كتبت- مي صادق: يعد من أهم الممثلين في تاريخ السينما المصرية، وأكثرهم خفة ظل، استطاع أن يصنع لنفسه شخصية مميزة، وأنشأ مساحة فنية لا يستطيع أحد غيره أن يملأها لأنه كان مؤمن بفن الإضحاك، وتميز بأسلوب فريد جذب به الجمهور بمصر والعالم العربي بالرغم من أن معظم أدواره كانت ثانوية، واليوم ذكرى ميلاده، هو عبد السلام النابلسي حامل لقب "الكونت دي نابلوز". عندما وصل إلى الستين من عمره تزوج من إحدى معجباته "جورجيت سبات" وقال في لقاء تلفزيوني له: إنه قام باختطاف حبيبته جورجيت، وتزوجها بفيلا صديقه فيلمون وهبي، وظلت معه بعد عقد قرانهما حتى منتصف الليل، فطلب "النابلسي" من "فيلمون" الاتصال بأهلها ليطمئنوا عليها ولتعريفهم بأن جورجيت تزوجت من النابلسي، ولا يبحثوا عنها. ولكن أهل زوجته تعرفوا على صوت صديقه وجاءوا للمنزل مع 12 شخصًا واستقبلهم " النابلسي" بالترحاب، وظلت الأحاديث دائرة من الساعة 2 إلى الساعة 4 صباحًا، حتى بدأت الأجواء تتأزم فقال أخيها: لابد أن أتأكد من عقد الزواج ولابد أن آخذ أختي معي، ووافق النابلسي ولكنه اكتشف أن أخيها قام بتمزيق عقد الزواج، مما اضطره لخطف حبيبته أو زوجته مرة أخرى. وصرح خلال اللقاء، بأنه يحب الأطفال ولكنه يعتبر إنجابهم همًا جديدًا لأنهم مسئولية، ويكفي الإنسان المسئولية الشخصية التي يتحملها، ورد على المذيعة حيث قالت له إن هذه أنانية قائلًا: "الأناني هو من ينجب كي يعيش حياته فيما ينجب لكن الحكيم والعاقل هو من يفكر بهذه الطريقة، ولذا أدعوا لتحديد النسل". "وتلاحقت الأحداث سريعًا في الأشهر الأخيرة فى حياة النابلسي، خصوصا بعد أن أعلن بنك انترا في بيروت إفلاسه، وكان هذا معناه إفلاس النابلسي هو الآخر لأنه كان يضع كل أمواله في هذا البنك. "وبعد عودته إلى بيروت، أخذت حالته تزداد سوءًا إلى أن امتنع عن الطعام تمامًا قبل أيام من رحيله، وفي ليلة 5 يوليو 1968، لفظ أنفاسه قبل وصوله إلى المستشفى ولم تجد زوجته مصاريف الجنازة، فتولى صديقه الفنان فريد الأطرش المصاريف، والذي بعدما علم الخبر انهار مريضًا حزينًا على وفاة صديق العمر.
