أكدت الصحيفة الإسرائيلية "إسرائيل اليوم" أن جراح حرب (السادس من أكتوبر 1973) والمعروفة يهوديًا بحرب يوم الغفران لن تندمل أبداً رغم مرور كل هذه السنوات الطويلة. وقال العميد الإسرائيلي (احتياط) أفيجدور كهلاني في مقاله بالصحيفة: كل واحد منا لديه يوم الغفران خاصته، وكل من حارب هنا في حرب يوم الغفران 1973 يحمل ندبة وجرحا خاصا به، لأن كل المقاتلين الذين وجدوا أنفسهم داخل أتون الحرب أصيبوا بندبة وجراح لن تندمل أبداً. وأضاف كهلاني، قائلاً: قبل الحرب كنت أقود كتيبة الدبابات "عوز 77" في سيناء، وفي عشية رأس السنة تم استدعاؤنا على عجلة إلى هضبة الجولان وحصلنا هناك على دبابات جاهزة للحرب. وتابع كهلاني: ولأننا الكتيبة الوحيدة التي تم استدعاؤها تلقينا تعليمات بالاستعداد للهجوم في أي اتجاه محتمل، وقبل يوم من اندلاع الحرب اتجه اللواء 7 كله إلى هضبة الجولان معززاً بكتيبة دبابات لكننا لم نرَ من مواقعنا العدو وشعرنا بأننا أقوياء وجاهزون للحرب، إلا أن الحرب اندلعت يوم الغفران بينما كان الجميع في البيت مما صعب تعبئة الاحتياط بسرعة، كما أن عشرات الطائرات السورية ألقت القذائف على كل صوب وحدب. وأضاف كهلاني: وجدت نفسي مطروحاً على الأرض ورأسي مدفون في الرمال لحماية نفسي، متسائلاً: كيف تقوم طائراتنا بقصفنا، فلم يخطر ببالي قط أن السوريين سيجتازون الحدود دون أن تسقطهم دفاعاتنا، عندئذ اعتقدت أنني أعاني من صدمة ما بعد حرب 1967، ورغم أننا حاولنا الصمود إلا أن الإسرائيليين دفعوا الثمن بجراح عميقة لن تندمل أبداً. وفى نفس السياق، أكدت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها اليوم أن حرب يوم الغفران (السادس من أكتوبر 1973) كوت الوعي الإسرائيلي، وأنه بعد 39 سنة من الحرب تأبى الصعوبات الجمة التي رافقت هذه الحرب الضروس أن تحتضر، مشيرة إلى أن المفاجئة الناجمة عن اندلاع الحرب والثمن الباهظ الذي حصدته - أكثر من 2600 قتيل، وآلاف الجرحى، ومئات الأسرى والشعور بالفشل الذريع - كوت الوعي الإسرائيلي وتركت أثراً بالغاً في المجتمع الإسرائيلي. وتابعت الصحيفة أن الكثير من الشخصيات البارزة في القيادة السياسية والجيش قد رحلت عن عالمنا هذا، لكن الخلافات لم تفارق صفحات التاريخ، مشيراً إلى أن نتائج الحرب مازالت كاوية وحارقة مثلما كانت في 6 أكتوبر 1973 و2 أبريل 1974 وهو تاريخ نشر نتائج تقرير لجنة أجرانات التي حققت في الحرب.