سعر الفراخ البيضاء وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الأحد 13 أكتوبر 2024    استثمر فلوسك.. كيف تحصل على عائد 13 ألف جنيه شهريًا من الشهادة البلاتينية؟ (تفاصيل)    أحمد موسى ينفعل على الهواء بسبب الشيكولاتة    حملة «ترامب» تطالب ب«طائرات عسكرية» للتنقل فى جولاته الانتخابية    «كجوك»: نتطلع ل«البريكس» في أزمة ديون البلدان النامية    هل أرسل فيفا قرار إيقاف القيد للزمالك مجددا.. سالم يوضح    المغرب والجزائر وجنوب إفريقيا| الأكثر تهديفا بعد الجولة الثالثة من تصفيات الكان    رياضة ½ الليل| هيمنة مصرية.. صدمة زملكاوية.. سيطرة قطرية.. وموقف دونجا    سمسطا يضم لاعب الأهلي السابق    حسين السيد يحصل على الاستغناء من النادي المصري للانتقال إلى سيراميكا كليوباترا بالتراضي    حريق هائل بعد تصادم سيارتين محملتين بالسولار والأسمنت فى طريق الغردقة - رأس غارب    بعد شائعة وفاته.. الطفل «جان رامز» يطمئن جمهوره: أنا كويس وزي الفل| فيديو    أزمة «أتيليه الإسكندرية» تتجاوز عامين.. و1000 مثقف يناشدون التدخل لإنقاذه    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. أرقام رسمية: 78 غارة جوية على لبنان خلال ال 24 ساعة الأخيرة.. مقتل 4 أشخاص وإصابة 5 آخرين جراء انفجار صهريج غاز فى روسيا.. احتجاجات فى إسرائيل للمطالبة بصفقة للأسرى    لفتة طيبة من كريستيانو رونالدو تجاه مشجع في مباراة بولندا ضد البرتغال.. صور    شراكة استراتيجية لتعزيز قدرة المناورة في الفضاء    منتخب البرتغال يفوز على بولندا بثلاثية في دوري الأمم الأوروبية.. فيديو    سعر الحديد والأسمنت بعد تراجع الأخير اليوم بسوق مواد البناء الأحد 13 أكتوبر 2024    أخبار × 24 ساعة.. "100 يوم صحة" قدمت أكثر من 113 مليون خدمة مجانية    نشأت الديهي: محطة بشتيل نموذج للقدرة وليس لها مثيل إلا بألمانيا والصين    تستوعب 250 ألف راكب يوميا.. كيف ستخفف محطة بشتيل الجديدة من الضغط على محطة رمسيس؟    مصر وناميبيا تعززان التعاون في مجال المياه لبناء مستقبل مستدام للقارة الأفريقية    سينت ترويدنس البلجيكي يرد عبر "الفجر الرياضي" على اتفاق الزمالك مع زين الدين بلعيد    هشام حافظ: الاستمرار على القمة هدف سيدات مودرن سبورت.. ومواجهة الأهلي صعبة    «بقا مَلك واشترى نادي من وراهم».. تعليق مثير من وكيل أتشيمبونج على إيقاف قيد الزمالك    رئيس هيئة السكك الحديدية: نتوقع تضاعف حركة السياحة بفضل محطة بشتيل    «الأرصاد» تكشف حالة الطقس اليوم الأحد وتناشد المواطنين «توخوا الحذر»    تفاصيل السيطرة على حريق في مول بالتجمع الخامس ب 10 سيارات إطفاء.. فيديو    مصرع شخص وإصابة 8 آخرين اثر انقلاب سيارة ربع نقل بالإسماعيلية    الاعتداء على براءة طفلة داخل مدرسة.. تفاصيل القبض على مدرس «عربي» في العمرانية    حملات تفتيشية على المنشآت الغذائية المحيطة بمدارس الإسماعيلية    أسرة كاملة.. وفاة الضحية الخامسة لحادث تسريب غاز بالشرقية    تحديد محاكمة المتهمين بسرقة 1179 تابلت مملوكين لوزارة التربية والتعليم    إيران ترسل إلى روسيا قمرين صناعيين لإطلاقهما    أوكرانيا: مقتل وإصابة 12 إثر هجمات روسية في دونيتسك    ليلة في حب أم كلثوم وعبد الحليم حافظ بمهرجان الموسيقي العربية    الرئيس: «نسعى لبناء المستقبل .. ورغم الظروف لم نتوقف أبدًا عن العمل»    رسام