انطلقت مظاهرة في مدينة طرابلس اللبنانية للتنديد بمجزرة التريمسة التي ارتكبتها القوات الموالية للنظام السوري وراح ضحيتها نحو 300 شخص بينهم العديد من النساء والأطفال. جاء ذلك فيما أدانت الحكومة اللبنانية وكتلة المستقبل المجزرة وطالبوا المجتمع الدولي بالتحرك لوقف سلسلة المجازر التي تشهدها سوريا، وذلك في انتقاد نادر للنظام السوري منذ انطلاق الثورة السورية. وقال مراسل الأناضول إن المئات من اللبنانيين في طرابلس احتشدوا عصر الجمعة في مسيرة انطلقت من جامع "طينال" وصولا إلى ساحة عبد الحميد كرامي، في مسيرة جابت شوارع المدينة لتنديد بالمجزرة. وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة للشعب السوري ومستنكرة آلة القتل اليومية في سوريا. وعلى الصعيد الرسمي، أدان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي المجزرة التي وقعت في بلدة التريمسة في حماه بسوريا، وقال في بيان "مرة جديدة يضرب العنف في سوريا موقعًا المزيد من الضحايا والجرحى، من دون أن يوفر الاطفال والنساء والشيوخ، ما يستدعي وقفة ضمير جامعة لوقف العنف المتنقل في سوريا والذي لم يكن في يوم من الأيام حلًا لأي نزاع". وأضاف ميقاتي "إنَّ لبنان، الذي خبر في السابق حربًا طويلة دفع ثمنها من أرواح أبنائه ومقوماته الاقتصادية والانمائية، يستنكر الاحتكام إلى العنف وإراقة الدماء، ويدعو الله أن يعيد إلى سوريا الاستقرار والوحدة وإلى شعبها الحياة الكريمة والأمان". ومعلقا على المجزرة ذاتها قال رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة "بعد تأكد منع النظام السوري لمراقبي الأممالمتحدة من الدخول إلى بلدة التريمسة حيث وقعت مجزرة مروعة، لإجراء تحقيق، فان الأمر لم يعد بحاجة لكلام بل إلى أفعال باتت من مسؤولية المجتمع الدولي". وأردف السنيورة :"إنَّ الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في سوريا من قبل النظام الحاكم لم يعد ممكنا تجاهلها والسكوت عنها، لقد باتت وصمة عار في وجه الإنسانية"، مُضيفًا: "اليوم في التريمسة حيث ذبح عشرات الأطفال والنساء والأبرياء وبالأمس في الحولة ودرعا وغيرها من المناطق التي شهدت جرائم، واذا لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة ورادعة لن تتوقف المجازر". وبدوره، أدان سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية السابق النظام السوري الذي اعتبره "سجل رقما قياسيا في الجرائم الموصوفة ضد الإنسانية وضد المدنيين العزل من الشعب السوري تحديدا" ودعا الحريري جميع الحكومات العربية، وحكومات العالم، ومنظمة التعاون الإسلامي والأممالمتحدة ومجلس الأمن لاتخاذ إجراءات عملية حاسمة وسريعة لحماية الشعب السوري وفرض أقصى العقوبات الفعالة على نظام الطاغية وتعطيل آلة القتل الوحشية التي يتقنها ويستخدمها ضد الشعب السوري". يذكر أنه منذ بدء الثورة السورية في مارس/آذار الماضي لم يصدر أي موقف رسمي من الحكومة أو رئاسة الجمهورية يدين النظام السوري، وبذلك بسبب الحساسيات التي تغلف العلاقات بين البلدين منذ انسحاب سوريا من لبنان عام 2005.