فى مشهد روحانى مهيب نظر القائمقام باخوميوس إلى الحضور بكل حزم وحسم عقب الانتهاء من طقوس قداس يوم إجراء القرعة الهيكلية، وطالب الجميع بالتزام الصمت حيث الصلاة والابتهال إلى الله ليختار لهم البطريرك ال 118 لتكتمل مسيرة الكنيسة فى الفترة الانتقالية، وتسليمها إلى بداية رعاية صالحة وعهد جديد نأمله مبشراً بحالة مصالحة إنسانية واجتماعية على أرض وطن واحد.. نعم، قد نختلف أو نتفق على أهمية حل القرعة الهيكلية ولكن المشهد فى مجمله يُقدم صياغة جديدة لشكل الإدارة الكنسية العلمية المنضبطة التى يُراعى فيها تحديد كل التفاصيل والترتيبات بدقة بداية من إجراء الانتخابات وفق برامج زمنية محددة وبتطبيقات منضبطة وآليات شفافة مُعلن عنها.. وعليه، أرى أن الأنبا باخوميوس قد استطاع أن يقدم نموذجاً مُهماً يمكن أن يفيد منه البطريرك الجديد ومنظومة الإدارة التى نأمل أن يتم تحديثها وتطوير أدواتها، وقد أسعدنى تصريحات الأنبا تواضروس الثانى حول ضرورة ترتيب البيت الكنسي، وما تبع ذلك من أخبار تشكيل جديد لإدارة السكرتارية المنظمة لأعمال البطريرك. وكنت قد عبرت عن بالغ الامتنان لتلك الحفاوة الإعلامية والتغطيات المتميزة لوقائع انتخابات البطريرك 118، باستثناء الموقف الرذيل والبغيض من تعمد تليفزيون الحكومة اختيار المذيعة رشا مجدى لتغطية أحداث الانتخابات عبر برنامج صباح الخير يا مصر، لتظهر على شاشات داخل الكاتدرائية، وهى صاحبة أبشع تغطية لأحداث أم المجازر أمام مبنى التليفزيون، والتى ناشدت فيها الست رشا الجماهير مساندة جيشهم العظيم أمام جحافل الأقباط الذين يحاولون اقتحام المبنى وضرب عناصر من الجيش بالحجارة وزجاجات المولوتوف حتى سقط منهم من سقط، بينما كان الواقع يشهد بأن شباب الأقباط هم من يتساقطون دهساً تحت عجل مدرعات جيشهم أو رمياً بالرصاص، والغريب أن قيادات الجيش لم تحرك ساكناً وهى تهين قواتهم باعتبارهم قوات تستحق الشفقة والمدد الشعبي، وحتى الآن يظهر وزير إعلامها ليكذب حقيقة موثقة بشريط يتم تداوله عبر كل وسائط التواصل الاجتماعي، وحيث الشاشة مكتوب عليها نفس العبارات التى تؤيد ما قالت دون سند من واقع. لقد أسعدنى أن يكتب الأب بولس فؤاد الكاهن بكاتدرائية السيدة العذراء بالخرطوم ما أطلق عليه «رسالة حب لأب الآباء أبى قداسة البابا ال 118» وضمنه عدداً من المقترحات والتوصيات نشرها على الفيسبوك، أشاركه فيها وقد سبق لى الحديث بصددها، وما أسعدنى هو هذا المناخ الذى نشره الأب الحبيب القائمقام الذى شجع رموز الإكليروس المساهمة والمشاركة فى تطوير أداء كنيستهم مع قدوم عهد جديد وتحت ظروف مختلفة..أستأذنه فى عرض بعضها.. العودة بالكنيسة إلى الروحانية الحقيقية بعد أن انجرفت وراء الإعلام ووسائله المتعددة وكادت أن تعصف بها رياح السياسة ودهاليزها. إلغاء الاحتفالات بما يسمى عيد السيامة وعيد الرهبنة وأعياد الميلاد على أن يشمل ذلك التهانى باهظة التكاليف على صفحات الجرائد، والأَوْلى أن تُنفق هذه الأموال على الفقراء من شعبنا، الذين أصبحوا بالملايين. اقتصار معايدة الأحباء المسئولين بالدولة والرسميين فى الأعياد على حضورهم صبيحة يوم العيد فى المقر البابوى وإلغاء فكرة حضورهم لقداس العيد حتى نحفظ للقداس وقاره وروحانيته التى تكاد تكون قد ذابت فى بحر الاستقبالات وتبادل التهانى والتصفيق والإعلام المكثف الذى يعمى الأبصار. تكليف لجنة الطقوس بالمجمع المقدس بضبط ومتابعة ما يصدر من كتب طقسية حفاظاً على تراث الكنيسة من التشويه، مثال ذلك كتاب دلال أسبوع الآلام الذى تتضارب فيه الأمور الطقسية بشكل واضح بين الطبعات المتنوعة. الاهتمام بأمور الأحوال الشخصية وتوسيع دائرة من يقومون بهذا العمل لإراحة النفوس المُتعَبة من أبناء الكنيسة. تحية للكاهن النموذج صاحب تلك المقترحات المحب لكنيسته ووطنه، أما البطريرك 118 فإننى أود بعد تهنئته، أن أصارحه بأننا تعلمنا الدرس ولن نجاملك أو ننافقك، وأعرف أنكم متابع جيد للميديا الحديثة الالكترونية، وعليه أرفق نموذجاً من رسائل التحذير التى جاءت على لسان نجوم الفيسبوك.. مواطن فيسبوكى يبدى دهشته من حديث ضيف تليفزيونى «بيقولك ايه بقى الراجل اللى بيحكى قصة الأنبا تواضروس فى قناة CTV «ومن المفارقات الإلهية انه لما تقدم باستقالتة من وزارة الصحة وجد ان فترة خدمته فى الوزارة هى 10 سنوات و 10 أشهر و 10 أيام «أبوس رجلك تقولى فين المفارقات الإلهية دي؟!!.. أما الدكتور ميشيل فهمى الكاتب الكبير والفسبوكى الجميل فكتب « بدأت آلة النِفاق الجهنمية الكنسية فى الدوران بشدة وبسرعة شديدة، فبعد أقل من يوم واحد لاختيار البطريرك، بدأت حملات تعظيم وتفخيم وإظهارمواهب علمية وفنية وثقافية وخدمية منسوبة لنيافته وقتها.. يا سادة أنا لا أقول سوءًا على قداسته (حاشا)،لكن بما أننا لم نُشارك فى الاختيار فعلى الأقل دعونا ننتظر ونتعرف على قداسته من أقواله وأفعاله وأحكامه على الأمور الروحية قبل المادية. فقد تهافتت وسائل الإعلام وخاصة المسيحية الى أسرة قداسته وتلاميذه والكهنة الذين خدم معهم ليقصوا لنا قصصا عبقرية، المنصب أسمى وأعلى قدراً من كل هذه الهيافة من الأمور، وأطلب أن يبدأ الحركة الإصلاحية الملحة والضرورية: التخلص من الحرس القديم الكهنوتى والعلمانى بالكاتدرائية والإيبراشيات، وأن يمنع تماماً التصفيق والزغاريد والفوضى داخل الكنائس، وأن يرفض إضافة لقب المعظم إلى اسم قداسته، وأن يُعَظِم دور المجلس الملى العام، وأن يكون مجالس استشارية متخصصة بجواره ويستعين بها على الدوام.. وأضيف لكلام صديقى الحبيب بضرورة أن يراجع قداسته قراره باستمرار لقاء الاربعاء الآن، كنا نأمل تفرغكم لقضايا ملحة، وقد تكون لقداستكم مواهب أكثر تميزاً نريد تفعيلها، فليست كلمة السر فى نجاح البابا «لقاء الأربعاء»..