مع مرتبة الشرف.. شاب دمياطي يستغل موهبته في تجميل شوارع قريته (فيديو)    برج الحوت اليوم.. تخلص من التراكمات القديمة وانطلق بخطوات مدروسة    رضا إدريس: معنديش حساب في البنك ورصيدي هو حب الناس    المطرب محمد حسن: ديكور مهرجان الموسيقى العربية كله هيبة.. وعدد الجمهور كبير    تصل ل 9100 جنيه.. تفاصيل زيادة أسعار الانتقال بسيارات الإسعاف والفئات المعفاة منها    الأوراق المطلوبة للتعاقد مع المعلمين بالحصة في المدارس (تفاصيل)    وكيل صحة سوهاج يتفقد وحدة العلاج الطبيعي بمستشفى أخميم    وكيل صحة دمياط: توريدات دوائية جديدة لتعزيز الخدمات الصحية في المحافظة    «الصحة»: المرحلة الثانية للتأمين الصحي الشامل تغطي 12.8 مليون مواطن    وزارة الأوقاف تطلق برنامج الورد اليومي للقرآن الكريم على منصاتها الإلكترونية    في 15 نقطة .. تعرف على أهم أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية    صحة بني سويف: تطوير عدد من المستشفيات المركزية ضمن حياة كريمة    بعد تخلص ممرضة الدقهلية من حياتها.. هل يؤدي الضغط النفسي في العمل إلى الانتحار؟    خبير أمن معلومات يكشف خبايا ألعاب المراهنات وخداع الأطفال    ختام برامج تنمية مهارات معلمي اللغة الإنجليزية بمنطقة الغربية الأزهرية    أهمية صلاة الاستخارة وكيفية تأديتها وأفضل توقيتاتها    سمير فرج في جامعة الزقازيق لمناقشة رسالة ماجستير (صور)    جامعة كفر الشيخ تستقبل المفتي لمناقشة رسالة دكتوراه في الدراسات الإسلامية    9 مرشحين.. غلق باب تلقي طلبات الترشح لانتخابات النقابة الفرعية للصحفيين بالإسكندرية    مجلس الشيوخ يناقش تعديل قانون البناء غدا الأحد    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم السبت 12-10-2024 في محافظة البحيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موهبته متعددة الالوان .. و كلماته تجمع بين العمق و السلاسة
عزت الجندى .. " شاعر " الحوارى و القصور
نشر في الوفد يوم 05 - 06 - 2018


كتب امجد مصطفى
وسط زحام اغانى الهلس و تدنى مستوى الكلمة والفكر، ظهر شاعر كبير اسمه عزت الجندى يعيد أمجاد الأغاني الكلاسيكية ، يعمل على كتابة أغنية رشيقة بسيطة تحمل معانى عميقة وفلسفة يشعر بها من يدقق فى الكلمة ويبحر فى المعنى.
يعي جيدا قيمة الكلمة والمعنى الحقيقى للأغنية، فهو شاعر ظل يبحث طوال حياته الفنية عن المفردات الجديدة التي تصيبك بحالة من الدهشة من جمال الكلمة وروعة وتناغم وتكوين الجملة فى زحمة الجمل المستهلكة و العبارات الهشه و الكلمات السطحية.
وسط هذا العبث والترهل الغنائى وسيطرة الشكل الغربى والعبارات قبيحة المعنى، وقف الشاعر الكبير عزت الجندي الذي رحل عن عالمنا منذ يومين في هدوء تام كما اعتادنا منه، وانحاز لكبرياء اللغة العربية ومشتقاتها من اللهجات.
وسط حالة التسيب التى عمت الوسط الغنائى كان هناك من يوثق للأغنية الحديثه بأفكار تجمع حولها كل الأجيال والاعمار، فعندما تسمع اعماله باللهجة البدوية تشعر أنه من مواليد الصحراء الغربية، وانه عاش بين ربوعها يرعى الغنم و يزرع الشعير والقمح ويشرب من حليب الناقة ويأكل العصيدة . وعندما تستمع إلى اعمالة الرومانسيه الحالمة الرقيقه تشعر أنه من أهالى مصر الجديدة الاوائل نظرا لاستخدامه كلمات راقية وعذبة.
وعندما تستمع لاعمالة الشعبية تشعر بأنه ابن الحارة المصرية الشهم الجدع.
