لم يكن عاما كغيره من الأعوام، وأقصد به عام 1927، أما لماذا كان مختلفا، فذلك لأنه كان عاما فارقا في تاريخ السينما الأمريكية، وتبعا لذلك في تاريخ السينما العالمية شرقا وغربا، ففي ربعه الرابع والأخير، وتحديدا في السادس من أكتوبر، عرض في مدينة نيويورك أول فيلم ناطق «مغني الچاز»، وبفضل ذلك انتهت الفترة الصامتة من عمر السينما، التي استمرت زهاء ثلث قرن من عمر الزمان وفي أثنائه خرجت الي الوجود «أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة»، ومنها انبثقت فكرة عقد مهرجان سنوي للسينما الأمريكية، عرف فيما بعد بمهرجان الأوسكار، العلم بالسينما - أعضاء الأكاديمية والنقاد وعلي كل، فرغم عدم وضوح الرؤية فالصورة العامة آخذة في الاتضاح شيئا فشيئا، فعلي سبيل المثال فيلم «لينكولن» لصاحبه «ستيڤن سبيلبيرج» وموضوعه يتناول سيرة «ابراهام لينكولن»، إبان الحرب الأهلية الأمريكية، وتحديدا أثناء الأيام التي أصدر فيها إعلانه بتحرير العبيد. ثمة شبه اجماع علي أنه سيكون من بين الأفلام العشرة التي سيجري ترشيحها، بل وسيكون متصدرا لها بعدد الجوائز المرشح لها، وذلك رغم أن عرضه مؤجل الي ما بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية وشبه الإجماع هذا، ينصرف كذلك الي «داني داي لويس» الذي يتقمص في الفيلم شخصية الرئيس «لينكولن». ولا غرابة في هذا، وقد سبق «لدامي لويس» الفوز بأوسكار أفضل ممثل رئيس مرتين وفي عددها الأخير، وضعت مجلة «التايم» الأمريكية صورته علي غلافها، حيث وصفته بأنه أعظم ممثل في عالمنا. وبدءا من عام 1928، والمهرجان يعقد بانتظام ودون انقطاع عكس الحال بالنسبة لمهرجاني «ڤينيسيا» و«كان»، فكلاهما كما هو معروف لم ينتظم إما بسبب الحرب العالمية الثانية، وإما لأسباب أخري من بينها أخص بالذكر الإضرابات وعلي كل، فعلي مر الأعوام وحتي يومنا هذا، ازدهر مهرجان الأوسكار بفضل الاستقرار، ويعتبر الآن وبفضل التلفاز أكبر استعراض في العالم، يشاهده مئات الملايين علي الشاشات الصغيرة. ومع اقتراب ليلة الإعلان عن الترشيحات لجوائزه تكثر التكهنات حول الأفلام،وعددها عشرة المرجح ترشيحها لجائزة أوسكار أفضل فيلم، وأيها الأكثر عددا في الترشيحات للجوائز الأخري، مثل أوسكار أفضل ممثل رئيسي وممثلة رئيسية وأفضل توليف «مونتاچ» وتصوير. ويصعب الآن تحديد الأفلام العشرة علي وجه اليقين، لأن عددا غير قليل من الأفلام التي قد تستحق الترشح، لم تعرض بعد ومن ثم ولم تُشاهد، وفي سباق التنافس من أجل مكان بين الأفلام العشرة تبرز أسماء بصنعة أفلام أذكر من بينها، «آرجو» لصاحبه المخرج والممثل «بن افليك» وموضوعه يدور حول أزمة الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران، وكيف نجحت المخابرات الأمريكية في تهريب ستة من موظفي السفارة، كانوا خارجها، وقت اقتحام جمع من الطلبة لها، مما أتاح لهم فرصة اللجوء الي السفارة الكندية حيث أقاموا بها الي أن هيأت لهم المخابرات فرصة الخروج سالمين من إيران المحكومة بالحديد والنار. و«السيد» أول فيلم يخرجه «بول توماس اندرسن» بعد مضي خمسة أعوام علي إخراجه فيلمه «ستسفك الدماء» الفائز «داني دامي لويس» عن أدائه فيه بجائزة أوسكار أفضل مثل رئيسي 2008. وقد عرض «السيد» في مهرجان ڤينيسيا الأخير، حيث فاز ممثلاه الرئيسيان «يواكيم فونكس» و«فيليب سايمور هوفمان» بجائزة أفضل تمثيل. و«حياة بي» آخر فيلم للمخرج البارع، السابق له الفوز بالأوسكار وهو ومعه فيلم «ديانجو متحرر» لصاحبه «كوينتين تارانيتنو» المخرج السابق له الفوز بالعديد من الجوائز العالمية، ومن بينها سعفة «كان الذهبية» كلاهما أؤجل الحديث عنهما نظرا إلي أهميتهما ولضيق المجال لأجل قريب.