تحت عنوان "الدكتور مرسي ومستر هايد" زعم المحلل الإسرائيلي "بوعاز بيسموت" في مقاله المنشور اليوم بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن الرئيس محمد مرسي يكشف عن وجهه الحقيقي وتحول بين عشية وضحايا من زعيم عربي براجماتي داعية سلام إلى مستر هايد في الرواية الشهيرة "الدكتور جيكل ومستر هايد". وأضاف المقال أن من ظنوا بأن دور الوسيط الذي اضطلع به مرسي بين حماس وإسرائيل يجعله زعيماً عربياً من شأنه دفع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، يجب عليهم رؤية النقد الموجه لمرسي من الداخل بسبب دور الوساطة عندما وصفوه بأنه "دمية أمريكية مثل مبارك". وتابع "بيسموت" بأن البيت الأبيض أيقن بالفعل أن "مرسي" ديكتاتورا فى ثوب إسلامي حل محل ديكتاتور علماني "مبارك"، مشيرا إلى أن هذا هو سبب النقد الذي وجهته وزارة الخارجية الأمريكية، وليس البيت الأبيض، ضد الرئيس مرسي في نهاية الأسبوع الماضي. ورأى "بيسموت" أن الغرب اكتشف الدكتور مرسي بعد 24 ساعة فقط من مساهمته في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، زاعما أن الغرب وجد نفسه أمام مستر هايد، ومع ذلك لا يريد البيت الأبيض هزات أخرى بمصر وقد أوضح ذلك للجيش المصري، وفقا للصحيفة. وأشار "بيسموت" إلى أنه تارة تكون الديمقراطية قيمة عليا بمصر وتارة أخرى الاستقرار ومصلحة البلاد، لكن الثوار اجتمعوا مرة أخرى يوم الجمعة بميدان التحرير وانقسموا لفريقين الإخوان المسلمين والرئيس من ناحية، وسائر التيارات من الناحية الأخرى. وأضاف "بيسموت" أن الرئيس "مرسي" حصل في عام 1982 على الدكتوراة من جامعة جنوب كاليفورنيا في هندسة المواد، وفي 21 نوفمبر 2012 حصل مرسي من الأمريكيين على لقب سياسي بعدما ساعد صديقه الجديد "أوباما" في التخطيط الهندسي لإبرام اتفاق بغزة، لكن الدكتور مرسي متخصص بوجه عام في هندسة الأنظمة: بعدما سيطر بأسلوب ديمقراطي على السلطتين التنفيذية والتشريعة، أركع السلطة القضائية على ركبتيها، على حد تعبير الكاتب. وتابع بيسموت: منذ 22 شهرا تفجرت موجة الاحتجاج الأكبر في مصر، والتي أدت إلى الإطاحة بمبارك، ورغم أن "مرسي" وأقرانه لم يكونوا في الأحداث الأولية وتركوا الشباب الليبرالي ورجال النظام القديم والجيش ينغمسون في الوحل، لكنهم وصلوا في النهاية لجني ثمرة السلطة الناضجة. وأردف طبيسموت" أن المواجهات المحتدمة هذه المرة بمصر هي مواجهات على القوة والشرعية والرؤية، مشيرا إلى أن خصوم الرئيس من رجال الحركات العلمانية والليبرالية، وعلى رأسهم محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي، لديهم مشكلة كبيرة، وهي أن مرسي يمتلك أهم شرعية لأنه منتخب من قبل الشعب في إطار انتخابات ديمقراطية مع التأييد الغربي من البيت الأبيض، وهو الأمر الذي لم يكن يمتلكه مبارك، لكن مرسي يفتقد إلى تركة التحرير، زاعما أن الإخوان المسلمين فازوا من العدم. وأشار "بيسموت" إلى أن الرئيس مرسي غلف لهذا السبب قراراته الاستثنائية في يوم الخميس الماضي بقرارات منطقية، مثل إقالة النائب العام وهو من فلول مبارك، والقرار بإعاة التحقيق في قضايا قتل الثوار، مؤكدا أن المشكلة ليست في هذه القرارات الثورية وإنما المشكلة في الإضافات التي تمنح مرسي صلاحيات تجعله فوق القانون. وتساءل الكاتب: هل الأمر يستحق من مرسي "البراجماتي" "داعية السلام" و"السياسي" أن يفسد في يوم واحد كل المديح الذي أغدق عليه في يوم الأربعاء؟ ثم أجاب قائلاً بأنه من جانب مرسي الأمر يستحق ذلك، نظرا لأن المصلحة الأولى بالنسبة له هي الدفاع عن تأسيسية الدستور التي سترسم وجه مصر الجديدة، زاعما أن دور لجنة المائة الرئيسي هو بلورة المكانة الإسلامية لمصر الجديدة، الأمر الذي دفع الكثير من الليبراليين للانسحاب من اللجنة، وكذلك نظر المحكمة الدستورية دعوى لحل اللجنة لأنها لا تمثل كافة طوائف الشعب وبها أغلبية ساحقة للحركات الإسلامية ولا تشمل أي تمثيل للأقباط أو حركة شباب 6 أبريل. ورأى الكاتب الإسرائيلي أن الرئيس مرسي لم يقدر جيدا ضغط الجمهور وغضب هيئة القضاء في أعقاب الإعلان الدستوري غير الديمقراطي، الأمر الذي تسبب في تخريب مكاتب حزب الحرية والعدالة في الأسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد، مرجحا أن يكون الرئيس "مرسي" قد حصل على شهادة تأمين تتيح له التصرف كفرعون ديكتاتوري جديد.