وعندما تجالسه، وتتمعن في تفاصيله الإنسانية بعيدا عن كونه شاعر غنائي كبير، تشعر انه ابن كل هذه البيئات البدوية والصعيدية والقاهرية، فتلمس منه المرؤة والجدعنة الموجودة عند "أولاد البلد"، هو أيضا ابن الذوات والأكابر الذي يرعى مشاعر الأخرين عندما ينوي التحدث.
عاش الشاعر الغنائى الكبير عزت الجندى محبا للناس فبادلونه احترامهم ومحبتهم وتقديرهم.
مئات الأعمال تركها عزت الجندى تتحدث عنه، تتحدث عن الرجل الذى عاش فى الظل طوال عمره، عاش يرفض الظهور الاعلامى لأنه يعلم أن خير من يتحدث عن الشخص هى اعمالة و سيرته التى تركها.
عزت الجندى هو ابو للأغنية الحديثة بحق لانه كان يجمع بين سلاسة الكلمة وبساطتها و بين عمق المعنى الذى يجعلك تشعر ان خلف هذه الاعمال رجل نهم فى القراءة وفى التبحر وسط امهات الكتب.
لم يكن الراحل عزت الجندى مجرد شاعر للاغنية فقط لكنه كان احد الباحثين فى التراث العربى بصفة عامة والمصرى بصفه خاصة . لذلك برع فى كتابة العديد من البرامج الاذاعية التى تعد مراجع للباحثين فى تراثنا.
البداية الحقيقية لعزت الجندى كانت من خلال عمل قدمة للاذاعة بعنوان «مصر كل شيء» وغناها كارم محمود، وكان وقتها قادم من الصعيد - المنيا - وكان عمره حوالى 22 سنة،
كتب الأغنية وقدمها للجنة نصوص الإذاعة كما كان متعارفا وقتها، ولكن اللجنة التي كان يترأسها آنذاك الأستاء عبد الرحيم نويرة أجازت الأغنية، وكانت الإذاعة حينها هي المسئولة عن اختيار المطرب والملحن للأغنية التي كانت من نصيب كارم محمود بعد اجازتها.
لم يكتفِ الجندي وقتها بهذه الاغنية بل قدم أغنية أخرى بعدها مع كارم محمود، وكان هذا بداية باكورة تعاون طويل الأمد، حيثُ غني له أغانى من إنتاج الإذاعة الليبية.
خارج الإذاعة.. كانت أول أغنية قدمها هى «ياسين» مع الفنان محمد العزبى، واشتهرت باسم «بهية وياسين» لارتباطها بالأسطورة، وبعدها أغنية "غدار طبع الهوا"و"يريد الله" مع عماد عبد الحليم رحمة الله و"على فكرة" و"على سهوة"و"على ايدك" مع عمر فتحى، رحمة الله وكانت شكلا جديدا ومختلفا.
ومن الاغانى التى اعتبرها الراحل نقاط فاصلة فى حياته اغنية "سيدى وصالك زاد عليا حنينى، زادنى دلالك عشق وأنت ناسينى» حيث اختارته انغام خصيصا لكتابة الاغنية على موسيقى وضعها ملحن شاب وقتها اسمة شريف تاج، بعد أن تأكدت أنه لا يوجد أفضل من الجندي لكتابة أغنية عميقة في الكلمات والتفاصيل.
وحملت الأغنية بعض المصطلحات الخاصة بلهجة القبائل العربية، فلكل منطقة مفردات خاصة بها، وربما يكون هذا سبب تميزها على حد قوله.
صدق حدس أنغام الفني، وحققت الأغنية نجاحا كبيرا فاق التوقعات، وباتت من أهم أغانيها التي تُطلب منها كلما تواجدت في حفلة أو مناسبة.
وتعد "لولاكى" مرحلة مهمة جدا فى حياة عزت الجندى ونقلة نوعية فى شكل الأغنية العربية رغم انها اكثر الاغانى التى تعرضت لهجوم وقتها.
ودافع عزت عن لولاكى قائلا وقتها :كانت مكتوبة بكلمات جميلة جدا ولحن جميل جدا وتنفيذ جميل جدا.. ولكن اللوك الخاص بعلى حميدة وقتها على الغلاف، بالإضافة إلى الصوت واللهجة المختلفة عليهم جعل الهجوم شرس جدا، رغم أن صوت على جبلى ومميز جدا.
واغنية لولاكى كانت جزء من مقطوعة شعر كانت ضمن برنامج اذاعى كتبه عزت الجندى بعنوان "بكرة يبتدى النهار" وكانت كلماتها تقول (لولاكى ماغنيت ولا هزت الأنغام كيانى، لولاكى ما مشيت خطوة ولا رديت مكانى، ما إنتى إللى قلبى عليه ما خلانى رقدت الليل).
