قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الامريكية ان الصين التى ظلت بعيدة طوال العقد الماضى عما يحدث فى افغانستان، بدأت تفكر جديا فى لعب دور فى هذا البلد الممزق. واشارت الصجيفة الى انه بعد انسحاب قوات حلف شمال الاطلتطى " الناتو" من افغانستان كما هو مقرر فى نهاية 2014 ، ستصبح افغانستان مصدرا للقلق للصين المجاورة لها . واوضحت الصحيفة ان الصين بدأت تفكر فيما يمكن ان يحدث فى هذا البلد من اضطرابات وفوضى عقب خروج القوات الغربية منه. ووفقا لما يراه محللون صينيون ، فإن هذا الملف سيكون احد الملفات المهمة التى ستطرح خلال الزيارة التى سيقوم بها الرئيس الافغانى "حامد كرازاى" للصين يوم الجمعة ويلتقى خلالها بنظيره الصينى " هو جينتاو " . كما اكد مسئولون افغان ان الزيارة ستبحث فى اقامة اطر واستراتيجيات جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين فى الفترة المقبلة . ونقلت الصحيفة عن" زانج لى " الخبير فى شئون جنوب اسيا بجامعة "سيوان" الصينية قوله :" انه رغم عدم وجود اطر محددة للتعاون بين البلدين ، الا ان الصين ترى انه من الضرورة النلحة والعاجلة ان يكون لها موطىء قدم فى افغانستان ، وان تكون العلاقات بين البلدين قوية لأن ذلك من مصلحة الصين". واضاف :" ان الوضع الامنى فى افغانستان ، يؤثر تأثيرا مباشرا على الامن الصينى ، مشيرا الى ان انسحاب القوى الغربية من افغانستان، ليس فرصة للصين كما يتخيل البعض ، بل انه يمثل مشكلة . الا ان عدد كبير من المحللين الصينيين يستبعدون ان تقوم الصين بأى دور عسكرى فى افغانستان ، حيث يقولون ان الصين لا يمكن ان تقوم بالعاب عسكرية فى هذا البلد ، كتلك التى قامت بها امريكا . كما ان الصين ليست امبراطورية تحتل البلدان الاخرى ، كما حدث بالنسبة لامريكا وبريطانيا والاتحاد السوفيتى الذين سبق لهم احتلال هذا البلد ، وخرجوا جميعا خاسرين ، ولا يمكن ان تدخل الصين هذا المستنقع . ويرى هؤلاء الخبراء والمحللين ان الدور الصينى يمكن ان يقوم على اساس المساعدات واقامة مشروعات البنية التحتية وتدريب قوات الامن الافغانية ، ويمكن ان يتم ذلك من خلال "منطمة شنعهاى للتعاون" التى تقودها الصين وتضم ست دول اسيوية اخرى منها روسيا ، ومن المقرر ان يتم قبول افغانستان كمراقب فى المنظمة خلال اجتماعها فى بكين عذا . كما ان الصين يمكن ان تلعب دورا دبلوماسيا فى حل النزاعات الامنية فى افغانستان ، كما سبق ان تدخلت باستضافة مسئولين افغان وباكستانيين من قبل لحل النزاعات القائمة .