سؤال بسيط، قد تظنون إجابته سهلة ، لكنها ستكشف لنا حجما كبيرا من معاناتنا كعرب ومسلمين، منذ بداية زواجنا وحتى نهايته بالموت أو بالانفصال .. الحقيقة أنه فى إحدى صفحات التواصل الأجتماعى ، تم طرح مثل هذا السؤال الصغير ، الذى يتكون من كلمتين فقط ، وبطرحه، كأنما ألقيت قنبلة انشطارية- عافانا الله جميعا- فتشظت الإجابات المؤلمة من الأزواج والزوجات، وأتضح أن قلة قليلة جدا هم من تزوجوا فقط بسبب الحب . وكأن الحب هو أضعف سبب ممكن أن يتزوج الإنسان من أجله !! فغالبية الزوجات أكدوا أنهن تزوجن لأنه " يجب " أن يتزوجن ، بمعنى أن الفتاة التى تعيش فى أى أسرة عربية ، تكون مجرد " ضيفة " على أسرتها يجب أن تتزوج، بعد أن تنتهى من تعليمها، لتبدأ فى تكوين أسرة، وتعيد الكرة بتربية أولادها ورعاية زوجها ، كل هذا جميل وليس فيه أى شىء لكن، لماذا نتزوج شخص ما بعينه ؟! ستحصلون على إجابات غاية فى الغرابة، فمثلا إقرأوا معى ما كتبته الزوجات : " زوجى هو قريبى وأبى رحمه الله كان يحبه جدا ". " زوجى كان يبحث عن عروس من بلدنا تقبل أن تسافر معه ، خطبنى وتزوجنى فى شهر واحد وسافرت معه ". " زوجى هو الوحيد الذى وافق على كتابة قائمة بالأثاث والفرش لضمان حقى إذا ما تم الطلاق ". " زوجى رجل طيب جدا، وأخته هى من رشحتنى له للزواج ". " زوجى تقدم لى لأنه علم أننى تحجبت منذ صغرى ". أما الأزواج فكانت إجاباتهم على نفس السؤال لا تقل إدهاشا عن أجابات الزوجات، بل فاقتها عجبا !! " أمى مرضت وكان لابد من زواجى لأجد من يخدمها ويخدمنى " " أبى هو من أختار لى زوجتى ، كانت إبنة صديق له، فى البداية كنت معترضا لكن بعد فترة وجدتها زوجة طيبة " " كنت فى زفاف أحد أقاربى، وأخترت الفتاة الوحيدة التى لم ترقص فى الفرح " " أعمل بإحدى دول الخليج، أجازاتى محدودة، ووالدتى متوفية، أرسلت لخالتى مبلغا من المال خطبت لى إحدى الفتيات من جيرانها، وأنا رأيتها فوجدتها مناسبة وتزوجتها هل علمتم الأن حجم " التخبط " الذى تعيشه العديد من الأسر المصرية والعربية ؟! الغالبية العظمى عند الزواج يختارون شركاءهم فى الحياة، إذا وافقوا على شروطهم المادية، أو إذا توافقت ظروفهم الحياتية معا، أما القلب فيتم تنحيته جانبا، ولا تسمع نداءاته أبدا حين يعلو صوته مطالبا بحقه فى الحب. لماذا نتزوج ؟! كان المفترض أن تكون الإجابة هى : " تزوجنا لإننا نحب، وأردنا أن نستكمل حياتنا مع من نحب " . [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل