تواصلت حالة القلق في مختلف المحافظات اليوم من انتشار مرض الحمي القلاعية. وأعلنت وزارة الزراعة اليوم في تقريرها اليومي لمتابعة المرض ارتفاع حالات الاصابة الي 14 ألفاً و381 حالة اصابة ونفوق 1083 علي مستوي الجمهورية. وأوضح التقرير ان محافظة الغربية مازالت تحتل المركز الاول في حالات الاصابة والنفوق باجمالي 421 حالة ولم ترد بلاغات من محافظات شمال وجنوب سيناء والبحر الاحمر وظهر في محافظة الوادي الجديد. ومن جهته، أكد اللواء أسامة سليم، رئيس هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة ان الهيئة مستمرة في عمليات تحصين الماشية السليمة لدي المزارعين من خلال القوافل الطبية. وأضاف «سليم» ان الاتحاد الاوروبي أشاد بالخطوات التي اتخذتها مصر بوقف انتقال الماشية بين المحافظات، مشيراً الي أن وفداً من الهيئة قام مع مسئولي الحمي القلاعية بالاتحاد الاوروبي بجولة بمحافظات وسط الدلتا لمتابعة موقف المرض ومعدلات انتشاره. وأوضح «سليم» في تصريحات صحفية ان المشكلة التي تواجه هيئة الخدمات البيطرية حالياً هي أن الفلاحين فقدوا الثقة في الحكومات السابقة، مطالباً بتعاون المزارعين لحماية حيواناتهم. وأضاف رئيس الخدمات البيطرية ان وزارة الزراعة مازالت في انتظار نتائج تحليل العينات التي تم ارسالها للمعمل المرجعي ب«لندن»، نافياً ما تردد عن رفض السعودية منح لقاحات لمكافحة المرض. وأضاف «سليم» ان مصر تعد من الدول المصنفة دولياً بالحدود المفتوحة مع الدول المجاورة، وهو ما يعني ان المرض الذي قد يظهر في مصر قد ينتقل للدول المجاورة والعكس. وكشف مصدر مسئول بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية عن أن الجرعات المنتجة من اللقاحات المخصصة للحمي القلاعية والموجودة حالياً بالوحدات البيطرية تم تحضيرها العام الحالي ورفضت لعدم اجتيازها اختبارات الجودة بواسطة المعمل المركزي للرقابة علي المستحضرات البيطرية. وأضاف المصدر ان الاختبارات تمت اعادتها مرة أخري بعد ضغوط من المسئولين حتي تم قبول الدفعة، وهو ما أدي الي أن الامصال لا تقوم بدورها ما يجعل المرض أكثر انتشاراً. وأوضح المصدر ان المعمل الذي يتم به تحضير اللقاح غير حاصل علي أي شهادات للجودة أو «الأيزو» وأن المخازن بها حالياً لقاحات بتكلفة 5 ملايين جنيه وأن اللقاحات المتواجدة تكفي 38٪ فقط من الكمية المطلوبة. الغربية - عاطف دعبس: وفي الغربية.. مازالت توابع زلزال الحمي القلاعية تهز قري الغربية بعد نفوق حالات جديدة من العجول الصغيرة والابقار الكبيرة باجمالي 350 رأساً بمدن سمنود وبسيون وكفر الزيات وزفتي والمحلة واصابة 31 عجلاً بالمرض، واشتكي المزارعون المتضررون من تقاعس مديرية الطب البيطري والزراعة بالمحافظة واللتين تتحركان بسرعة «السلحفاة» وبعد وقوع الكارثة بعدة خطوات. وأشاروا الي تأخر وزارة البيئة في احتواء الازمة أو اتخاذ الاجراءات الضرورية للتصدي لتلوث المجاري المائية بعد القاء المواشي النافقة فيها واقامة مدافن موافقة للاشتراطات لا تتناسب مع حجم المشكلة بالاضافة الي عدم صرف التعويضات التي قررها المشير طنطاوي لهم رغم قيام لجان الحصر الذي شكلها المستشار محمد عبدالقادر، محافظ الغربية وبرئاسة اللواء مصطفي بدر، السكرتير العام المساعد بإعداد التقارير اللازمة والوصول الي أرقام محددة لعدد العجول والابقار النافقة من خلال محاضر رسمية حررها المتضررون بأقسام الشرطة وبلغت 3700 محضر بنفوق واصابة المواشي بالاضافة الي حالات الابلاغ التي لم تعتمدها اللجنة وتزيد علي 3000 حالة أخري لصعوبة إثباتها. وكان أهالي قرية إبشواي الملق قاموا أمس بإلقاء المواشي النافقة أمام الوحدة البيطرية بالقرية وهددوا بنقلها الي مقر وزارة الزراعة بالدقي لإجبار الحكومة علي سرعة التحرك باتخاذ الاجراءات الضرورية لتحصين وعلاج المواشي المصابة وتعويض المتضررين. كما شكا أهالي سمنود من وجود حالات نافقة في مجري النيل ما يعد