كلنا نتذكر فيلم ياعزيزى كلنا لصوص والمفروض أن يكون هو عنوان هذه المقالة ولكننى احتراماً وتقديراً للقراء الاعزاء فضلت العنوان أعلاه. اذا نظرنا الى احوالنا اليوم ومعاناتنا الكثيرة والمستمرة من الازمات سنكتشف للاسف بأننا فى الكثير منها شريك رئيسى فى صناعة معاناتنا وأزماتنا بأنفسنا. نحن منحنا ضمائرنا اجازة طويلة بل انها من كثرة واستمرار هذه الاجازة دخلت فى غيبوبة واصبح من الصعب الافاقة منها والامثلة على ذلك كثيرة. سبعة ملايين موظف حجم العمالة فى مصر يكلفون الدولة شهرياً مليارات معظمهم يحصلون على رواتبهم وكل حوافزهم ومكافآتهم دون عمل او انتاج حقيقى بل بعضهم لا يذهب الى العمل أصلاً واذا ذهب فاما أن يعطل زملاءه الذين يعملون او يعطل هو مصالح الناس. الفساد المستشرى فى كل أجهزة الدولة وراءه موظفون فاسدون على استعداد لعمل اى شىء مخالف للقانون والقيم والمبادئ طالما ان هناك من سيدفع غير مبالين بالكوارث التى ستحدث للمجتمع من جراء عملهم هذا هل تصدق انه حسب تقديرات لخبراء فى مجال العقارات انه تم إنفاق ما يزيد على 350 مليار جنيه على المبانى المخالفة التى تشكل كارثة على شبكات المياه والصرف الصحى والكهرباء والمصيبة الكبرى أن ما تم جمعه من غرامات لهذه المخالفات يساوى صفراً بسبب الفساد فى المحليات نصرخ من فواتير الكهرباء المجنونة والتى اصابتنا جميعا ونلعن الحكومة التى رفعت الاسعار ونتناسى ان الكثير منا يسرق التيار الكهربائى حتى قيل ان سرقة التيار الكهربائى فى خلال 6 شهور تجاوزت 800 مليون جنيه. معظم أزماتنا سببها الاساسى الممارسات الاحتكارية التى يمارسها المحتكرون والمستوردون وكل همهم تحقيق ارباح فلكية من دماء الغلابة دون أن يردعهم قانون او عقاب. الحقيقة المؤلمة أننا نعيب زماننا ونحن العيب كله. من أجمل ما قرأت مع الارتفاع الجنونى فى الأسعار يجب على كل تاجر أن يكتب فى واجهة محله (ممنوع دخول أصحاب القلوب الضعيفة ومرضى القلب)