بقلم : أحمد فؤاد نجم منذ 1 ساعة 33 دقيقة - اهون عليك يا عم أحمد تسافر وتسيبني للمكلوب ده يجعد يرازي في وينشف ريجي. هكذا تساءل عبده شمة وهو ينظر للقزعة من تحت لتحت قلت له: - لا يا سيدي خلاص ما فيش سفر وهنا تدخل أحمد القزعة وقال بلهجة خطابية مضحكة - ايه اللي بيحصل في العالم وأنا مش هنا.. إمضاء ماوتسي تونج وضحكنا ثم استنأف القزعة حديثة قائلا لي - انت كنت مسافر من ورايا يا عم أحمد وغيبوبة كمان كان متواطئ معاك.. ثم كنتم مسافرين من غير شر؟ قلت: - كنت مسافر فنزويلا ع الصيف القادم فقال عبده شمة: - وي وي امال كيف عاد رجعت في كلامك قلت: - الرئيس الفنزويلي شافيز لا يترك فرصة تمر دون أن يعلن تعاطفه مع القذافي وبشار الأسد فقال أحمد القزعة: - لأ.. في دي معاك حق ورد عليه عبده شمة: - كيف يا بجره معاه حج؟ أنا شايف انك تسافر وان كنت حتجابله لازم تلفت نظره ان كلامه ديتي ضد الشعب الليبي والشعب السوري. فقال أحمد القزعة: - تصدق يا عم أحمد أن الخبؤ ده أول مرة يتكلم صح قلت: - ليه يا قزعة قال: - هي لازم مفهمينه ان الشعب معاهم وان اللي بيحصل ده بيحصل في مواجهة الاستعمار الأمريكي قلت: - والله فاتتني دي انتو فاكرين صدام حسين لما مسكوه طلعوه منين؟ وضحك عبده شمة قائلا: - أيوه صح طلعوه من بلاعة وسحبوه زي الخروف فقلت: - ولو كان مستخبي في حضن الشعب العراقي فقال أحمد القزعة: - ما كانوش عرفوا يوصلوا له قلت: - وهذا الكلام ينطبق علي القذافي وبشار الأسد قلت: - هذه القصة تذكرني بصديقي العزيز اللواء يوسف الدبري وهو أحد عناصر تنظيم الضباط الأحرار الليبي الذي قام بانقلاب سبتمبر 1968 في ليبيا الشقيقة وأطاح بنظام الملك إدريس السنوسي، وأعلن الجمهورية بقيادة العقيد معمر القذافي اللي تحول إلي طاغية فاسد نهب هو وأولاده ثروات الشعب الليبي وهربوها إلي الخارج كما حدث عندنا بالضبط ويحكي لي (أبو أحمد) يوسف الدبري عن يوم الثورة كما يسميها هو. - كنت يا عم أحمد أدرس في كلية أركان حرب في لندن وفي صبيحة يوم الثورة وصلني تلغراف من طرابلس يقول (فرح) أختك الليلة، فطلبت اجازة عاجلة من الكلية وسافرت إلي طرابلس لاخذ مكان في صفوف الثوار وتمت الثورة بحمد الله. اللواء يوسف الدبري من هذا اليوم كان من أقرب المقربين إلي معمر القذافي الذي كان لا يأكل إلا ما تقدمه له ريم يوسف الدبري ابنة صديقه المخلص الذي لا تأتيه الخيانة من بين يديه ولا من خلفه. اللواء يوسف الدبري سلم نفسه للثوار فأمنوه علي حياته ولكن عندما طلبوا منه أن يسب القذافي رفض قائلا: - اقتلوني ان شئتم ولكني لن أسب صديقي القديم.