كارثة صحية جديدة، خصوصاً ان القنوات المائية تتخلل الكتل السكنية وتعتبر من المآخذ لمحطات مياه الشرب!. ومن جهة أخري، طالب أهالي قري الغربية المتضررون من الكارثة بإحالة المسئولين بمديرية الطب البيطري للنيابة العامة بتهمة الاهمال والتقاعس عن اتخاذ الاجراءات الضرورية لمواجهة الازمة. البحيرة - نصر اللقاني: وفي البحيرة، انتشر مرض الحمي القلاعية بشكل ملحوظ بعد أن تعدت حالات الاصابة بالمرض الألف وزيادة حالات النفوق التي وصلت الي 52 حالة معظمها من العجول الصغيرة. والمثير ان أصحاب المواشي يرفضون الابلاغ عن حالات الاصابة ويفضلون ذبحها والاستفادة من بيع لحومها. وقرر الاهالي الابتعاد عن تناول اللحوم التي ازدادت شوادر عرضها في الايام الاخيرة وتباع بسعر الكيلو ب«40» جنيهاً. ومن ناحية أخري، تشهد دمنهور اليوم الاربعاء مؤتمراً بمجمع دمنهور الثقافي لمناقشة مرض الحمي القلاعية بحضور المهندس مختار الحملاوي، محافظ البحيرة والدكتور أسامة سليم، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية والمهندس محمود هيبة، رئيس لجنة الزراعة بمجلس الشعب. دمياط - جهاد شاهين: وفي دمياط.. صرح الدكتور ابراهيم جاد، وكيل وزارة الطب البيطري بأن عدد حالات الاصابة بالحمي القلاعية بين المواشي بلغ 57 حالة وانه تم عزل هذه الحالات وأرسلت العينات الي المعمل المركزي بدمياط. وأشار مدير الطب البيطري الي انه تم تحصين 82 ألف رأس ماشية في أكتوبر الماضي بمحافظة دمياط ما أدي الي محاصرة المرض داخل ربوع المحافظة. كما تم تشكيل غرفة طوارئ بجميع القري لحصر حالات الاشتباه. وأضاف ان حالات الاصابة انحصرت في مركزي الزرقاء وكفر سعد، وأوضح ان مناعات الحيوانات والماشية بدمياط تعتبر من أعلي المناعات بمصر، وانه تم التشديد علي ضرورة ذبح الماشية في السلخانات. وأوضح الدكتور أحمد عماشة، نقيب الاطباء البيطريين بدمياط عقب اجتماعه مع اللواء محمد علي فيلفل، محافظ دمياط انه تم الاتفاق علي عمل حملات وقائية بالتعاون مع مديرية الطب البيطري لإرسال قوافل ارشادية لقري المحافظة لتوعية الفلاحين والمزارعين. الشرقية - ياسر مطري: وفي الشرقية، خيم الحزن علي أهالي قرية «شنبارة الميمونة» التابعة لمركز الزقازيق بسبب انتشار مرض الحمي القلاعية ما يهدد ثروتهم الحيوانية بالضياع. وأشار عصام عبدالله حسين مهندس زراعي وأحد أبناء القرية الي تخاذل المسئولين في مديرية الطب البيطري بالشرقية وعلي رأسهم وكيل الوزارة وأطباؤها والادارات المختلفة وتهوينهم أمر الحمي القلاعية التي اجتاحت القرية منذ شهر مضي ما أدي الي نفوق المئات من رؤوس المواشي الموجودة لدي المربين. وتعد القرية من القري الرئيسية علي مستوي الجمهورية المصدرة للالبان لمحافظة القاهرة حيث يخرج منها ما يزيد علي 20 ألف لتر ألبان يومياً فضلاً عن كونها من أوائل القري المصنعة للمعدات والآلات الزراعية. وأكد نقيب البيطريين بالشرقية الدكتور حامد عطية ان العينات التي تم الحصول عليها من الرؤوس النافقة جاءت موجبة ومؤكدة للنتائج التي أعلنها المعمل الدولي بانجلترا. وقبل مغادرة مراسل «الوفد» للقرية شاهد العشرات من رؤوس المواشي النافقة ملقاة علي جانبي المصرف المار أمام القرية وهو ما قد يتسبب في أزمة صحية لاهالي القرية بإصابتهم بأي نوع من الفيروسات التي قد تنتقل من الرؤوس الميتة اليهم. البحر الأحمر - صلاح أحمد: وفي البحر الأحمر، قررت مديرية الطب البيطري بالبحر الاحمر أمس السماح لاصحاب محلات الجزارة بالمحافظة بادخال اللحوم المذبوحة الي المحافظة بعد اجراء الكشف عليها والتأكد من صلاحيتها وعدم تأثيرها علي صحة المواطن. وأكد دكتور ميخائيل مرقص، مدير مديرية الطب البيطري بالبحر الاحمر ان القرار جاء بعد شكوي الجزارين من خطر دخول الماشية الحية الي المحافظة ما قد يسبب اغلاق محلاتهم. كان اللواء محمود عاصم، محافظ البحر الاحمر قرر حظر دخول أو خروج الماشية منعاً لنقل المرض.