يصادف اليوم الثلاثاء الموافق25 بؤونة بالأشهر القبطية لعام 569 م، ذكرى نياحة مثلث الرحمات قداسة البابا بطرس الرابع بابا الإسكندرية، البطريرك الرابع والثلاثين من بطاركة الكرازة المرقسية، وفي مثل هذا اليوم سنويًا تعيد الكنيسة القبطية إحياء هذه الذكرى لتعريف الجيل القبطي الجديد أعمدة الكنيسة والتي شهدت مسيرتهم محطات قد تحمل في طياتها دورس وتعاليم إلى جانب ما قدموه من خدمات و معاني إيمانية قيمة. وورد عن سيرة المتنيح بطرس الرابع كما ذكر كتاب السنسكار القبطي هو كتاب يحوي سير الآباء القديسين و الشهداء "السنكسارات"، وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية، حيث أشار الكتاب إلى ما اشتهر به المتنيح الذي حافظ على تعاليم المسيح من خلال إقامة العادات والطقوس الدينية والدروس التعليمية ومساعدت الفقراء و تفقد المؤمنين وشعب الكنائس. وفي تاريخ تولية كرسي الكنيسة الارثوذكسية نصت الكتب التراثية أنه بعد نياحة البابا ثاؤذوسيوس بطريرك الكنيسة الذي تنيح في المنفى بأمر والملك سباسيانوس قيصر فلسطين بعد أن رفض قرارات مجمع خلقدوني الذي كان يُعتبر من أهمّ المجامع، إذ نجم عن هذا المجمع انشقاقٌ أدّى إلى ابتعاد الكنائس المشرقيّة عن الشراكة مع الكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة الذين يرون أن مجمع خلقيدونية هو المجمع المسكوني الرابع. وبعد رحيل البابا ثاؤذوسيوس تقدم أعيان الأسكندرية إلى واليهم آنذاك و أظهروا له ألمهم من خلو الكرسي البطريركي فأشار عليهم أن يذهبوا إلى دير الزجاج حتى يتم إختيار البطريرك الأنسب لتولى خدمة المكرسي البطريركي، وحين ذهبوا إلى هناك وجدوا في الأب بطرس مايجعل منه محلًا لحمل الخدمة الرعوية لما يتمتع به من علم وفير وإخلاص في الإيمان و محبه إلى يسوع والكتاب المقدس. أخذ الأساقفة هذا الأب بطرس إلى هناك ورسموه بطريركًا في أول مسرى عام 567 م، وكان الأنبا ساويرس الأنطاكي قد تنيَّح. فلما بلغ أهالي إنطاكية أن المصريين قد رسموا لهم بطريركًا رسموا لهم هم أيضا بطريركًا يسمي ثاؤفانيوس وتراسل هو والبابا بطرس برسائل الإيمان الأرثوذكسي، وكان كل منهما يذكر أخاه في صلاة القداس و يؤكد على أهمية الأخر في خحدمة شعب الكنائس الأرثوذكسية في كل مكان إلا أن كلا منها لم يجرؤ علي الذهاب إلى مقر كرسيه فكان البابا بطرس يقيم في دير أبيفانية قبلي دير الزجاج. كما كان ثاؤفانيوس يقيم في دير أفتونيوس بظاهر إنطاكية حرص البابا بطرس خلال رعاية للكنيسة القبطية أن يتابع الاعمال عن كثب فقد حرص على متابعة الاعمال الخدمية في جميع الأديرة الموجوده حينها والذين اقتربوا من ستمائة دير واثنتان وثلاثون قرية جميع سكانها أرثوذكسيين وكانت مدينة الإسكندرية ومدن مصر والصعيد ورهبان الأديرة بجبل شيهيتالمعروفة حاليًا بوادي النطرون وأثيوبيا والنوبة. لم يكن يفتر عن إرسال الرسائل إلى المؤمنين ليثبتهم علي الإيمان المستقيم وكان يطوف أديرة الإسكندرية وقراها يعلمهم ويعظهم ويثبتهم وكان قد اختر رجلًا قديسًا عالمًا يسمي داميانوس وجعله كاتبًا له وأوكل إليه الاهتمام بالكنائس وهو الذي خلفه في تولى خدمة البطريركية أما البابا بطرس فقد استمر في الاهتمام برعيته وتثبيتهم علي الإيمان الأرثوذكسي حتى تنيَّح بسلام بعد أن أقام على الخدمة لمدة سنة و10 أشهر و 25 يومًا وعلى الرغم من قلة المدة الزمينة لتوليه إلى أن الكنيةس القبطية تحرص على إحياء تذكار هذه المناسبة تمجيدًا لهذا الأب وحفظ أسمه التاريخ القبطي بين أسماء البطاركة في الكنيسة القبطية ذات التاريخ العريق.