كل الشكر والامتنان لتلك الحفاوة الإعلامية والتغطيات المتميزة لوقائع انتخابات البطريرك 118، باستثناء الموقف الرذيل والبغيض من تعمد تليفزيون الحكومة اختيار المذيعة رشا مجدى لتغطية أحداث الانتخابات عبر برنامج صباح الخير يا مصر، لتظهر على شاشات داخل الكاتدرائية، وهى صاحبة أبشع تغطية لأحداث أم المجازر أمام مبنى التليفزيون، التى ناشدت فيها الجماهير مساندة جيشهم العظيم أمام جحافل جموع الأقباط الذين يحاولون اقتحام المبنى وضرب عناصر من الجيش بالحجارة وزجاجات المولوتوف حتى سقط منهم من سقط، بينما كان الواقع يشهد بأن شباب الأقباط هم من يتساقطون دهساً تحت عجل مدرعات جيشهم أو رمياً بالرصاص، والغريب أن قيادات الجيش لم تحرك ساكناً وهى تهين قواتهم باعتبارهم قوات تستحق الشفقة والمدد الشعبى، وحتى الآن يظهر وزير إعلامها ليكذب حقيقة موثقة بشريط يتم تداوله عبر كل وسائط التواصل الاجتماعى، وحيث الشاشة مكتوب عليها نفس العبارات التى تؤيد ما قالت دون سند من واقع، والغريب أن تلك القنوات لا تعرض له أثناء تلك اللقاءات الشريط المجرم! لقد قدمت شبكة قنوات C B C تغطيات متميزة واعية بأهمية الحدث عبر خيارات ذكية لضيوف برامجها وتنوع مشاربهم، أما جريدتنا «الوطن» فقد قدمت للقارئ ملفاً متميزاً مفيداً يوم إجراء الانتخابات شارك فيه نخبة من شباب الجريدة وبجهد ومهنية، ولعل ما قدمه مصطفى رحومة من معلومات موثقة بالصورة بانفرادات وبمساحات هائلة ما ينبغى توجيه التحية إليه وللجريدة. اليوم، المحطة الأخيرة لإتمام إجراءات انتخاب البطريرك 118 قبل حفل تجليس قداسته، حيث القرعة الهيكلية التى فيها يعرض الإكليروس وجماعة المؤمنين فى الكنيسة حصاد ما انتهوا إليه جميعاً من نتاج خياراتهم، ومن ثم يبتهلون إلى مولاهم العلى القدير أن يختار لهم راعيهم الأكبر فى حدث تاريخى أداره وأشرف على إنجاز كل مراحل صياغته بروعة وجدارة قداسة القائمقام الأنبا باخوميوس.. لقد أسعدنى أن يكتب الأب بولس فؤاد الكاهن بكاتدرائية السيدة العذراء بالخرطوم ما أطلق عليه «رسالة حب لأب الآباء أبى قداسة البابا ال118»، وضمنه عددا من المقترحات والتوصيات نشرها على الفيس بوك، أشاركه فيها، وقد سبق لى الحديث بصددها، وما أسعدنى هو هذا المناخ الذى نشره الأب الحبيب القائمقام الذى شجع رموز الإكليروس على المساهمة والمشاركة فى تطوير أداء كنيستهم مع قدوم عهد جديد وتحت ظروف مختلفة.. أستأذنه فى عرض بعضها: العودة بالكنيسة إلى الروحانية الحقيقية، بعد أن انجرفت وراء الإعلام ووسائله المتعددة، وكادت تعصف بها رياح السياسة ودهاليزها. إلغاء الاحتفالات بما يسمى عيد السيامة وعيد الرهبنة وأعياد الميلاد، على أن يشمل ذلك التهانى باهظة التكاليف على صفحات الجرائد، والأَوْلى أن تُنفق هذه الأموال على الفقراء من شعبنا، الذين أصبحوا بالملايين. اقتصار معايدة الأحباء المسئولين بالدولة والرسميين فى الأعياد على حضورهم صبيحة يوم العيد فى المقر البابوى وإلغاء فكرة حضورهم قداس العيد، حتى نحفظ للقداس وقاره وروحانيته التى تكاد أن تكون قد ذابت فى بحر الاستقبالات وتبادل التهانى والتصفيق والإعلام المكثف الذى يعمى الأبصار. القضاء نهائياً على ظاهرة التصفيق فى الكنيسة، التى أصبحت منتشرة على مستوى الكرازة وليس فى مصر فقط، بل امتدت لتشمل التصفير أيضاً، ولسنا ندرى ماذا سيحدث بعد. اعتماد إقرار ذمة مالية للكاهن الجديد يحرره قبل السيامة مباشرة، ويتم تحديثه مرة كل سنتين، ويُحفظ فى خزانة الأب الأسقف شخصياً، حتى لا يكون هناك فرصة لعدو الخير لإغراء الكاهن على الانحراف عن جادة الطريق. وضع تصوُّر أن يجلس كل أب أسقف مع كل كاهن بالأبرشية بصحبة زوجته وأولاده -مرة واحدة سنوياً على الأقل- ومناقشة احتياجاتهم ومتاعبهم، مما يساعد الأب الأسقف على تكوين صورة حقيقية عن حال كهنته وأسرهم.ويكون ذلك بتخصيص يوم أسبوعياً لهذا الغرض على مدار العام، تجنُّباً لأوضاع لا داعى لها. العودة بالأديرة للرهبنة الأصيلة وروحانياتها العميقة، باستبعاد كل ما هو دخيل عليها سواء من رحلات غير منضبطة أو وسائل التواصل الحديثة بأنواعها... إلخ، حفاظاً على رهبنتنا العريقة. تكليف لجنة الطقوس بالمجمع المقدس بضبط ومتابعة ما يصدر من كتب طقسية حفاظاً على تراث الكنيسة من التشويه، مثال ذلك كتاب «دلال أسبوع الآلام» الذى تتضارب فيه الأمور الطقسية بشكل واضح بين الطبعات المتنوعة. الاهتمام بأمور الأحوال الشخصية وتوسيع دائرة من يقومون بهذا العمل لإراحة النفوس المُتعَبة من أبناء الكنيسة. تحية للكاهن المحب لكنيسته ووطنه، وللبطريرك 118، نفرح باختياره وبنموذج طيب للإدارة الكنسية الجديدة جاء إثر تطبيقه بحب ومصالحة رائعة.