تسائل الكاتب السياسي الشهير "روبرت فيسك" فى مقالته بصحيفة "إندبندنت" البريطانية "أي مكسب (من حرب غزة) غير إعادة انتخاب نتنياهو؟" لماذا تلك الحرب؟ لماذا تلك الألف وخمسمائة طلعة جوية إسرائيلية على غزة وألف وخمسمائة صاروخ التي أطلقت على إسرائيل؟. واضاف متسائلا: "هل لقتل الطفل الفلسطيني ذي ال11 شهرا الذي قتل مع جميع أفراد عائلته على يدي طيار إسرائيلي؟ هل هي لقتل أكثر من 150 فلسطينيا معظمهم مدنيون، في الغارات الجوية الإسرائيلية؟ أم من أجل قتل ستة إسرائيليين؟ هل كان كل هذا من أجل وقف إطلاق النار؟ فليس هناك معاهدة سلام ولا حتى هدنة". ويذكِّر فيسك بعنوان في جريدة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الذي كان: "نهاية العملية العسكرية وبداية الحملة الانتخابية"! ويضيف: من المؤكد أن حملة بنيامين نتنياهو الانتخابية قد بدأت عندما أمر باغتيال أحد قادة حماس "أحمد الجعبري" قبل أسبوع، لكن الحرب في غزة انتقلت بهدوء إلى مشروع الحملة الانتخابية لنتنياهو، ولسان حاله يقول للإسرائيليين: "إن من يريد أمنا فهو يعرف لمن يصوّت"! لكن فيسك يتساءل: هل حقا أنهم يعرفون لمن يصوتون من أجل الحصول على الأمن؟ ثم ينقل فيسك عن نتنياهو قوله: "أنا أعرف أن بين الإسرائيليين من يريد عملا عسكريا أكثر شراسة من هذا، لكن التحديات الإسرائيلية قد ازدادت تعقيدا بمرور الزمن. وفي ظل مثل هذه الظروف علينا أن نوجه الدولة الإسرائيلية بمسئولية وحكمة". ويقول فيسك: "إن اختيار نتنياهو لكلماته كان لافتا، لكنها ليست خطبة تشرشلية. فنتنياهو يمضي منذ سنين في بناء المستعمرات اليهودية على أراضي الضفة الغربية التي سرقها من العرب، وهو فعليا ينكر على الفلسطينيين إقامة دولة فلسطينية في المستقبل". وتابع: "إن نتنياهو يقود "سفينة دولته إلى إعصار مستقبلي". ويخلص فيسك إلى القول إنه "لم يحصل الفلسطينيون على الدولة، فلن يحصل الإسرائيليون على الأمن".