اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية، اليوم السبت، أن أولوية واشنطن هي دعم جهود المعارضة السورية، متعهدة بمواصلة دعمها بالمال ووسائل الاتصالات، فيما قال نظيرها التركي أحمد داود أوغلو إن الجانبين اتفقا على ضرورة الإسراع في تحقيق انتقال سياسي في سوريا وعدم السماح بحصول فراغ في السلطة قد يستفيد منه حزب العمال الكردستاني. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها التركي في إسطنبول: إن "أولويتنا الرئيسية في سوريا هي دعم جهود المعارضة لوقف العنف وإقامة ديمقراطية من دون الأسد.. والولايات المتحدة سوف تستمر في دعم المعارضة، باستثناء الأسلحة، من خلال تقديم الدعم المالي والاتصالات.. نحن نواصل دعمنا من خلال عدة طرق". وقالت إن أمريكا وتركيا تنسقان خلال النزاع السوري، مضيفة أن الحاجة الآن تكمن بضرورة "الخوض في التفاصيل الحقيقية للتخطيط العملي من جانب حكومتينا.. لدى أجهزة استخباراتنا وجيشينا مسئوليات كبيرة جداً وأدوار لتلعبها لذلك سنقوم بإنشاء مجموعة عمل للقيام بالضبط بذلك". وحذرت تركيا أيضاً من أن "تصبح ملاذاً لحزب العمال الكردستاني" الذي قد يستغل حصول فراغ في السلطة هناك. وقال داود أوغلو من جانبه: إن أمل تركيا الرئيسي هو "أن يتم اتخاذ خطوات حاسمة لوضع حد للمأساة الإنسانية المستمرة في سوريا.. ونحن جميعاً نشعر بقلق بالغ إزاء التطورات في الآونة الأخيرة في مدينة حلب"، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات تنص بوضوح على ضرورة "وقف هذه المجزرة". وأضاف الوزير التركي أن الجانبين اتفقا على ضرورة الإسراع في تحقيق انتقال سياسي في سوريا وعدم السماح بحصول فراغ في السلطة قد يستفيد منه حزب العمال الكردستاني. وقال: "نتشارك رؤية واحدة وهي الحاجة إلى اتخاذ جميع أنواع الإجراءات ضد المجموعات الإرهابية خاصة حزب العمال الكردستاني الذي قد يستغل فراغ السلطة" في سوريا. ودعا المجتمع الدولي إلى التضامن أكثر مع تركيا لتحمّل عبء زيادة أعداد اللاجئين السوريين. وأشار داود أوغلو إلى أن الجانبين بحثا كيفية مواجهة أسوأ السيناريوهات في سوريا خاصة مسألة تدفق اللاجئين بكثافة ومحاولة سعي بعض المجموعات لاستغلال أي فراغ محتمل في السلطة إضافة إلى احتمال أن يستخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية. وأضاف: "نحتاج إلى إقامة آلية ضمن سوريا لضمان الحماية الإنسانية". وقال: "يجب أن نركّز على حلول عملية أكثر وبراغماتية أكثر ومباشرة.. هذا هو القرار الذي اتخذناه، من الآن فصاعداً سيصبح التنسيق بيننا منظماً أكثر ولديه بنية واضحة". ووصلت وزيرة الخارجية الأمريكية، فجر اليوم السبت، إلى إسطنبول على متن طائرة خاصة، للتباحث مع المسؤولين الأتراك حول الأزمة السورية وبعض القضايا ذات الاهتمام المشترك. ومن المقرر أن يتبع لقاء كلينتون بنظيرها التركي، لقاء مع الرئيس التركي عبد الله جول في قصر طارابيا، ثم يستقبلها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في مكتبه بإسطنبول. وكان باستقبال وزيرة الخارجية الأمريكية في مطار أتاتورك محافظ إسطنبول حسين عوني موطلو وكبار المسئولين، وشهد المطار ومحيطه إجراءات أمنية مشددة.