فتحت الزيارة التي قام بها وفد فني مصري إلى إيران الأسبوع الماضي، تلبية لدعوة من وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية الباب أمام التعاون الفني بين البلدين؛ لا سيما أنهما يملكان تاريخا طويلا في المجال الفني. وضم الوفد مجموعة كبيرة من الممثلين والسينمائيين والكتاب والمنتجين، كما ضم كذلك مجموعة من النقاد بهدف التعرف على السينما الإيرانية وتبادل الآراء وبحث إمكانية التعاون بين البلدين. وشملت جولة الوفد الفني في إيران زيارة المدينة السينمائية التي تضم أحدث استوديوهات يجرى فيها التصوير، فضلا عن متحف السينما الذي يشمل أرشيف الأعمال الفنية بإيران، وكذلك التقى الوفد بمجموعة من الفنانين والمبدعين الايرانيين قبل أن يختتم الزيارة بلقاء وزير الثقافة والإرشاد الاسلامي. وقال الفنان عبدالعزيز مخيون، أحد أعضاء الوفد، إن الزيارة فتحت آفاقا جديدة للتعاون الفني مع إيران؛ لا سيما أن تلك الدولة متقدمة للغاية في مجال الفن وكلنا تابعنا حضورها القوي في المهرجانات السينمائية الدولية وحصولها على العديد من الجوائز الرفيعة. وأضاف مخيون :" أكثر ما خرجنا خلال الزيارة الترحيب الكبير بالتعاون من جانب الفنانين الايرانيين الذين جمعنا بهم جلسات عمل كثيرة"، مشيرا إلى أنه لمس رغبة حقيقية في التعاون بين الجانبين. وحول صور التعاون المقترح بين مصر وإيران، قال الفنان عبدالعزيز مخيون :"إن هناك عدة مجالات للتعاون من بينها ما اقترحه المخرج الإيراني فلاح سلاحشور الذي أخرج مسلسل "يوسف الصديق" الشهير، بأن نقوم بتبادل الأفلام والمسلسلات مع دبلجتها إلى اللغتين العربية والفارسية على أن يتم تقاسم قيمة الايرادات وحصيلة الاعلانات بين الجانبين". كما أوضح أن من بين أشكال التعاون الأخرى توقيع اتفاقية بين النقابات المهنية في البلدين تضمن لكل ممثل أن يعامل بالطريقة نفسها في حال الاستعانة به في عمل بالبلد الآخر أي حرية وهو ما قد يفتح الباب للاستعانة بفنانين من البلدين في إنتاج أعمال مشتركة. ويرى مخيون أن التعاون المصري الايراني في المجال الفني يمكن أن يسفر عن تقديم أعمال ذات مستوى فني راق لمواجهة الغزو الفني الأمريكي للبلدان العربية والاسلامية، وقال إن الفنانين الايرانيين اقترحوا كذلك التعاون في مجال الانتاج المشترك بتقديم تسهيلات في أماكن التصوير؛ والاستعانة بخرات كل طرف لصالح الطرف الآخر ومنها على سبيل المثال مجال الماكيير الذي تتميز فيه إيران بشكل خاص. وأعربت الفنانة وفاء عامر عن سعادتها البالغة بالسفر إلى إيران ضمن الوفد الفني المصري، وقالت إنها أبلغت الفنانين الايرانيين استعدادها للاشتراك في أي عمل فني إيراني بغض النظر عن المقابل المادي. وأشارت إلى أنها طرحت خلال اللقاءات مجموعة من الاستفسارات التي تشغل بال الفنانات المصريات في حال رغبتهن في التعاون بعمل إيراني ومنها على سبيل المثال التمسك بالحجاب خلال التمثيل. وقالت وفاء عامر أن رد الفنانين الايرانيين كان واضحا بأنه يحظر ظهور أي ممثلة في عمل فني دون حجاب وهو ما تتمسك به المرجعيات الدينية في هذا البلد ويحرص عليه كذلك المخرجون في أعمالهم؛ ما قد يجعل أدوار الفنانات المصريات قاصرة على تلك التي تكون فيها الشخصية مرتدية الحجاب. كما ذكرت أن هناك أوجه كثيرة للتعاون بين البلدين خاصة ما يتعلق منها بأماكن التصوير حيث تتمتع مصر بأماكن تصوير أكثر من رائعة يمكن أن تقوم إيران بالتصوير فيها بدلا من بناء مدن كاملة كما حدث في مسلسل "يوسف الصديق" الذي شيدت له إيران مدينة كاملة لهذا الغرض، بينما كان من الممكن التصوير بالأماكن الطبيعية في مصر. أما الناقد الفني خالد محمود، الذي كان بين الوفد المصري، فقال إن الزيارة مثلت صدمة لكثير من أعضاء الوفد لمستوى الاهتمام الذي توليه الدولة الايرانية للفن والفنانين بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع محتوى ما يقدم. وأضاف أن مدينة السينما في ايران والمتحف السينمائي كلها منشآت جعلتنا نشعر بالغيرة الحقيقية لعدم وجود مثيل لها بمصر رغم أن تاريخنا السينمائي يمتد لأكثر من مائة سنة. وأشار إلى أن التعاون الفني بين البلدين ربما يصطدم ببعض العقبات أبرزها تمسك الايرانيين بظهور الفنانات بالحجاب وهو ما قد يحول دون مشاركة كثير من الفنانات المصريات في الأعمال الايرانية، فضلا عن اشتراط موافقة المرجعيات الدينية في هذا البلد على الأعمال الفنية التاريخية وهو ما قد يخلق بعض الجدل نتيجة اختلاف المذهب الإسلامي بين البلدين. غير أن محمود لم يستبعد احتمال وجود صور أخرى من التعاون لا سيما في تبادل الخبرات وأماكن التصوير؛ وربما كذلك تبادل الأعمال الفنية التي تناسب جمهور البلدين، مشيرا إلى أن كل ذلك يتوقف في الأساس على عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لأن الحديث عن تعاون وسط علاقات مقطوعة يجعلنا كمن يحرث في البحر. تابعونا من جديد على فيس بوك: اضغط like للصفحة لتصلك تغطية إخبارية على صفحتك الشخصية بوابة الوفد الإلكترونية