اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء بتطورات الاحداث في مصر وسوريا ، ونشرت مقالات تتحدث عن مواصفات الرئيس القادم في مصر ، وسعي حزب "النور" السلفي للوصول الى الحكم ، هذا فضلا عن اهتمامها بالأزمة السورية وانعقاد جلسة مجلس الامن لمناقشة قرار المشروع العربي المطالب برحيل الرئيس بشار الاسد. الرئيس القادم أشار الكاتب علي ابراهيم في مقال نشرته صحيفة "الشرق الاوسط" تحت عنوان "رئيس منور لمصر" الى تصريحات مرشد الإخوان محمد بديع التي أعرب فيها عن مرشح توافقي، وتمنيه ألا يترشح أحد محسوبا على التيار الإسلامي، حرصا على مصلحة مصر التي أصبحت تحت المجهر وقد تُستهدف لذلك كما حدث لحماس في غزة. ويقول الكاتب:" كلام المرشد، على الرغم من أنه جاء أشبه بالتمني وغير معروف ما إذا كان ذلك هو الموقف النهائي للجماعة وحزبها السياسي، فإنه يحمل رسالتين للداخل والخارج بأن الجماعة لا تريد الاستئثار السياسي بعد أن أصبحت الكتلة الأكبر في البرلمان، فلا داعي للقلق، على الأقل في المرحلة الحالية". لكن هذا الكلام، كما هو ظاهر من بيانات القوى السياسية الأخرى الإسلامية، لم يعجب البعض، خاصة السلفيين الذين فاجأوا الجميع، بمن في ذلك الإخوان أنفسهم، بالنسبة الكبيرة التي حصلوا عليها في مقاعد البرلمان في الانتخابات البرلمانية، والتي وضعت حزبهم الرئيسي (النور) في المركز الثاني تماما بعد الإخوان من حيث عدد المقاعد. فعلى حد تصريحات أحد قادة السلفيين في شريط متداول، فإن السلطة فرصة تاريخية متاحة حاليا للإسلاميين يجب انتهازها فورا وإلا ضاعت، وقد لا تتكرر الظروف التي تسمح بذلك، ولا تصح معها سياسة التدرج التي يقال إن الإخوان يتبعونها حتى يتمكنوا من إقناع المجتمع بهم، وحتى شباب الإخوان أنفسهم تشير بعض البيانات إلى أنه لم يعجبهم كلام مرشدهم". توافق جديد وتحت عنوان "مصر تحتاج الى توافق وطني جديد" نشرت صحيفة "الخليج" الاماراتية مقال للكاتب محمد السعيد ادريس يشير فيه الى التوقعات السلبية التي سبقت الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب ، موضحا ان الاعلام الرسمي كان يسعى لترويع المواطنين للوقيعة بين الشعب وشباب الثورة لتحميلهم مسئولية التردي الامني والحيلولة دون عودة الشعب إلى الانخراط مجدداً في مطالب الثورة والمطالبة بتحقيق ما لم يتحقق من أهداف. ويقول الكاتب: "الأزمة يمكن أن تتجدد والخطر يمكن أن يعود، فما حدث من تلاقٍ بين مجلس الشعب والثوار عبر ما أثبته المجلس في جلسته الافتتاحية على لسان رئيسه، وما أكده في جلسة اليوم الثاني من التزام بالثورة وأهدافها، ومن إصرار على استمرارية الثورة، ورفض للمحاكمات الهزلية التي تجري لرئيس النظام السابق وحاشيته، والمطالبة بمحاكمته محاكمة ثورية، وتشكيل لجنة تقصي حقائق للبحث في كل شيء يخص المحاكمات وما حدث من حجب متعمّد للمعلومات والأدلة والقرائن الاتهامية، والمطالبة بنقل مبارك إلى مستشفى سجن طرة، ومعالجة مصابي الثورة في المستشفى نفسه الذي يقيم فيه مبارك بدلاً من إجبارهم على تسوّل العلاج من الحكومة، كل هذا كان ينبئ بأن مجلس الشعب هو مجلس للثورة، وأن الشرعية الثورية ممتدة من ميدان التحرير إلى المجلس، وأن المجلس يقرّ باستمرار الثورة حتى تحقيق كل الأهداف . لكن المأزق الراهن هو صعوبة قبول المجلس بتولي السلطة التنفيذية إلى جانب السلطة التشريعية التي حصل عليها ". وأضاف "تحديات صعبة، ومواقف قد لا تجد حلاً بديلاً غير دعوة الدكتور محمد البرادعي، عقب إعلان إنسحابه من المشاركة في الانتخابات الرئاسية، بإجراء حوار بين الثوار والبرلمان والمجلس العسكري والحكومة باعتبار أن مثل هذا الحوار “مفتاح