هل أنا كنت من المهتمين الذين تابعوا خطاب الرئيس مرسي من أوله إلي آخره أم كنت من المكدرين الذين جلسوا أمام الشاشة 110 دقائق للاستماع الي خطاب كان يمكن اختصاره في 20 دقيقة؟! أنا قلت رأيي في خطاب الرئيس مرسي أمس، وكتبت أن الرئيس اختص بهذا الخطاب جماعة الاخوان المسلمين وتجاهل ذكر اسم الرئيس الراحل أنور السادات صاحب الفرح ومتخذ قرار حرب 73 وبطل الحرب والسلام لأنه عمل حساب بعض قتلة السادات الذين تمت دعوتهم للاحتفال! وبعد أن كتبت هذا الكلام قررت متابعة ردود الأفعال علي خطاب الرئيس فتأكدت من ذكاء المصريين الذي لا يشك أحد فيه مهما بلغ ذكاء الآخرين. واستمعت الي تعليقات ساخرة مثل: أن الرئيس ألقي خطابه من ستاد الاخوان الدولي. وقال الناشط السياسي الدكتور ممدوح حمزة: الرئيس اختار ستاد القاهرة لإلقاء خطابه، فأنا حاكلمه بلغة الكرة ايضا فقال: الحصول علي الكأس يعني احراز اجوان، ولم نجد أي محاولة لتسجيل جون حتي الآن. ولن يحصل أحد علي الكأس لأن لعبه حلو. البعض تساءل هل الاحتفال كان بمناسبة ذكري أكتوبر 73 أم بذكري اكتوبر 81؟! طبعاً معروف الفرق بين المناسبتين، في المناسبة الأولي اتخذ الرئيس الراحل أنور السادات قرار الحرب وحقق النصر وأعاد الكرامة والأرض وأصبح بطل الحرب والسلام وفي المناسبة الثانية اغتالت الجماعة ،الإسلامية الرئيس السادات بطل الحرب والسلام وهو يحتفل بالذكري الثامنة لنصر أكتوبر. أصبح لأكتوبر مناسبتان منذ عام 81 نحتفل بذكري النصر وفي نفس الوقت نترحم علي صانع هذا النصر، مشهد حضور طارق الزمر أحد قتلة الرئيس السادات حفل ذكري النصر، والذي هو في نفس الوقت حفل ذكري صاحب هذا النصر الذي لم يذكر اسمه، دعوة الزمر استفزتنا، في الوقت الذي غابت فيه شخصيات عن الاحتفال كان وجودها ضروريا مثل المشير طنطاوي والفريق عنان، كما كان ظهور الدكتور سعد الكتاتني رئيس البرلمان المنحل في الحفل مستفزا عندما ركزت عليه الكاميرات وهو يلوح للحاضرين في نفس التوقيت الذي دخل فيه الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، وطبعا انحازت الكاميرات الي الدكتور الكتاتني الرئيس المحتمل لحزب الحرية والعدالة! يرد محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الاخوان علي الاعلامية ريهام السهلي قائلاً: ان الهدف من دعوة طارق الزمر الي الاحتفال هو إعطاؤه فرصة للالتحام المجتمعي، وطارق وجماعته راجعوا أفكارهم، وأقروا بخطئهم في قتل السادات! ولا أعرف من المسئول عن توزيع الدعوات هكذا قال غزلان. اختلفت التعليقات علي خطاب مرسي واخترت منها ما قاله الشاعر عبدالرحمن يوسف: أسوأ خطاب وكان يمكن اختصاره في نصف الوقت. وقال السياسي عصام سلطان: أفضل خطاب وكان فيه شفافية وصدق ووضوح. وقال الدكتور حسام عيسي أستاذ القانون الدستوري: مش شايف في الخطاب حاجة تخليه سيىء ولا حاجة تخليه جيد، هو خطاب فاضي خالص! جو الخطاب أخرج مرسي من أنه رئيس لكل المصريين وكشف انه رئيس للاخوان، لكن لن تسقط شرعيته، حتي ولو لم يحل قضايا المائة يوم، لأن أي رئيس آخر لم يكن يستطيع حل هذه المشاكل المزمنة في مائة يوم وفي مئات الأيام لحاجتها إلي خطط وموازنات، ولا حتي شفيق الذي تعهد بإعادة الأمن في 24 ساعة كان سيحلها. الرئيس لا يملك عصا سحرية للحل، ولكنه يملك أن يقول كلام انتخابات مدهوناً بزبدة تطلع عليه النتائج تسيح.