ترقب المواطنون خطاب الرئيس محمد مرسي للأمة .. بمناسبة مرور 39 عاما علي نصر أكتوبر المجيد.. الذي أعاد العزة والكرامة للمصريين، وللأمة العربية بأكملها.. وبفضل جيش مصر الباسل خير أجناد الأرض والقيادة الملهمة للرئيس السادات.. أُسقط الادعاء بأن العدو لا يُقهر!! ولذلك كان من المتوقع أن يكون الخطاب لرئيس مصر موجها لكل المصريين.. والأمة العربية.. وللعالم أجمع.. علي مستوي الحدث وجدير بالمرحلة التي نمر بها وهي مرحة فاصلة أحدثتها ثورة هزت أركان العالم وأنهت نظاما فاسدا، ومتوقع أن تبدأ نظاما جديداً يشار إليه بأنه عصر الجمهورية الثانية. ولكن المفاجأة أن الاحتفال الذي أقيم في استاد القاهرة.. بديا وكأنه حشد وتجمع إخواني بالمقام الأول وليس احتفالاً قومياً لكل المصريين كما كان منتظراً!! فالتجسيد الجماهيري الذي ظهر.. مع الهتافات الإخوانية غير المتوافقة مع المناسبة للحدث.. أعطت صورة وكأنه تجمع لحملة انتخابية لمرشح إخواني ولم تحسم بعد(!!) أيضا كان هناك استغراب لعدم المواءمة للمناسبة.. وصلت إلي حد أن يكون في يوم الاحتفال بنصر أكتوبر.. وهو يوافق ذكري اغتيال الرئيس السادات في عيد نصره.. ان يكون بين المدعوين من أعدوا الخطة وساهموا لاغتيال الرئيس السادات!! وكذلك غياب قيادات المجلس العسكري بكامله والذين إذا اختلف علي سياسات وقرارات لهم اتخذت.. ولكن كفي أنهم حموا الثورة.. وأوفوا بالعهد بتسليم السلطة للمدنيين بيسر وسلاسة. والشيء الذي بديا إيجابيا في حديث الرئيس محمد مرسي.. هو أنه قدم شبه كشف حساب للفترة التي تولي فيها الرئاسة.. وهذا يُطمئن علي مبدأ المحاسبة التي كانت غائبة طوال فترة النظام السابق. ومع ذلك فهناك ملاحظات ومآخذ علي ما ذكره الرئيس مرسي من نسب، وأرقام، وبيانات.. لما تم من إنجازات في الموضوعات التي حددها هو بنفسه كأولويات (الأمن - المرور - الوقود - الخبز- النظافة). وما يستدعي التوقف أمامه أن ما ذكره الرئيس كان مختلفا عما خرج من مركز المعلومات التابع لرئاسة الوزراء .. والأهم من ذلك أن الواقع المعاش مختلف تماما عما جاء في خطاب الرئيس.. وهذا هو الفيصل.. الذي يُظهر مدي معاناة المواطن من أجل الحصول علي أساسيات حياتية.. ونوعية ومستوي الخدمات التي تقدم له. ولذلك كان من الضروري أن يشار إلي المصدر الذي اعتمد الرئيس مرسي عليه وأمده بالبيانات التي تغاير الواقع. أما ما أشار إليه الرئيس حول التعليقات الخاصة لسفرياته المتعددة في الفترة الأولي من توليه السلطة.. وإرجاعه بأن ذلك محاولة لعودة مصر إلي مكانتها الإقليمية والدولية. وحقا هذا هدف لا يختلف عليه.. ولكن لا يكون ذلك مؤثراً.. في مرحلة مبكرة.. قبل ترتيب الوطن من الداخل أولاً.. فالزيارات لن تؤتي ثمارها المرجوة طالما لم تستقر الأوضاع.. فلن يساعدنا الآخرون.. إذا لم نساعد أنفسنا قبلهم!! الكلمة الأخيرة إن من أعد الاحتفال بذكري نصر حرب أكتوبر .. جانبه الصواب.. فبدلا من أن يجعله مناسبة تليق بقيمته ... حوله لمهرجان تعلو فيه هتافات بعيدة كل البعد عن المناسبة!! ومن الأشياء الغريبة المحيرة أن الرئيس مرسي من حوله أعداد غير قليلة من المستشارين والمساعدين.. فكيف لم يروا في الاحتفال .. ما رأته جموع من المواطنين بأن يكون لكل المصريين!!