سلطت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم السبت الضوء على تصاعد الازمة السورية ونشرت تقارير ومقالات تتحدث عن التفجير الانتحاري الذي وقع وسط "دمشق" في ظل وجود المراقبون العرب، منتقدة استغاثة الامين العام للجامعة العربية بحركة حماس للوساطة الى الرئيس بشار الاسد من اجل وقف العنف ضد السوريين العزل، هذا فضلا عن اهتمامها بالحرب التي تثيرها ايران مع الخليج من خلال تصريحاتها المثيرة والتي تهدد بغلق مضيق هرمز . تصاعد العنف تحت عنوان "يوم طويل من القتل" اشارت صحيفة "الحياة" اللندنية في تقرير نشرته على صدارة صفحاتها الاولى الى وقوع التفجير الانتحاري وسط دمشق وتبادل السلطات السورية والجهات المعارضة الاتهامات بشأن المسئولية عن العملية. ويقول التقرير" خلال اقل من اسبوعين وقع انفجار قوي وسط دمشق امس ادى، بحسب الرواية الرسمية، الى سقوط 26 قتيلاً على الاقل واكثر من 60 جريحاً. ولوحظ ان هذا التفجير، مثل التفجيرين السابقين اللذين استهدفا مركزين امنيين في حي كفرسوسة، وقع نهار الجمعة في وقت تتجمع فيه حشود للسير في تظاهرات مناهضة للنظام بعد الصلاة. وقال التليفزيون السوري إن انفجارا امس كان نتيجة عملية نفذها انتحاري في حي الميدان القديم وسط العاصمة، واستهدفت احدى الحافلات التي كانت تنقل مجموعة من العناصر الامنية. والمعروف ان حي الميدان يشهد عادة تظاهرات في ايام الجمعة. وكان شعار تظاهرات امس ان تنصروا الله ينصركم. التدويل مطلبنا". وساطة مشعل انتقد الكاتب طارق الحميد في مقال نشرته صحيفة "الشرق الاوسط" استغاثة الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي بحركة حماس لإيصال رسالة مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الى الرئيس بشار الاسد من اجل اقناعه بضرورة وقف العنف ضد السوريين العزل. ويقول الكاتب: "إن تستعين الجامعة العربية، وأمينها العام نبيل العربي، بحركة حماس الإخوانية لإيصال رسالة مع خالد مشعل إلى بشار الأسد من أجل إقناعه بضرورة وقف العنف ضد السوريين العزل، فإن ذلك يعني، وبكل بساطة، أمرين اثنين؛ الأول أن نظام بشار الأسد بات مرعوبا فعلا من اقتراب لحظة سقوطه، والأمر الثاني هو فشل الجامعة العربية، وأمينها نفسه، وبشكل واضح". واضاف "وطالما أن هذا هو مستوى الجامعة العربية، وهذه هي العقلية التي تدار بها، فعلينا ألا نفاجأ غدا في حال استعانت الجامعة العربية بزعيم حزب الله حسن نصر الله من أجل إقناع إيران بعدم إغلاق مضيق هرمز! حقا إنه أمر محزن، ومعيب والله". التدخل الدولي من جهته اشار الكاتب عبد العزيز بن عثمان بن صقر في مقال نشرته "الشرق الاوسط" الى ان السيناريو الاقرب في سوريا هو ان الحل سيكون عبر التدخل الاجنبي وباستخدام القوة العسكرية بعد ان استنفدت كل الاوراق الااقليمية اغراضها. ويقول الكاتب: "مراهنة النظام السوري على مواقف وتأييد روسيا والصين سوف تنتهي إلى الفشل أيضا ولن يستمر دور موسكو وبكين المتعاطف إلى ما لانهاية، وبدأت التحركات الغربية تجدي مع موسكو التي تريد أن تقبض الثمن، وهذا عُرفٌ مشروع في العلاقات الدولية بين القوى الكبرى أو ذات التأثير على مجريات الأحداث العالمية وسبق تطبيقه في أكثر من حالة كانت طرفها موسكو". واضاف "بالتبعية سوف تشهد مرحلة ما بعد التدخل الدولي لإسقاط النظام السوري إضعاف حزب الله اللبناني، أو تضييق الخناق عليه ما قد يفككه على المدى البعيد أو على أقل تقدير تحجيمه والتسريع بتنفيذ مطالب