للتوافق الوطني” على أجندة عمل وطنية جديدة، لكن مشكلة هذه الدعوة أنها تواجه هي الأخرى صعوبة التوافق على أجندة حوار مشتركة ومطالب توافقية مع اتساع فجوة الثقة بين شباب الثورة والمجلس العسكري، وإصرار أغلبية هؤلاء الشباب على مطلب التسليم الفوري للسلطة". الفيتو الروسي وعن الشأن السوري نشرت صحيفة "القدس العربي" مقالا للكاتب عبدالباري عطوان تحت عنوان "سوريا وما بعد الفيتو الروسي" يشير فيه الى بدء مجلس الأمن الدولي اليوم مناقشة مشروع القرار العربي الذي يطالب الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي عن الحكم، وتسليم صلاحياته لنائبه السيد فاروق الشرع، تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية، والاعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية في غضون بضعة اشهر. ويقول الكاتب:" هناك طوقان للنجاة يعتمد عليهما النظام السوري حاليا، الاول هو الدعم الروسي في الاممالمتحدة المتمثل في 'الفيتو' لمنع اي عقوبات اقتصادية دولية، او صدور قرار بتدخل عسكري يؤدي الى اسقاطه، والثاني هو ايران، التي ذكرت قيادتها بأنها ترتبط بهذا النظام بمعاهدة دفاع مشترك".لا نعرف حدود الالتزام الروسي بالوقوف في الخندق الرسمي السوري على الصعيدين الزمني والعسكري، ولكننا نستطيع ان نستنتج بأنه التزام قوي حتى الآن، لان القيادة الروسية خسرت الكثير من مصداقيتها في المنطقة بعد تخليها عن حلفائها العرب مثل الزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس العراقي صدام حسين، وقد لا تريد ان تخسر ما تبقى منها، اللهم الا اذا حصلت على عروض تعويضية لا يمكن رفضها، مالية واستراتيجية، منفردة او مجتمعة. وأضاف "السيناريوهات المتوقعة بعد فشل التدويل شبه المحتم، ربما تكون مرعبة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، لان المرحلة المقبلة هي مرحلة 'كسر عظم'، لان كل الاطراف المتورطة فيها، من هذا الجانب او ذاك، لا تريدها، اي الأزمة، ان تطول، ولذلك تسعى الى الحسم مهما كانت التكاليف". رحيل الطاغية ونشرت صحيفة "الشرق الاوسط" مقالا للكاتب طارق الحميد تحت عنوان "الجميع يستعد لرحيل الاسد" ، يتحدث عن استعداد الجميع لمرحلة ما بعد طاغية دمشقبشار الاسد ، موضحا ان هذا الأمر بات واضحا سواء بالنسبة لحماس، أو الأكراد، وحتى البعض في لبنان، والأهم مؤخرا هو ما بات يصدر من إيران نفسها، فالجميع بدأ يقفز من المركب، ومن لم يفعل فإنه يستعد لذلك. ويقول الكاتب: "بالنسبة للأكراد، فها هو مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، يدعو في كلمة له في مؤتمر الجاليات الكردية السورية بالخارج، والذي بدأ أعماله السبت الماضي بمدينة أربيل بحضور ممثلي الأحزاب ال11 المنضوية في إطار المجلس الوطني الكردي السوري، إلى نبذ خلافاتهم والابتعاد عن الحزبية الضيقة، ومشترطا توحيد الصف الكردي السوري ضمانا لحصول الدعم من قيادة إقليم كردستان" ، أما لبنان، فقد طال صمت عون، ونبيه بري.. بل ومن يذكر بري الآن؟ وبالنسبة لحماس فها هو زعيم الحركة خالد مشعل يصل للأردن بصحبة ولي العهد القطري بعد غياب 12 عاما، ويبدو أن ولي عهد قطر اصطحبه معه كضامن لحسن السيرة والسلوك في قادم الأيام، خصوصا أن مشعل بات ساكنا للفنادق بعد أن غادر دمشق، منذ اندلاع الثورة السورية. أما بالنسبة لإيران، فها هو وزير خارجيتها، علي أكبر صالحي، يقول في مؤتمر صحافي على هامش قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية إنه يتعين على النظام الأسدي "إجراء انتخابات حرة. يجب أن يكون لديهم الدستور المناسب ويجب أن يسمحوا لأحزاب سياسية مختلفة بممارسة أنشطتها بحرية في البلاد".