تعاقب على مصر مئات الحكام من ملوك وولاة وسلاطين ورؤساء وفعل بها ولها كل منهم ماشاء من أفعال قليلها مضيء وباق في المكان ومشيرا الى زمان اشتدت فيه همة الرجال الذين أخذوا بيد صبية هي أجمل قصة في تاريخ الانسانية اسمها مصر .. أما أغلب من حكموا فقد ظلموا ودمروا ونهبوا واستبدوا بالبلاد والعباد وبين ايديهم لاقت صبية التاريخ كل صنوف الاهانة والتجويع والضعف – ولكن هل فقدت مصر بريقها وانطفأ ضوء حضارتها يوما والقي بها في جب التخلف لتموت في المكان والزمان – هذا لم يحدث في الماضي وهذا مانخشى حدوثه اليوم ونحن نرى بدهشة ولوعة وهلع تتار العصر يستميتون بجهل وغباء لاطفاء نور مصر وحذفها من التاريخ وذبحها فوق جغرافيتها التي أضاءتها قرونا طويلة .. باسم الله والدين والشريعة يسعى نفر من الفشلة والساقطين والمرضي بكل أمراض التاريخ لذبح مصر وتقديمها قربانا لآلهة التخلف والجهل والعصبية وشوى لحمها على نار الطائفية البغيضة .. أناس يطلون من جحور أزمان سحيقة كالثعابين والسحالي وفي غفلة من الزمن ينتشرون في شوارع وميادين مصر بلباس غريبة وهيئة مغبره داعين العامة لهجرة العصر والسفر معهم إلى أزمنة غابرة ضلت طرق الحضارة وتاهت قرونا في صحاري الأمية والعصبية والتخلف .. تتار جديد انفلقت الأرض لتخرج من شقوقها جحافله رافعة رايات الضلال والتضليل باسم الدين والدين الحق يبرأ من أفكارهم وأحقادهم .. فجأه اكتشفنا أننا لم نكن يوما مسلمين وجاء من ينشر الاسلام بديارنا .. لم نكن يوما مؤمنين وجاء من يعلمنا أصول الايمان .. لم نعرف من قبل أو نسمع عن علماء أفاضل مثل الطهطاوي ومحمد عبده فجاء الشيخان ونيس وبرهامي لنتعلم منهم علوم الكذب والنفاق وارتكاب المعاصي بما لايخالف شرع الله .. لم نعرف يوما الدكاتره طه حسين ومحمد حسين هيكل وعبد الرحمن بدوي وجمال حمدان ويوسف ادريس فهل علينا صبية كانوا قبل عام ونيف يعبثون بأنوفهم فإذا بالمقادير السوداء تضعهم فوق مسرح للعبث للعب بأحوال أمة بكاملها .. مصر التي نعرفها وننام في حضنها وترضعنا حليبها الطاهر منذ الاف السنين لم تكن يوما معشوقة جماعة أو حزب أو قبيلة – ولم تكن يوما بلدا صغيرا يتقاسم غنائم حكمه جوعى سلطة وأذناب رجال .. لم تكن مصر يوما بلدا تعيسا ضعيف الحال حتى تتكالب عليه الأفاعي وتنهش لحمه وحوش ضالة عائدة من أزمان الفشل .. لم تعرف مصر الصبية التي تغسل شعرها وجسدها كل مساء على ضفاف النيل إلا ترنيمات الحب وهديل الحمام وهمهمات اليمام - واليوم أخالها تبكي وتصم أذنيها بعدما اشتد حولها نعيق الغربان والبوم وكأن الحق والطهر والعودة للأصول لاتكون الا بذبح الجمال واهدار كل قيمة عظيمة .. لدى جيوش التتار الجدد عقيدة راسخة تقول بأن المدنية التي استقر الخلق عليها لابد من اغتصابها ثم ذبحها ثم التمثيل بجثتها والرقص المجنون في جنازتها .. وبذلك يكون التتار قذ نجحوا ووفقهم اله الشر في اقامة دولة خلافتهم القندهارية المعجونه في ضلالات الوهابية