انتهت دورة الألعاب الأوليمبية بلندن بحصاد مصرى هزيل جداً عبارة عن فضيتان وثلاث فضائح، الميداليتان حققهما البطلان كرم جابر، نجم المصارعة، الذى تحدى الظروف الصعبة وتغلب على القهر والانكسار الذى تعرض له فى أوليمبياد بكين 2008 واستعاد التألق الذى حققه فى أثينا 2004، والفضية الثانية كانت من نصيب النجم الصاعد علاء أبوالقاسم، نجم السلاح، الذى كتب شهادة النجومية فى لندن. ولكن كعادتنا دائماً لا نستطيع أن نستمتع بفرحة أو نتباهى بإنجاز، والسبب أننا ضربنا فى هذه الأوليمبياد الرقم القياسى فى الفضائح وهى هذه المرة ثلاث، الأولى كانت فضيحة الملابس المضروبة التى سافرت بها البعثة وحقق منها البعض مكاسب مؤكدة لأن بعثة مصر يجب ألا تسافر للمشاركة فى الأوليمبياد بملابس غير مناسبة والبعض قال إنها «عرة» ولا تليق باسم مصر وحتى الآن لم نفهم من المسئول عن هذه الفضيحة ولماذا سارع البعض لاحتواء هذه الأزمة بعد أن تم الكشف عنها؟ الفضيحة الثانية هى الشيشة التى كان يدخنها أحد أفراد البعثة وقيل إنه أحد الإداريين أو المرافقين لبعثة المنتخب الأوليمبى لكرة القدم، وأن دخان الشيشة المنبعث من الغرفة تسبب فى أزمة بالفندق تم على إثرها إخلاء الفندق لعدة دقائق، وتم تحذير البعثة المصرية حتى لا يتكرر الأمر، وتناقلت وكالات الأنباء هذه القصة التى حاول المسئولون عن البعثة المصرية نفيها بدلاً من التحقيق فيها وتوقيع العقوبة على المخطئ، أو التأكيد بمستند رسمى منشور أنها لا تخص البعثة المصرية. الفضيحة الثالثة قبل ساعات من انتهاء الدورة وبطلها لاعبا المصارعة صالح عمارة وعمر عبده والإدارى محسن نورالدين الذى تسبب بإهماله فى حرمان اللاعبين من مواصلة المشوار بسبب خطأ الإدارى الذى لم يتأكد من موعد المباريات وحضر اللاعبان وتسبب الخطأ فى اعتبارهما منسحبين، فحاول اللاعب الغاضب صالح عمارة التعدى على الإدارى، فقرر اللواء أحمد الفولى، رئيس البعثة، ترحيلهم فوراً إلى القاهرة. وقبل أن نحتفل بالبطلين جابر وأبوالقاسم علينا أن نحقق فى هذه الفضائح الثلاث ونضع النقاط فوق الحروف، ونحاسب المخطئ ونبرئ من تم اتهامه بدون وجه حق حتى نتعلم من أخطائنا إذا كنا جادين فى هذه المرحلة الجديدة التى تعيشها مصر.
