وضعت الأحداث المؤسفة التى وقعت باستاد بورسعيد عقب مباراة المصرى والأهلى فى الدورى المنتخبات الوطنية فى "ورطة" حقيقية خاصة بعد أن تم تأجيل الدورى إلى أجل غير مسمى وإعلان معظم الأندية تجميد أنشطتها الكروية والرياضية. ويمكننا أن ندرك حجم تلك الورطة إذا علمنا أن المنتخبين الأول والأوليمبى يعتمدان فى تشكيلتهما على العناصر التى تلعب فى الدورى المحلى مع قليل جداً من المحترفين، وعلى سبيل المثال أحمد المحمدى الذى يلعب فى سندرلاند الإنجليزى ومحمد زيدان الذى انتقل من دورتموند إلى ماينز فى ألمانيا ودودى الجباس لاعب ليرس البلجيكى، بينما لا يعتمد المنتخب الأوليمبى على أى لاعب محترف، حيث لا يوجد أصلاً من يمكن الاستعانة بهم حتى أحمد حسن كوكا المحترف فى البرتغال لا يعتمد عليه هانى رمزى، المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى، بشكل أساسى ويتركه لمنتخب الشباب الذى يقوده ربيع ياسين. وبالتالى فإن المنتخب الوطنى الأول والمنتخب الأوليمبى يستأثران بتجميد الدورى تأثراً سلبياً، حيث سيفقد اللاعبون حساسية المباريات وتقل اللياقة البدنية والفنية لديهم، خاصة أن المنتخبين مقدمان على ارتباطات دولية مهمة، حيث يستعد المنتخب الأول لأولى مباريات فى تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2013 بمواجهة أفريقيا الوسطى يوم 29 فبراير الجارى فى العاصمة بنجى، وسيدخل الفريق معسكره التدريبى بالقاهرة يوم 15 فبراير، حيث سيلعب مباراتين وديتين أمام بتسوانا وكينيا يومى 20 و23 فبراير، ويسافر إلى أفريقيا الوسطى يوم 24 فبراير. وقد كان مقرراً إقامة معسكر المنتخب فى بورسعيد والإسماعيلية وتم نقل المعسكر للقاهرة بعد أحداث بورسعيد. أما المنتخب الأوليمبى فسوف يدخل معسكره التدريبى فى الفترة نفسها، حيث يستعد لنهائيات دورة لندن الأوليمبية التى ستقام فى الصيف القادم.. وسوف يسافر إلى الإمارات بعد أسبوعين، حيث يلعب مباراتين وديتين أمام رومانيا وأوزبكستان يومى 21 و24 فبراير، ثم يغادر الإمارات متوجهاً إلى إسبانيا لأداء مباراة ودية ثالثة يوم 28 من الشهر نفسه. ولن يتأثر المنتخبان الأول والأوليمبى فقط بتجميد الدورى وتأجيله لأجل غير مسمى وإنما سيتأثر منتخب الشباب أيضاً الذى يضم عدداً من اللاعبين يشاركون مع أنديتهم فى الدورى الممتاز على رأسهم صالح جمعة ومحمود عبدالمنعم كهربا.. إلى جانب أن التجميد لم يكن قاصراً على الدورى الممتاز فقط، وإنما الدورى بجميع درجاته ومسابقات الشباب والناشئين أيضاً وهو ما يضرب منتخب الشباب فى مقتل، خاصة أنه لم يجد العناية والرعاية الكافية من جانب اتحاد الكرة فى الفترة الماضية ولم يكن إعداده بالشكل المطلوب. وإلى جانب كل هذا فقد أصبحت جميع هذه المنتخبات بلا أب شرعى فى ظل إقالة مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالى برئاسة سمير زاهر، وبات برنامج إعداد تلك المنتخبات مهدداً بالفشل وعدم دخول حيز التنفيذ، حيث يستدعى السفر وأداء المباريات الودية والمعسكرات توقيع «شيكات» وغير ذلك ولم تعد هناك جهة بإمكانها أن تفعل ذلك حالياً. وليت الأمر قاصراً على المنتخبات فقط ولكن امتد إلى بعض الأندية ومنها نادى الزمالك الذى تنتظره مباراة أمام «يانج أفريكانز» التنزانى يوم 18 فبراير فى الدور التمهيدى لدورى رابطة الأبطال الأفريقى. وحتى لو لعب الزمالك مباريات ودية فلن تعوضه عن مباريات الدورى لأن المباريات الرسمية تختلف عن الودية وبالطبع فإن مردود المباريات الودية على اللاعبين أقل بكثير.