رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن فوز مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي بانتخابات رئاسة الجمهورية ليصبح أول رئيس مدني منتخب بإرادة شعبية علامة فارقة في تاريخ مصر والعالم العربي، معربة عن تخوف بعض القوى الخارجية والداخلية من المنهج السياسي الذي سيتبعه أول رئيس إسلامي معهم. وقالت الصحيفة إن مصر باتت تملك أول رئيس منتخب بمرجعية إسلامية منذ أكثر من 60 عاما بمجرد إعلان اللجنة العليا للانتخابات نتائج الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة بفوز الدكتور محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، بالرغم من وجود عوائق شائكة في طريقه متمثلة في حالة عدم الارتياح بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري الذي حكم البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. وأوضحت الصحيفة أن التخوف الداخلي من التحول الديمقراطي الذي طرأ على مصر يبدأ بالمصريين العلمانيين الذين وقفوا يشاهدوا الموقف في ذهول تام متسائلين ماذا سيعني الحكم بمرجعية إسلامية لبلد خضعت منذ أمد بعيد للحكم العلماني وكانت حصنا للمعتدلين وموالية لبلاد الغرب، مشيرة إلى حالة الفزع التي تعيشها تلك الفئة من الشعب المصري وسط أغلبية تتسم بالمرجعية الإسلامية. وذكرت الصحيفة أن التخوف الخارجي متمثل في الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل حول احتمالية تعامل مصر الجديدة مع القوى الخارجية وشكل العلاقات الجديدة مع الدول التي قطع النظام القديم الصلة بها لاسيما مع وجود أول رئيس لحزب إسلامي محافظ. ومن جانبه، أعرب الرئيس الجديد لمصر عن ترحيبه الشديد بالدعوات المتكررة من البيت الأبيض بدعم الولاياتالمتحدة لعملية الانتقال السلمي لمصر وامتداد العلاقات الإقتصادية والسياسية تحقيقا للمصالح المشتركة بين البلدين. ومن جانبه، هنأ البيت الأبيض الدكتور محمد مرسي بالمنصب الجديد وحثه على التواصل مع القوى السياسية الأخرى في مصر واحترام حقوق المرأة والمسيحيين وأن فوز الدكتور مرسي سيفتح طريقا جديدا لتقارب العلاقات المتباطئة بين واشنطن والحركات الإسلامية في المنطقة، لاسيما بعد أن ظلت مصر لفترات طويلة القلب النابض للمصالح الأمريكية في المنطقة من خلال تلقي المساعدات العسكرية مقابل الحصول دعم مصر لمصالح أمريكا كالحفاظ على السلام مع إسرائيل ومواجهة البرنامج النووي الإيراني. وفي نفس السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "إن إسرائيل تتطلع إلى مواصلة التعاون الدولي مع الإدارة المصرية على أساس معاهدة السلام بين البلدين"، كما أوضح رئيس جمهورية مصر العربية نيته في الحفاظ على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.