جمالها الأخاذ لفت نظر شباب الحى الذى تقيم فيه، تهافت عليها الكبير والصغير. تمنوا أن تكون شريكة حياتهم... الخُطّاب طرقوا باب أسرتها لكن زوج الأم كان دائم الرفض بالرغم من أن الكثير منهم كانوا مناسبين لها بمرور الوقت بدأت بعض الحقائق تظهر عندما تقدم لها رجل فى سن الخمسين من العمر وبدلاً من أن يرفض زوج الأم الاستماع له كان سعيداً به... كما رحب بحفاوة شديدة بطلبه. اكتشفت الفتاة الجميلة أن زوج الأم وضعها فى مزاد وانتظر من يقوم بدفع الأكثر والمقابل هو الصداق المسمى بينهما... فوجئت الشابة الجميلة بموافقة أسرتها على الزواج من رجل يكبرها بثلاثين عاماً... ارتضت بالوضع المريب التى تعيشه وتحدثت إلى زوج المستقبل لتجد منه الحب والحنان والرقة فوقعت فى حبه وتزوجت وسافرت معه إلى إحدى الدول العربية التى يعمل بها لتفاجأ بكارثة من العيار الثقيل، فهى الزوجة الثالثة وأن لديه أبناء وزوجتين. شعرت بصدمة شديدة، لكن سرعان ما تمالكت نفسها وقررت عدم الفشل والعودة خاوية الوفاض إلى أسرتها، وارتضت بحالها ظناً منها أنها زوجة لها حقوق وواجبات مثل باقى الزوجات لكن سرعان ما اكتشفت الواقع المرير الذى تعيشه فهى خادمة لكل البيت اشتكت لزوجها فأكد لها أنه تزوجها لتكون خادمة لزوجتيه وأبنائه. عام كامل عاشته ذليلة تحملت صعوبة الحياة حتى تعود إلى القاهرة وبالفعل فى إجازة الزوج عاد بها إلى القاهرة لزيارة أهلها لتقيم ضده دعوى خلع فى الحال. وقفت الزوجة الجميلة المنكوبة أمام محكمة الأسرة بزنانيرى والتى لفتت انتباه الجميع بجمالها بدأت الفتاة العشرينية، تسرد تفاصيل الحكاية التى بدأت بنغمات الحب والرومانسية، وسرعان ما تحولت إلى فزع ورعب، عاشتها لمدة عام كامل، لتتخذ الخيار الأخير بعدما باءت كل محاولاتها للتخلص من هذا الزوج بالفشل. قالت: توفى والدى وأنا فى العاشرة من عمرى ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش أقسى أنواع الحياة خاصة بعد أن أوقع أحد الأشخاص والدتى فى شباكه لتقع فى حبه وتتزوجه بعد عامين فقط من وفاة والدى ومنذ ذلك اليوم تحولت حياتنا إلى جحيم. اكتشفت والدتى أن زوجها الجديد بلطجى ومدمن للمواد المخدرة تمكن من الاستيلاء على جميع الأموال التى ورثناها من والدى. وتكمل: أضاع زوج أمى كل الأموال التى ورثناها على المخدرات وجلسات الأنس التى يعدها كل فترة لأصدقاء السوء داخل البيت، ليتجه إلى ما تبقى من أموال تدخرها أمى لشراء جهازى. استكملت الشابة كلامها قائلة: والدتى كانت قليلة الحيلة لم تتمكن من رفض تصرف زوجها كما عجزت عن اللجوء إلى أسرتها لأنها تزوجته رغما عنهم بعد وقوع الكثير من المشاكل بينهم فلجأت إلى الصمت والصبر على الابتلاء التى تعيشه وخلال تلك الفترة اشتد عودى وظهر جمالى وتهافت على الخطاب وفى النهاية اكتشفت أن زوج أمى حولنى إلى سلعة يتاجر فيها لمن يدفع أكثر رغب فى الحصول على أكبر قدر من الأموال. تقدم لى العديد من شباب الحى الذى نقيم فيه لكن كل طلباتهم قوبلت بالرفض وعندما حاولنا استيضاح الأمور أكد لنا أن هؤلاء الشباب فقراء لا يملكون المال اللازم لإتمام الزواج كانت كلماته صادمة لى حتى أتى الزوج المصون الذى يكبرنى بأكثر من ثلاثين عاماً. بخبرته تمكن من تقريبى له وإيقاعى بحبه خاصة أنه كان حنوناً على تذكرت رقة والدى رحمه الله عليه بدون أن أشعر وضعت على عينى غشاوة ولم أتمكن من اكتشاف الكثير من الحقائق المريرة حتى تزوجنا ووجدتنى أسافر إلى إحدى دول الخليج معه نظراً لظروف عمله وفى أول يوم لى هناك اكتشفت الصدمة الثانية. فجأة امتلأت عيون الفتاة بدموع الحسرة، وقالت فور وصولنا المطار تحولت الأمور وظهر الوجه الحقيقى لزوجى، اكتشفت أن لزوجى أبناء وزوجتين على عصمته شعرت وقتها بأن الأرض تميد بى رغبت فى الصراخ والعويل تمنيت الموت ألف مرة لكن ظروف الغربة منعتنى وخوفى عقاب الله منعنى من الإقدام على الانتحار استسلمت للأمر الواقع، وبدأت الأمور تزداد سوءًا، حين أصبحت كالخادمة له ولزوجتيه، وإذا رفضت أو أعلنت عدم الرضا لا أنال إلا الضرب والجوع والقسوة، حاولت الهرب مراراً ولكنى فشلت. فى إحدى المرات التى تطاولت فيها إحدى زوجاته رددت لها السباب، لينتهى الأمر بتعديها على بالضرب وسبى بأقذر الشتائم، ومعايرتى بأنى خادمة لهما، وأن زوجهما تزوج بى بغرض المتعة والخدمة لا أكثر، وحين اشتكيت ضربنى، وقال إنا جايبك هنا علشان تخدمينى وبس ولا تطلبى فلوس ولا عيال ولا أى حاجة زيك زى الشغالة. مر عام طويل من الذل والإهانة تحملت خلاله كل قسوة الحياة حتى قرر زوجى النزول إلى القاهرة فى إجازة وفور وصولى لم أفكر ولو للحظة فى الذهاب إلى محكمة الأسرة ورفع دعوى خلع ضده. نعم، رفضت أمى ما أفعله وكذلك زوجها فأنا الدجاجة التى تدر عليهما الخير الوفير عن طريق زوجى العجوز الكهل، الذى اتخذنى خادمة له ولكن هيهات لن أرضح لتهديدهما أو وعيدهما أو أننى لا أجد سوى الشارع ربما يكون الشارع أرحم علىّ مما أنا فيه، وربما أمتهن مهنة الخادمة فها أكرم لى ولكنى زوجة بدرجة خادمة.. وهذا لن يكون.