لذلك كان عزت رحمة الله يعتبر عام 1988 هو الأهم في مسيرتة حيث
غير خريطة الأغاني بشكل عام ب "لولاكي".
سوف نظلم عزت الجندى كفنان كبير لو اختزلنا مسيرته فى "لولاكى" او "سيدى وصالك"، فسجله الفني يحفل بمئات الاغانى لكبار نجوم الغناء، كما أنه أثرى الساحة الغنائية بعدد كبير من الأغنيات الجميلة والناجحة لمطربين من كافة أرجاء الوطن العربي منهم عبد المطلب، وكارم محمود، ومحرم فؤاد، ومحمد رشدي، وماهر العطار، ومحمد العزبي، وفايدة كامل، وفاطمة عيد، حيث قدم لهم مجموعة من أجمل وأشهر اغنياتهم.
كما لحن وكتب لمطربى ومطربات السبعينات ومنهم ياسمين الخيام وهاني شاكر ومحمد ثروت ومحمد الحلو وعماد عبدالحليم وعتاب وعلي الحجار وعشرات غيرهم من أبناء هذه الحقبة الغنائية الجميلة.
واستمرت رحلة عطائه مع أجيال الثمانينات والتسعينات والألفية الجديدة، ومن أبرز من تعاون معهم عمر فتحي وحميد الشاعرى وجورج وسوف ولطيفة وسميرة سعيد ولطفي بوشناق وعلي حميدة ومدحت صالح وراغب علامة ووليد توفيق وأنغام وليلى غفران وناصر المزداوى وحلمي عبدالباقى وديانا حداد وعاصي الحلاني وإليسا ونانسي عجرم ومى كساب وعشرات غيرهم من المطربين من كافة أرجاء الوطن العربي.
شكل الجندى ثنائى ناجح جدا مع الموسيقار الكبير محمد على سليمان سواء من خلال التى صنعاها للراحل عماد عبد الحليم او لانغام او الاعمال التى غناها محمد على سليمان بنفسه.
عن هذه الرحلة المشتركة قال الموسيقار محمد علي سليمان .. عندما تعاونت مع الشاعر الراحل عزت الجندي لم اكن اضع في ذهني ان نكون ثنائي ، و هو نفس الامر بالنسبه له ، لكن عزت رحمه الله كان يعرف و يعي ماذا يعطيني من كلمات ؟ كان يحسن اختيار الاعمال التي تناسبني كملحن . لذلك سوف تجد ان كل اعماله التي قدمناها سويا نجحت و الحمد لله .
ان العشرة و المحبه و الاحترام المتبادل هو السبب الرئيسي في حاله الانسجام و التفاهم بيننا .
و قال "سليمان" ان عزت الجندي كان يمتلك مفردات خاصه به ، لا تستطيع ان تفصلها عن الكلام الذي كان يستخدمه في حديثه العادي .. وهو الامر الذي يؤكد انه شاعر عربي اصيل .. له ثقافته المرتبطه بجذوره ، لم يكن الجندي شاعر مصنوع لانه من نبع اصيل .
و اضاف : "الجندي" لم يكن شاعرا فقط لكنه كان باحثا في التراث العربي و المصري . و هو الامر الذي ساهم في تكوين شخصيته و انا شخضيا استفدت كثيرا من برامجه التي قدمها للاذاعه .
و انهي محمد علي سليمان حديثه بان نقاء عزت الجندي كان واضح جدا في مؤلفاته الغنائية .
الراحل كتب للدراما مسلسلى "الهودج" و "رياح الشرق" الى جانب اسهمات كبيرة فى كتابة بعض اغانى الافلام منها فيلم "عذاب الحب" للراحل عماد عبد الحليم والحان الموسيقار الكبير محمد على سليمان كما كتب كلمات مسلسل "سنبل بعد المليون" ل "محمد صبحي"، وفي نفس العام وضع كلمات أغاني مسلسل "الزنكلوني" ل "محمد رضا".
عزت الجندى شاعر اعطى للفن الكثير لذلك لم يكن غريبا حالة التى الحزن التى انتابت الوسط الفنى بعد رحلية حيث نعته انغام على صفحاتها كما نعاه عدد كبير من الشعراء ايمن بهجت قمر وامير طعيمة كما نعاه الموسيقار منير الوسيمى الذى عمل معه كثيرا ايضا فى تجارب شعبية ناجحه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.