أشادت وسائل الاعلام العالمية بالانتقال إلي الديمقراطية في مصر من خلال الانتخابات الرئاسية مؤكدة أن التلاعب الذي كان يحدث في المرات السابقة اختفي تماماً. قالوا ان الرئيس الجديد سيواجه تحديات هائلة وقد جاءت الانتخابات لتحرم المسئولين الاسرائيليين من النوم. اكدوا أن المصريين اثبتوا قدرتهم علي خلق نظام جديد. ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن المجلس العسكري في مصر يستحق الإشادة علي عملية الانتقال للديمقراطية مشيرة إلي أن الانقسامات بين الناخبين لا تزال موجودة. وقالت الصحيفة علي موقعها الإلكتروني إنه كانت هناك تقارير حول وجود بعض الانتهاكات مثل سيارات نقل المؤيدين التي قطعت رحلات لمراكز الاقتراع. إلا أن الانتخابات تبدو وأنها مرت دون تلاعب علي نطاق واسع أو التخويف الذي عكر اقتراعات سابقة. أشادت وسائل الاعلام البلجيكية المرئية والمكتوبة بحسن سير عملية الانتخابات الرئاسية في مصر مشيرة إلي أنها جرت في مناخ ساده الهدوء والنظام. وأبرز التليفزيون البلجيكي مشهد المصريين وهم يصطفون في طوابير طويلة للادلاء بأصواتهم في مرحلة أجمع فيها المحللون علي أنها بالغة الأهمية في حياة المصريين. وأكدت صحيفة "تراندز" أن الرئيس المصري المنتخب ستواجهه تحديات كبيرة في ظل الأزمة الاقتصادية وعلي خلفية التفاوت الرهيب في الطبقات والذي أفرزه النظام السابق بسبب انحيازه لطبقة الأثرياء الجدد علي حساب السواد الأعظم من الشعب المصري علاوة علي التباطؤ الشديد في إيقاع مختلف الأنشطة الاقتصادية. خاصة في مجال السياحة منذ اندلاع الثورة المصرية في 25 يناير من عام .2011 ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مع ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر فإن صناع القرار الاسرائيليين يستعدون للخيارات السيئة وأنه بالرغم من كل أخطاء الرئيس المصري السابق حسني مبارك إلا أنه كان حليفا يعتمد عليه لإسرائيل لمدة ثلاثة عقود وذلك حتي تنحيته بعد ثورة 25 يناير 2011 التي اسفرت عن سيطرة الإخوان المسلمين والاسلاميين عموما علي الانتخابات البرلمانية المصرية. قالت المجلة إن التغيرات في العلاقات المصرية الاسرائيلية ستكون عميقة وكبيرة وستراجع مصر العديد من سياستها الأمنية والخارجية خصوصا مع إسرائيل مما يثير ذعر الساسة الإسرائيليين حسب قول رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة بن جوريون يورام ميتال. وأشار ميتال إلي أن هذه المراجعات ستتضمن معاهدة السلام التي أبرمها الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1978 والتي لا تلقي شعبية بالمرة لدي الشعب المصري والتي أعرب أيضا كل المرشحين الرئاسيين في الانتخابات المصرية سواء كانوا إسلاميين أو من تيارات أخري عن رغبتهم في مراجعة أو إبطال هذه المعاهدة. وأشارت المجلة إلي تصريح بنيامين اليعازر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق وصديق مبارك منذ عقود الذي قال فيه إن سيناء بمثابة برميل متفجرات وأن خسارة مصر كحليف ستكون ضربة كبيرة لإسرائيل يجب الاستعداد لها. علقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية علي المؤشرات الأولية لنتائج انتخابات الرئاسة المصرية حول وصول مرسي وشفيق للاعادة فأحدهما تابع لجماعة الاخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة والآخر لنظام الرئيس المصري السابق. وأوضحت الصحيفة- في سياق تقرير أوردته علي موقعها الإلكتروني وصول مرشح الجماعة محمد مرسي إلي جولة الإعادة أمام المرشح أحمد شفيق رئيس وزراء في نظام مبارك أو المنافس اليساري حمدين صباحي الذي برزت شعبيته في السباق الرئاسي يضع الناخب المصري في موقف صعب وذلك لأن فوز مرسي يعني استئثار الجماعة الاسلامية بالسلطة في البلاد وهو ما يزيد تخوفات العديد من النخب السياسية في مصر من دولة تحكمها الشريعة الاسلامية. وأشارت إلي أنه في حالة فوز شفيق فإن ذلك سيجعل المصريين يشعرون بأن ثورتهم في يناير الماضي أسهمت في تعبيد الطريق لسياسي يتبني فلسفة النظام السابق معتبرة أن إجراء انتخابات الجولة الثانية يعتبر تحديا يوجهه موسي. ومن المتوقع أن تتحالف ضده القوي المناوئة التي لا تريد للجماعة الإسلامية أن تستأثر بحكم مصر. وأكدت الصحيفة أن أمريكا تولي اهتماما خاصا بانتخابات الرئاسة المصرية بسبب اتفاقية السلام الموقعة بين مصر واسرائيل وأهميتها علي صعيد الاستقرار الإقليمي. حيث كان مسئولون أمريكون قد طلبوا ضمانات من جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من التيارات السياسية الصاعدة قائلين إن استمرار المعونة العسكرية الأمريكية لمصر رهن بالحفاظ علي المعاهدة. وقالت إن هذا الاهتمام الأمريكي الخاص بالمشهد الانتخابي المصري مرده تخوف الجانب الأمريكي من وجهات نظر الرئيس الإسلامي التي يعتري الكثيرون تخوفات من أنها مغايرة تماما لاسيما فيما يتعلق بالشئون العالمية فلا أحد يستطيع الجزم بالطريقة التي سينتهجها في التعامل مع الأزمات التي قد تواجه مصر في الأيام القادمة خاصة فيما يتعلق بالقضايا الدولية والتي تعتبر مصر لاعبا رئيسا في العمل علي حلها خاصة القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا التي تخص الدول العربية. وأضاف أن الظهور القوي الذي تميز به مرسي وما أبدته الجماعة من قدرة علي التنظيم من شأنه تكميم أفواه الطاعنين في شفافية الانتخابات الأمر الذي من شأنه تحقيق استقرار علي المدي الزمني وهو مهم لأمريكا مصر علي السواء. ونقلت الصحيفة عن عصام العريان القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين قوله "إن المصريين أثبتوا أنهم قادرون علي تكوين نظام جديد. وأن الجماعة تحترم النتائج أيا كانت"