مجلس الأمن يفشل فى إدانة أنقرة.. والاتحاد الأوروبى يدرس فرض عقوبات تصاعد العدوان التركى على سوريا، فى ظل العمليات التى يشنها الجيش التركى شمال شرق سوريا، والتى تسببت فى كارثة إنسانية وسقوط ضحايا مدنيين بالمئات. وأعلن برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، أن العمليات العسكرية التركية فى شمال سوريا، أدت إلى نزوح نحو 70 ألف شخص من منطقتى تل أبيض ورأس العين، خلال يومين فقط. وكانت أطراف دولية عدة قد انتقادات للهجمات التركية، محذرة من أنها قد تسبب أزمة إنسانية كبرى فى المناطق الكردية شمال شرقى سوريا. ومن جهة أخرى، قالت منظمة أطباء بلا حدود إنه تم إغلاق مستشفى فى تل أبيض، بعد فرار العاملين فيه تحت وطأة القصف، بينما ذكرت الإدارة الكردية شمالى سوريا بأنها بدأت فى إخلاء «مخيم مبروكة»، الذى يضم 7 آلاف نازح بعد قصفه من قبل تركيا. وتصاعدت أعمدة الدخان جراء القصف على منطقة تل أبيض صباح أمس، الجمعة. وكانت الطائرات الحربية والمدفعية التركية قصفت لليوم الثالث أهدافًا تابعة للمقاتلين الأكراد حول بلدة رأس العين السورية، وهى واحدة من بلدتين حدوديتين يتركز فيها الهجوم. ولم يتمكن أعضاء مجلس الأمن الدولى من الاتفاق على بيان بشأن العملية العسكرية. وأفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن الاجتماع المغلق لمجلس الأمن شهد اختلافات فى مواقف الدول لم تسمح بإصدار البيان. من جهتها، أفادت مصادر دبلوماسية بأن الخلاف الرئيسى كان حول عبارة «الإدانة» للعملية العسكرية، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة وروسيا عارضتا البيان. وعقب الاجتماع أكدت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأممالمتحدة كيلى كرافت، أن الرئيس دونالد ترامب كان واضحا للغاية حول أن الولاياتالمتحدة لم تدعم بأى شكل من الأشكال القرار التركى بشن العملية العسكرية. يذكر أن اجتماع مجلس الأمن الدولى حول تركيا دعت إليه 5 دول أوروبية فى المجلس. ودعت الدول الأوروبية تركيا إلى وقف «العمل العسكرى أحادى الجانب» فورًا، وحذرت من أن العملية «ستزعزع الاستقرار فى المنطقة برمتها، وتزيد من المعاناة الإنسانية وستؤدى إلى مزيد من النزوح». على الجانب الآخر، قالت وزيرة الدولة الفرنسية لشئون الاتحاد الأوروبى أميلى دومونشالان، إن قمة الاتحاد الأسبوع المقبل ستناقش فرض عقوبات على تركيا بسبب عدوانها على سوريا. وأضافت دومونشالان: «لن نقف مكتوفى الأيدى فى مواجهة موقف صادم بالنسبة للمدنيين ولقوات سوريا الديمقراطية ولاستقرار المنطقة».
