لا يمكن تسمية ما يحدث حالياً في مصر سوى أنه مؤامرة كبيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى أبطالها أناس يملأ قلوبهم الحقد و الضغينة والكراهية لذلك الشعب العظيم .. والأيادي القذرة لهؤلاء الخونة واضحة تماماً في كل ما تعرضت له مصر العظيمة من أحداث بداية من موقعة الجمل والحمير أبطالها والجلابية وماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود وأخيراً بورسعيد وإذا دققنا النظر في كل هذه الأحداث نجد أنها متشابهة تماماً في عدم تدخل قوات الأمن لحماية الشعب إن لم تكن تلك القوات طرف رئيسي في هذه الأحداث كما حدث في محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها. وما حدث في بورسعيد وهذا التواطؤ الكبير من قوات الأمن وفتح الأبواب على مصراعيها دون أي نوع من الرقابة أو التفتيش كما يحدث في المباريات العادية وعدم إتخاذ القرار الصارم من القيادات الأمنية بمنع أول مجموعة حاولت إقتحام الملعب وعدم التدخل لا من قريب أو من بعيد يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن هناك تواطؤ أمني واضح كما حدث تماماً في موقعة الجمل التي مر عليها عام بالتمام والكمال و كأن هؤلاء الخونة الأقذار يريدون أن يرسلوا برقية بمناسبة مرور عام على موقعة الجمل والتي لم تكشف التحقيقات عن المتورط الحقيقي فيها وإن أشارت أصابع الاتهام إلى بعض الشخصيات من رموز النظام السابق لكن حتى الآن لن تسفر تلك المحاكمات الهزلية عن أي شيء يؤكد جديتها .. و يبدو أن من بيدهم القرار يعولون كثيرا على زيارة عزرائيل لهؤلاء قبل النطق بالحكم و الذي قد تستغرق سنوات ومعها يستمر نزيف الدم في الشارع المصري .. و يقول علماء الإدارة و التخطيط أذا أردت أن تقتل موضوعاً فشكل لجنة أو أطلب إعداد دراسة ومع الوقت يضيع الهدف من إنشاء هذه اللجنة أو تلك الدراسة وما أكثر اللجان التي تم تشكيلها و لكن أين نتائجها؟ كفانا استخفافا بعقول الشعب وكفانا هدراً لأرواح أخواننا وأبنائنا ونقول ألهذه الدرجة انعدمت المروءة في نفوسكم أم انعدمت الوطنية في مشاعركم أم انعدمت الأحاسيس في قلوبكم ولم يكن فيكم رجل رشيد يتحمل المسئولية ويعلن عن تلك المسئولية. وباعتباري واحداً من أبناء بورسعيد الباسلة أستطيع أن أؤكد أنه لا يمكن أن تخرج هذه الأفعال الإجرامية من ذلك الشعب الذي ضحى بأرواح ودماء أبنائه في كل الحروب التي مرت بها مصر من أجل مصر وضرب أبناء بورسعيد على وجه التحديد أروع أمثلة التضحية والفداء أمام العالم كله .. وإذا لم يتحمل المجلس العسكري هذه المسؤولية فمن سيتحملها الحكومة ؟ وإذا لم تتحملها فهل سيتحملها وزير الداخلية وإذا لم يتحملها فهل سيتحملها المحافظ ...على العموم اختاروا أياً منكم، ولك الله يا مصر ...... ---------- مدير مكتب الوفد في الكويت