وعندها كما يرى صبية المسرح العبثي ستكون السيادة لله .. أي اله هذا الذي سيحدد مكانه ومكانته في الدستور شيوخ الظلام – عفوا – حزب النور .. أي سيادة تلك التي يمنحها الفكر " البكاري " وال " برهاني " لله في دستور الندامة الذي تراقبه مصر الصبية الطيبة وهي تغسل شعرها عند الغروب على ضفاف النيل وتتحسر " بعد السنهوري يكتب كتابك ياصبية الشيخ على ونيس بطل الفيلم الهابط غرام على الطريق الزراعي .. وراحت لجنة ونيس وجت لجنة بكار " ياحسرتك يامصر بعد مادوختى التاريخ تقعى في حفرة .. وكم من الجرائم والشناعات ارتكبت باسم الدين منذ العصور الأولى لدولة الاسلام والاسلام بريء من تلك الجرائم وممن ارتكبوها وهذا مايجعلنا ننبه أشبال حزب الظلام وإخوان الشر وكثير من السلفيين بأن الاصرار على حشر الشريعة بل وحشر الذات العليا في الدستور لن يقيم دولة طاهرة صافية – الحرية ففط هي القادرة على فلترة الأخلاق والقيم والانتصار للحق والعدل والمساواة – وانتم توهمون انفسكم والناس بأنكم حراس الفضيلة وتجبنون عن مصارحة انفسكم والناس بحقيقة الجرائم البشعة التي ارتكبها خلفاء أوائل في حق العامة من الناس – الخليفة عمر بن عبد العزيز أوكل الى غيلان الدمشقي تصفية اموال الفاسدين من أقاربه والذين هم اقارب هشام بن عبد الملك " الخليفة الاموي فيما بعد – وكان الامويون من الجبرية الذين يروجون بين الناس أن الانسان مسير غير مخير في حين كان غيلان الدمشقي مؤمنا بالحرية الانسانية وان الانسان سيحاسب على اختياره – ولان الخليفة هشام بن عبد الملك كان يروج للتمسك بالجبر لا بالاختيار لترسيخ حكمه وقمع معارضيه ومنهم غيلان الدمشقي الذي كان صديقا للخليفة العادل عمر بن عبد العزيز فقد قتله هشام بن عبد الملك بسبب ارائه ، كما أمر بقتل الجعد بن درهم لذات السبب ونفذ فيه القتل حاكم بغداد انذاك خالد بن عبدالله القسري صبيحة عيد الاضحى وذبحه تحت منبر مسجد " واسط " بعدما فرع من خطبة العيد مختتمها بالقول " ارجعوا فضحوا تقبل الله منكم فإني مضح بالجعد بن درهم – واستل سكينا وذبح الجعد الذي اتي به الحراس من سجنه مكبلا والقوا به امام منبر المسجد ومن الغريب أن الجعد بن درهم كان مؤدبا لأبناء الخلفاء وهو معلم الخليفة مروان بن محمد آخر خلفاء بني أميه ، وكذلك جهم بن صفوان الذي قتله الأمير سلم بن أحوز بأصبهان مع أن جهم كان لديه عهد أمان من الأمير ابن القاتل –كما قتل معبد الجهني مصلوبا بعد أن عذبه واهانه كثيرا الحجاج بن يوسف الثقفي .. كل هؤلاء وغيرهم هم آباء علم الكلام الذين لم يكفروا ولم يرتدوا ولكنهم احتكموا للعقل عند فهم شئون دينهم ودنياهم فكان جزاؤهم الصلب والقتل من خلفاء المسلمين الذين كانوا يطبقون أحكام الشريعة الاسلامية ويقتلون من شاءوا من "ليبرالي" القرن الاول الهجري رافعين سيف تعلوه راية " السيادة لله " وهذا هو النور الذي يبشرنا به خوارج واخوان عصر الظلمات فى طبعته السوداء الجديدة موديل 2012 ..