يسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى يزور الآن السعودية والكويتوقطر، لإنقاذ قطر من المقاطعة العربية، وتخفيف العبء الواقع على كاهل حليفه الاستراتيجى تميم بن حمد آل ثانى، بعد فشل الوساطة الكويتية والأمريكية فى حل الأزمة الخليجية بين قطر وبلدان الرباعى العربى المكافح للإرهاب. وتساءل سياسيون، كيف للرئيس التركى أن يسعى للوساطة بين الدولة العربية، وهو جزء من الأزمة الحالية، وشريك أساسى فى دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية، مطالبين زعماء وملوك الدول العربية باتخاذ نفس الخطوات الدبلوماسية ضد تركيا لدعمها للإرهاب. وكانت مطالب الرباعية العربية إلى بعثتها لدولة الكويت لعودة العلاقات الخليجية إلى نصابها الطبيعى، تضمنت إجلاء القاعدة التركية من الأراضى القطرية، الأمر الذى أثار ذعر النظام التركى الذى بدأ يتحرك سريعاً لاحتواء الموقف الخليجى ضد بلاده، بعد أن أدركت دول المنطقة خطر النظام التركى على أمن واستقرار المنطقة وأجرى الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، محادثات مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فى قصر السلام بجدة، الأحد الماضى، قبل أن يتوجه للقاء الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت أمس الاثنين، ليختتم جولته الخليجية بزيارة الدوحة. وقال مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، إن تركيا طرف أساسى فى الأزمة الخليجية والصراع الدائر فى منطقة الشرق الأوسط بدعمها التنظيمات الإرهابية مثل جماعة «الإخوان» و«داعش» وغيرهما، متسائلاً كيف نقبل وساطة تركيا وهى من خلقت الأزمة فى المنطقة، معتبراً أن زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى دول الخليج لبحث الأزمة ما هى إلا «تبييض وجه»، على حسب تعبيره. وأضاف «بكرى»، أن الدول العربية تعى جيداً الهدف من زيارة «أردوعان»، وهو يسعى إلى إنهاء الأزمة التى أثرت سلباً على حليفه القطرى تميم بن حمد، مطالباً الدول العربية والإسلامية التى تنبذ العنف والتطرف وتكافح الإرهاب بأن تتخذ نفس الخطوات الدبلوماسية تجاه تركيا. وأكد المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، أن تركيا تؤوى جماعات إرهابية متطرفة صادراً بحقها أحكام فى مصر وصلت إلى الإعدام، وتتظاهر بأنها تسعى لوساطة بين الدول العربية لإنهاء أزمة قطر، متسائلاً هل تعيد دول الخليج علاقاتها مع أنظمة تدعم الإرهاب مثل قطر دون تنفيذ مطالبها ومطالب مصر التى تعتبر أن أمن دول الخليج جزء لا يتجزأ من أمنها القومى. وأضاف رئيس حزب الغد: اللعبة التركية مكشوفة ومحاولة لإنقاذ تميم بن حمد من الأزمة الحالية التى وقعت فيها بلاده على خلفية المقاطعة العربية التى انعكست سلباً على الاقتصاد القطرى، قائلاً إن أرادت تركيا إنهاء الأزمة فى الخليج والشرق الأوسط فعليها احترام إرادة الدول، والكف عن التدخل فى شئون الدول الأخرى، وعدم دعم الإرهاب وتسليم العناصر الإرهابية من جماعة الإخوان إلى مصر حتى يتبين لنا أنها تسعى من أجل الوساطة والمصالحة وليس المناورة والخداع. وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى دول الخليج تهدف إلى توضيح موقف تركيا من حلفائها، وتوطيد العلاقات بين تركيا والسعودية، وذلك لأهمية العلاقات الاستراتيجية الناجحة بين تركيا والسعودية، مؤكداً أن السياسة التركية تسعى لمصالحها الشخصية أولاً. وأوضح عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن زيارة الرئيس التركى تأتى تمهيداً للوساطة وتخفيف مطالب الدول لحل الأزمة، موكداً أن تركياوقطر تعملان على مذهب الإخوان. وأكد فى تصريحات صحفية، أن زيارة «أردوغان» توضح لحلفائها أن نزول القوات التركية إلى قطر لحمايتها وليس ضد الحلفاء كما تلعب تركيا دور الوساطة لحل الأزمة القطرية، والوصول إلى حلول وسط لإنهاء الأزمة، مشيراً إلى أن القوات السعودية لم تستنكر انتشار قوات الجيش التركى فى قطر، ورحبت بالزيارة الحالية لأردوغان؛ حفاظاً على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.