الدولة اللبنانية بتسليم سلاح الحزب ودمج عناصره - في حالة قبولهم - في الجيش اللبناني". التغيير السياسي في سوريا وسقوط نظام البعث الذي حكم البلاد لفترة تجاوزت أربعة عقود سيترك نتائج جذرية تؤدي إلى إعادة ترتيب توازنات القوى على المستوى الإقليمي. تغيير النظام في سوريا لا يعد شأنا داخليا فقط، فالدور الذي لعبه مثلث التحالف الإيراني - السوري - حزب الله، خلال العقود الزمنية الماضية في التأثير على سير التطورات الإقليمية كان دورا لا يمكن إغفاله. وغياب سوريا عن هذا التحالف سيؤثر سلبا وبشكل جذري على أطراف التحالف الأخرى. صعود الإخوان وعن صعود التيار الاسلامي تحت قبة البرلمان يتساءل الكاتب عصام نعمان في مقال نشرته صحيفة "الخليج" الاماراتية لماذا تقلق اسرائيل لصعود الاخوان المسلمين ، مشيرا الى دعوة صحيفة اسرائيلية للرئيس الامريكي باراك اوباما الى ان يغير تعاطيه الساذج مع صعود الاخوان الى السلطة في العالم العربي. ويقول الكاتب:" مصر ليست هاجس إسرائيل وحدها، ذلك أن روسيا والصين تبديان اهتماماً شديداً بمتابعة ما يجري في مصر وفي الشرق الأوسط عامةً . وفي رأي رئيس المجلس اللواء في الاحتياط يعقوب عميدرور، “ينبغي الاستعداد لوصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في أغلبية الدول العربية، وفي مقدمها مصر” . في هذا السياق كلفت وزارة الخارجية “الإسرائيلية” سفيرها في القاهرة يعقوب أميتاي بفتح حوار مع “الإخوان المسلمين” وحزب النور السلفي ". واضاف "ثمة هاجسان آخران يعززان قلق “إسرائيل” إزاء صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر . الأول صلة حركة “حماس” الحميمة بالإخوان المسلمين، والثاني إمكانية توصل حكومة الإخوان المقبلة إلى اتفاق ضمني مع “حماس” يقضي بالسماح لها ولتنظيمات فلسطينية أخرى متحالفة معها، إضافة إلى القوى المصرية المتعاطفة مع المقاومة الفلسطينية، باستخدام شبه جزيرة سيناء كساحة ومنطلق لشن عمليات قتالية ضد الكيان الصهيوني ". حالة استنفار ومع تصاعد التهديدات الايرانية بغلق مضيق هرمز تحدث الكاتب عبد الرحمن الراشد في مقال نشرته "الشرق الاوسط" تحت عنوان "خنق ايران واغلاق مضيق هرمز" ويقول الكاتب: "ما أصاب إيران في الأسابيع الماضية، من حظر التعامل مع بنكها المركزي الإيراني أوروبيا، وأخيرا أميركيا، مدمر مثل قصف طهران بقنبلة نووية صغيرة. يمثل أعلى مستويات الصراع مع نظام طهران وأكثرها إيذاء له منذ نهاية الحرب العراقية - الإيرانية قبل 23 عاما. ولهذا توجد حالة استنفار صامتة تحسبا لخطوة مضادة من قبل إيران التي هددت بأنها سترد بإغلاق مضيق هرمز. الممر الحيوي لاقتصاد العالم تشرف عليه دولتان، إيران وسلطنة عمان، ويعبر من خلاله نحو خمس بترول العالم. بسبب الحظر الجديد لم يعد سهلا على حكومة أحمدي نجاد أن تقبض ثمن البترول الذي تبيعه في أسواق العالم، لأن الدولارات واليوروات تمر عبر البنوك الغربية ويمنع أن تحول للمصارف الإيرانية". واضاف"وفي حال لجوء إيران إلى الخيار الثاني، المواجهة العسكرية، لفك الحصار في الخليج، فإنها ستكون حربا تدميرية، والأرجح أنها الفاصلة ضد نظام الثورة الخمينية، مما يجعلها مستبعدة. فالقيادة الإيرانية قد تكون طورت ترسانتها العسكرية، وحسنت صناعتها الحربية، مع هذا يبقى ميزان القوة ضدها.. أمامها قوات معظم دول الخليج العربية مع القوات الأميركية والغربية الأخرى، وجميعها تخوض حربا مصيرية أيضا في مياه الخليج وليس فقط فك ممر هرمز".