توقّعت صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية شن إسرائيل هجوما جديدا على قطاع غزة على غرار ما سبق، ونفذته فى حرب عام 2009، وذلك نتيجة توتر الموقف بين إسرائيل وقادة حماس إثر الهجمات المتبادلة فيما بينهما مؤخرا. وحذّرت إسرائيل أمس من أنها على أتم الاستعداد لتكثيف الهجمات ضد النشطاء الفلسطينيين العاملة في قطاع غزة بعد تصاعد الهجمات التي تشنها حركة حماس وفصائل أخرى بالصواريخ في قطاع غزة، مما يزيد المخاوف من مواجهة عسكرية شاملة بين الجانبين. وأسفر هجوم صاروخي عن إصابة أربعة جنود إسرائيليين داخل سيارة تابعة للجيش في دورية على الحدود مع قطاع غزة، أمس السبت، مما دفع الجيش إلى شن هجوم تسبب في مقتل أربعة مدنيين فلسطينيين، وفي مقابل ذلك أطلقت عشرات الصواريخ قصيرة المدى من قطاع غزة، أصابت بلدات جنوبية إسرائيلية بالشلل، ولقي ناشطان من غزة حتفهما خلال غارات جوية إسرائيلية لاحقة. وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي: "إن العالم بحاجة إلى فهم أن إسرائيل لن تجلس مكتوفة الأيدي في وجه محاولات للهجوم عليها، فنحن على أتم الاستعداد لتكثيف الاستجابة والرد بكل حزم على هذه الهجمات". وقالت الصحيفة إن التصعيد الأخير من شأنه إحياء المخاوف من نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحماس، حيث حذر دبلوماسيون غربيون، وكذلك معلقون إسرائيليون مؤخرا من احتمال لصراع أوسع نطاقا، بحجة أن الأثر الرادع والمناع الناجم عن حرب غزة 2009 تم البدء في إزالته وتخطيه. ولفتت الصحيفة إلى أن انتخابات الكنيست الإسرائيلي المقبلة في يناير والمساعي الداخلية لقيادة حماس الجديدة تعد عوامل من شأنها أن تزيد من زعزعة الاستقرار، فبعد فترة طويلة من ضبط النفس النسبي، اتخذت حماس مؤخرا دورا أكثر نشاطا في الهجمات المتفرقة عبر الحدود وحول قطاع غزة. ومع ذلك، فإن حماس لديها أيضا حافز قوي لتجنب مواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل، ففي الشهر الماضي، سجلت قيادة حماس في غزة انتصارا سياسيا ملحوظا عندما التقت بالأمير القطري في زيارة غير مسبوقة لقطاع غزة، ووعد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لاستثمار 400 مليون دولار في الطرق الجديدة والإسكان بقطاع غزة، مما يهدد بحرب جديدة بين الجانبين.