تظاهر اليوم مئات المسلمين الاثيوبيين عقب صلاة الجمعة ضد ما وصفوه ب"تدخل الحكومة في شؤونهم الدينية". واحتشد المتظاهرون بمسجد "الأنوار الكبير" بقلب العاصمة أديس أبابا، مرددين هتافات مناهضة للحكومة الاثيوبية، بحسب تقارير إعلامية إثيوبية. وتأتي المظاهرة في وقت تزداد فيه حدة التوترات بين الحكومة - التي يشكلها غالبية مسيحية- وبين المسلمين. واتهمت محكمة إثيوبية الاثنين الماضي 29 مسلما إثيوبيا - بينهم 9 من زعماء المسلمين البارزين في البلاد- ب"الإرهاب والتخطيط والتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية". واعتقلت الشرطة الإثيوبية في يوليو الماضي مئات المسلمين من مسجدي "الأولياء" و"الأنوار" في أديس أبابا أثناء احتجاجهم على تدخل الحكومة الإثيوبية في شؤونهم الدينية، موجهين اتهامات لها بأنها تشجع طائفة "غريبة" على الإسلام هي طائفة "الأحباش" المعروفة باسم جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية والتي أسست في أوائل الثمانينيات القرن الماضي وذات توجهات صوفية. فيما رفض رئيس الوزراء هيلي مريام ديسالين تلك الاتهامات، خلال كلمته أمام البرلمان يوم 16 أكتوبر الماضي، وقال إن الحكومة تحترم بشكل كامل حرية الاعتقاد "ولا تدخل في شؤون الدين تماما مثلما لا يتدخل الدين في أمور السياسية". وانتقد رئيس الوزراء الاثيوبي من وصفهم ب"العناصر المتطرفة من المتظاهرين"، وقال إن بعض المتظاهرين "يسعون لتفعيل أجندة سياسية خفية بذريعة الدين". وتشير إحصاءات رسمية إلى أن المسلمين بإثيوبيا يشكلون نحو 34% من تعداد إثيوبيا ،الذي يبلغ نحو 85 مليون نسمة، وينص الدستور الأثيوبي على أن الدولة علمانية لا علاقة لها بالإسلام أو الكنيسة ولا يجوز لأي منهما التدخل في الشؤون الدينية.