انتقد الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقال له بصحيفة " الاندبندنت" صباح اليوم الاحد موقف دول العالم العربي والغربي من الوضع في سوريا ، مشيرا الى انه لم يشهد مسبقا نفاقا في الشرق الاوسط من هذا القبيل، ليس فقط بسبب الضحايا من الأطفال والنساء الذين يقتلون على يد قوات الرئيس السوري بشار الأسد ولكن بسبب الجبن وانعدام الأخلاق والكذب الذي ينتهجه الشرق والغرب مع قضية سوريا . وانتقد فيسك بكلمات لاذعة موقف وخطاب الحكومات والرأي العام في الشرق والغرب على حد سواء من القتل وسفك الدماء الذي تشهده سوريا قائلا:" ان ما يحدث مفارقة صارخة في أن قطر والسعودية تدعمان المسلحين الذين يسعون لتحقيق الديمقراطية بينما هي مفقودة في كلا البلدين، ، في حين تشجع الولاياتالمتحدة الدعم السعودي-القطري دون أن تلفت المفارقة انتباهها". واشار الى ان قطر كما في السعودية لديها نظام الحكم وراثي، كما هو حال النظم الذي وصل من خلاله بشار الأسد إلى الحكم الذي ورثه عن أبيه الرئيس السابق حافظ الأسد. وتابع:" إن النظام السعودي الوهابي يتحالف مع السلفيين من المعارضين السوريين، كما كان سابقا يتحالف مع نظام طالبان في باكستان"، ويشير إلى أن 15 من أصل 19 عنصرا من الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولاياتالمتحدة كانوا من أصل سعودي. قائلا:" أن النظام السعودي يقمع الأقلية الشيعية في بلاده مثلما يقمع الاسد السنة في سوريا ". ويتناول فيسك موقف حزب الله اللبناني الذي يدعم نظام الأسد، وهو الذي على مدى 30 عاما كان في صف الشيعة المقموعين في جنوب لبنان الذين عانوا من العدوان الإسرائيلي. قائلا: "قدم الحزب نفسه على أنه المدافع عن حقوق الفلسطينيين، لكنه لم يتحالف مع المطالبين بالحرية في سوريا". ويشكك فى مصداقية الولاياتالمتحدة التي تنتقد من خلال وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا القمع والتعذيب الذي يمارسه الأسد وهي التي كانت ترسل إليه المشتبه بهم ليقتلع أظافرهم من أجل انتزاع الاعترافات ، قائلا ان أقصى ما قام به الرئيس باراك اوباما هو تحذير الاسد من انه يراقب الموقف وذلك عقب الحديث عن السلاح الكيماوي وإمكانية استخدامه او تهريبة موضحا انه جاء الدور على اوباما للتأكيد على مدى دوره وقوته في العالم. وعرض فيسك مثالا لاخطاء العالم الغربي وتناديه بالديمقراطية المزعومة قائلا:" وماذا عن العراق الذي جلبنا له الحرية والديمقراطية؟ أن العراق شهد 29 هجوما في 19 مدينة خلال يوم واحد، ومقتل 111 مدنيا، وهذا كله من نتائج أفعالنا هناك". وانتقد الكاتب تغطية وسائل الاعلام للاحداث في الوقت الحالي قائلا:" ان الشعلة الاولمبية اهم لدى العالم من اطفال سوريا الذين يقتلون على أيدي الاسد " ويختم مقاله قائلا: "لا يجب ان ننسى مع الوقت ان السعي لضرب الدكتاتورية السورية لا يعود إلى محبتنا للشعب السوري أوكراهيتنا لصديقنا السابق بشار وليس بسبب غضبنا من روسيا، بل بسبب رغبتنا في توجيه ضربة إلى النظام في إيران من خلال ضرب حليفه وليس للأمر علاقة بحقوق الإنسان، أو الحق في الحياة أو مقتل أطفال سوريا الرضع".