التقى الدكتور عبدالعزيز قنصوة محافظ الإسكندرية، أسقف مدينة أجريجينتو الإيطالية الكاردينال فرانشيسكو مونتينيجرو، وذلك على هامش زيارته إلي العاصمة الإيطالية روما وعدد من مدن جزيرة صقلية. حضر اللقاء هشام بدر سفير مصر في إيطاليا، وأوجينيو بنيديتي رئيس مؤسسة "بنيديتي" الثقافية وقرينته "أنا ماريا بنيديتي". وأكد "قنصوة"، خلال اللقاء، عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع الدولتين منذ فجر التاريخ، مشيرا إلى حرص مصر علي توطيد أواصر العلاقات الوثيقة بين البلدين، لاسيما أن مدينة الإسكندرية تحتضن الكنيسة الأرثوذكسية. وأشار إلى ما حققته مصر في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مجال نشر ثقافة المواطنة والتسامح الديني وترسيخ مفهوم قبول الآخر، لافتا إلى أن مصر تعد نموذجاً يحتذى به للتعايش السلمي في منطقة الشرق الأوسط. وأعرب محافظ الإسكندرية، عن تقديره الشخصي لزيارة جزيرة صقلية انطلاقاً من خصوصية العلاقة التي تجمع مدينة الإسكندرية مع مدن صقلية باعتبار الإسكندرية أقدم مدن البحر المتوسط والمنارة التاريخية للثقافة والحضارة في المنطقة. وشدد على أن الجانبين يسعيان معاً لنشر قيم التسامح والمحبة والسلام وقبول الآخر ونشرها في المنطقة لبناء الإنسانية، داعيًا أسقف أجريجينتو لزيارة المحافظة مع أعضاء الكنيسة، وبحث إجراءات إطلاق أول رحلة حجاج إيطاليين من جزيرة صقلية إلي مصر . فيما أكد الكاردينال مونتينيجرو، أهمية دور مصر وإيطاليا في إنشاء جسور التواصل وإعادة أمجاد حضارات المتوسط القديمة، وبناء عالم جديد من المحبة والسلام. وأشار مونتينيجرو إلى أن العرب تواجدوا في النسيج الوطني الخاص بمدينة أجريجينتو منذ أكثر من 200 سنة، لافتاً إلى وجود شوارع كثيرة في المدينة بأسماء عربية مثل "باب اللمون" و"باب الريح". ونقل الكاردينال مونتينيجرو تحيات البابا فرانسيس لمصر قيادة وحكومة وشعبا، مؤكدا أنه أوصى خلال لقائهما الاخير، بأهمية الحفاظ على أواصر الصداقة الوطيدة مع مصر. وأعرب مونتينيجرو عن حرصه على تعزيز أواصر التعاون مع مصر بما يسهم في تدعيم ثقافة الحوار والتعايش والسلام والحوار بين الأديان. واستعرض هشام بدر سفير مصر في إيطاليا، أهم اللقاءات التي عقدها محافظ الإسكندرية خلال زيارته إلى إيطاليا، مسلطا الضوء على تفاقية التآخي التي تم توقيعها مع مدينة كتانايا، ولقاءات المحافظ مع المسؤوليين الإيطاليين وعلى رأسهم وزير الثقافة الإيطالي. وأشار "بدر" إلى وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي وقعها كل من الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرانسيس الثاني بابا الفاتيكان، في الإمارات، لافتاً إىي أهمية البناء عليها لتعزيز ثقافة قبول الآخر، متابعا: "الشيخ الطيب والبابا فرانسيس بدآ الطريق ولابد أن نستكمله معاً ونبني الكثير من الجسور". وأكد ما يحظى به البابا فرانسيس من تقدير واحترام لدى الشعب المصري، منوهاً بالتطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات الثنائية بين الجانيين خلال الأعوام الماضية، خاصة الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس إلى مصر عام 2017، وعودة الحوار بين الأزهر والفاتيكان. وأشار رئيس مؤسسة "بنيديتي" الثقافية إلى أول رحلة أجراها الحجاج الإيطاليين من مدينة فيتربو إلي مسار العائلة المقدسة في القاهرة خلال العام الماضي وقاموا بزيارة الأماكن التي تواجد بها السيد المسيح والسيدة مريم، منوها أن مصر حافظت علي الكثير من تلك الأماكن . وقال "بنيديتي":"لدينا ميزة في علاقاتنا وهي صداقة الماضي والتي يمكن أن تساعدنا للبناء علي المستقبل". وفي ختام اللقاء اصطحب الكاردينال فرانشيسكو مونتينيجرو محافظ الإسكندرية في جولة داخل الكنيسة والمتحف الخاص لها.
