أكدت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن قرار إسرائيل بإرسال اللاجئين السودانيين إلى جوبا وفقا للاتفاق المبرم مؤخرا بين الحكومتين بمثابة اتفاق على قتل اللاجئين وإرسالهم إلى الموت المحقق، في ظل المآساة الإنسانية التي يعاني منها الجنوب، على حد تعبير الصحيفة. واتفقت احكومة في تل أبيب مع حكومة جنوب السودان على إعادة أكثر من 1000 لاجئ سوداني إلى بلادهم اعتباراً من الأول من أبريل. واستنكرت الصحيفة موقف الحكومتين وتجاهل تحذيرات الأممالمتحدة والشهادات الميدانية التي تؤكد أنه مازالت هناك مشاكل عديدة في الدولة ومجاعة وانتهاكات لحقوق إنسان وقتال حامي الوطيس، فضلا عن قرار الأممالمتحدة وأمريكا بتمديد فترة حماية مواطني جنوب السودان حتى مايو 2013. والتقى "دان شاحم" السفير الإسرائيلي لدى جنوب السودان، مع "رياك مشار" نائب الرئيس لتنسيق عملية الطرد، مشيراً إلى أنه سبق وأن أعادت إسرائيل بعض مواطني جنوب السودان إلى بلادهم طواعية لذا لم يكن هناك حاجة للاتفاق مع الحكومة، لكن بسبب العدد الكبير للاجئين فكان يتطلب ترحيلهم إجباريا التنسيق مع الحكومة المحلية، على حد تعبيره. وأضافت الصحيفة أن القرار يلزم اللاجئين بالرحيل طواعية وإلا ستقوم الحكومة الإسرائيلية بطردهم. من جانبها استنكرت عددا من منظمات الإغاثة الدولية القرار الإسرائيلي في بيان قائلة: "من العجيب أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت إعادة طالبي اللجوء السياسي إلى جنوب السودان قبل الوقوف على حقيقة ما يحدث هناك". وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن مركز الأبحاث والعلوم بالكنيست أشار إلى أن برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة صنف في فبراير الماضي جنوب السودان في المرتبة الثالثة من حيث الخطر الغذائي، وهو أعلى تصنيف. وأضافت الصحيفة أن مليون من بين 9,5 مليون سوداني جنوبي، يعانون من المجاعة، وحوالي 2,5 مليون يتلقون المساعدات الغذائية ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع خلال العام الجاري، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.