الأول أنا لازم اعتذر لكم عن خطأ وقع مني بدون قصد وضحك أحمد القزعة قائلاً خطأ واحد بس يا كبير؟ وضحك عبده شمه قائلاً وي كنك شيطان يا مكلوب انت قلت أنا امبارح قلت ان عودة بيرم السرية من المنفي كانت في منتصف الاربعينيات وهي الحقيقة كانت في أوئل الثلاثينيات أو في نهاية العشرينيات. وقال أحمد القزعة ممكن يا كبير تقول لنا مصادرك بدون احراج قلت مافيش احراج ولا حاجة انا بس افتكرت القصيدة اللي كتبها بيرم للملك فؤاد تحت إلحاح عم الشيخ زكريا وآخرين من أصدقائه والقصيدة تقول يابو الفاروق يسعد عصرك دي إسكندرية هلال مصرك وقال عبده شمه متسائلاً ودي كتبها اعتذارا عن الجصيدة الأولي؟ قلت حاجة زي كده ولو أن أعداء بيرم وصفوها مرة ب «النوبة» ومرة بالاسترحام، لكن أنا ر أيي انها ضحك ع الدقون لأن تمنتاشر سنه من البعد عن معشوقته مصر المحروسة هدوه وتعبوه يا مصر هجرك بكفاحي يا عامل جمع وناسياني دا يوم ماح ارجع ليك تاني حتبقي رجعة برسمالهاقالوا اللي يشرب من نيلك لابد يرجع ويجيلك وأنا اللي عطشان في سبيلك الدنيا ايه اللي جرالها وصدر العفو الملكي عن الشاعر العاشق ومات الملك فؤاد وخلفه ابنه فاروق وانقلب عليه الجيش في يوليو 1952 وقرأنا في الصحافة أن السفير الأمريكي «جيفرسون كافري» حذر قائد عام القوات البريطانية من المساس بضباط الانقلاب العسكري قائلاً له ما معناه إن «دول بتوعنا» وبدأ نظام يوليو عهده بعلاقات صداقة قوية مع أمريكا سهلت له تمويل البنك الدولي لمشروع السد العالي وسارت الامور علي خير ما يرام حتي وقعت مجزرة الصابحة التي ارتكبها الصهاينة غدرا ضد كتيبة من الجيش المصري وجدت صباح اليوم المشئوم مذبوحة ضباطا وجنوداً وانتظر ضباط يوليو موقف الصديق الأمريكي وفوجئوا بأن الموقف لم يتعد استنكار ما حدث في الصابحة وأن ما كانش يصح كده وارسل ضباط يوليو علي صبري إلي واشنطن علي الفور طلبا للسلاح الأمريكي ولكن الاصدقاء الأمريكان قالوا له ما معناه لا لا يا علوه ما تصعدش الامور امال واعقل ولم الدور خلينا نعرف نشتغل. وعاد علي صبري بخفي حنين وكانت الامور في القاهرة قد استقرت بعد أن أسفر الصراع علي السلطة بين الرفاق عن انفراد جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر بالسلطة بعد الاطاحة باللواء محمد نجيب وفوجئ العالم بما سمي آنذاك ب«صفقة الأسلحة» التشيكية لمصر وكانت هذه الصفقة هي القشة التي قصمت ظهر البعير الأمريكي الذي أمر البنك الدولي بسحب تمويله لمشروع السد العالي بحجة أنه لا يثق في الاقتصاد المصري ورد جمال عبدالناصر علي هذه الوساخة الأمريكية بتأميم قناة السويس التي كانت شبه مملوكة لدولتي فرنسا وانجلترا وقام العالم ولم يقعد وتدفق السلاح والخبراء السوفيت علي مصر المحروسة محطمين بذلك الجدار الذي كان الغرب يفرضه علي منطقة الشرق الأوسط في وجه الدب الروسي الذي خرج من القمقم جائعاً ينهش في كل ما ومن يلقاه في الطريق ويكهرب الجو في جميع انحاء العالم ودقت طبول الحرب وانتفض الشعب المصري العظيم مساندا قيادته الوطنية ومستعداً لتقديم التضحيات مهما بلغت في سبيل كرامته وعزته واسترداد وطنه الذي كان سليبا وثرواته التي كانت منهوبة و«عاشت مصر حرة مستقلة».