، وهو أضر من الحاسد، ولهذا -والله أعلم- إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن؛ لأنه أعم، فكل عائنٍ حاسدٌ ولا بد، وليس كل حاسد عائنًا، فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين، وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه . قال تعالي " أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) القول في تأويل قوله : أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ". قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " أم يحسدون الناس "، أم يحسد هؤلاء الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب من اليهود، كما:- وحدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: " أم يحسدون الناس "، قال: يهود. 9813 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله. 9814 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة مثله. * * * وأما قوله: " الناس "، فإن أهل التأويل اختلفوا فيمن عَنَى الله به. فقال بعضهم: عنى الله بذلك محمدًا صلى الله عليه وسلم خاصةً. *ذكر من قال ذلك: 9815 - حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط قال، أخبرنا هشيم، عن خالد، عن عكرمة في قوله: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله "، قال: " الناس " في هذا الموضع، النبيّ صلى الله عليه وسلم خاصةً".