استطاع المايسترو صالح سليم أن يخطف قلوب الجمهور مرتين، أولهم عندما داخل المستطيل الأخضر وقدم آداءً كرويًا انفرد به بين أبناء جيله، وسجل مايزيد عن 101 هدفًا، وتوج ملكًا علي عرش القلعة الحمراء، وأدار النادي الأهلي ووصل بالمارد الأحمر إلى البطولات الدولية والعالمية ووضعه على منصات التكريم العالمية وحفر اسمه بحروف من نور في قلوب عشاق كرة القدم بمصر و الوطن العربي بعد أن ترك ميراثًا مُشرفًا من النجاحات والمباديء والقيم يُدرس حتي الآن. ونجح "المايستور" صالح سليم في خطف قلوب الجماهير مرة ثانية عندما جسد شخصية "أحمد" الشاب فاقد البصر المتشكك بفيلم "الشموع السوداء"، هذا الشاب الذي فقد نظره بحادث فى أعقاب اكتشافه لخيانة حبيبته، وقدم لحظات الانكسار واليأس والقوة و الضعف بعد أن فقد قلبه ونظره بسبب الخيانة في مشاهد مازالات عالقة بأذهان المشاهدين حتي الآن . وحققت الشخصية نجاحًا كبيرًا بعد عرض الفيلم آنذاك حتى أن بعض المشاهدين اعتقدوا أن الراحل صالح سليم كفيف بالفعل وكان هذا مدلول كبير علي نجاح الشخصية وأصبح الفيلم أيقونة من الأيقونات الرومانسية في السينما المصرية. تمر اليوم الذكرى ال 15 لرحيل المايسترو الفنان صالح سليم، "بوابة الوفد" تعرض أهم المحطات بحياة أسطورة كرة القدم والفن المايسترو صالح سليم . مشواره الكروي ولد المايسترو صالح سليم في 11 من سبتمبر عام 1930 لأسرة ارستقراطية وتوفي في 6 مايو 2002، والتحق بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي عام 1944 وانتقل في نفس العام لصفوف الفريق الأول حيث لعب بالفريق الأول حتى عام 1963 قبل أن يترك النادي للاحتراف في فريق جراتس بالنمسا، ثم عودته مرة أخرى للنادي الأهلي وإكمال مسيرة نجاحه حتى عام 1967 حيث قرر اعتزال لعب كرة القدم. ولعب صالح سليم أول مباراة له ضد نادي المصري عام 1948 وانتهى اللقاء بفوز النادي الأهلي بثلاثة أهداف نظيفة، لعب أول مباراة رسمية له مع النادي الأهلي في أول بطولة دوري رسمية عام 1948 أمام نادي الجالية اليونانية بالإسكندرية لم تتوقف مسيرة صالح سليم بالاعتزال، حيث استمر بالنادي كمدير للكرة عام 1971 حتى عام 1972 حين قرر خوض انتخابات مجلس إدارة النادي الأهلي بعد انتخابه لعضوية مجلس الإدارة. واستطاع الفوز برئاسة مجلس إدارة النادي الأهلي واستمر في رئاسة النادي الأهلي حتى عام 1988 حين قرر الابتعاد عن الساحة وترك الفرصة للآخرين لخوض التجربة، إلا أنه لسوء نتائج النادي الأهلي كان من اللازم عودة صالح سليم لإعادة الاستقرار مرة أخرى للنادي الأهلي وكان ذلك في العام 1990. معشوق الجماهير بشعاره المعروف "الأهلي فوق الجميع"، ومقولته الشهيرة " الأهلي ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه" حاز صالح سليم احترام ومحبة مشجعي ومتابعي الكرة في مصر، وليس مشجعي النادي الأهلي فقط، بإخلاصه وحبه للنادي الأهلي وعطائه الذي استمر حتى وفاته عام 2002. إنجازاته كان صالح سليم دائمًا من ضمن القائمة الأساسية للنادي الأهلي والمنتخب المصري حتى اعتزاله عام 1967، استطاع أن يحقق مع النادي الأهلي 11 بطولة دوري من أصل 15 بطولة شارك فيها منذ بداية الدوري المصري لكرة القدم عام 1948، وحقق بطولة كأس مصر 8 مرات، كما أحرز مع فريقه كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961. المنتخب وعلى المستوى الدولي انضم المايسترو صالح سليم إلى منتخب مصر لكرة القدم عام 1950، وكان قائد الفريق الذي فاز بكأس بطولة الأمم الأفريقية عام 1959 بالقاهرة، كما شارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأولمبية بروما عام 1960. وسجل 101 هدف في حياته الكروية، منهم 9 أهداف سجلها خلال فترة احترافه في النمسا مع فريق جراتس، و 92 هدفًا أحرزهم مع النادي الأهلي في بطولتي الدوري والكأس. 7 أهداف في لقاء حقق صالح سليم إنجازًا شخصيًا كونه اللاعب الوحيد الذي أحرز سبعة أهداف في لقاء واحد، وكان ذلك أمام النادي الإسماعيلي، في مباراة أحرز فيها الأهلي ثمانية أهداف، كما أن لصالح سليم إنجازين شخصيين آخرين هما أكبر عدد من البطولات يحرزها نادي في عهد رئيس واحد وهو 53 بطولة، وإحرازه هو وجيله من اللاعبين الدوري 9 مرات متتالية، وهو رقم لم يكسر حتى الآن. تاريخه الفني شعبية صالح سليم كانت هي السبيل لجذبه للمجال الفني والسينمائي وشارك في عدة أفلام سينمائية منها فيلم "السبع بنات"، "الشموع السوداء" أمام الفنانة نجاة الصغيرة، "الباب المفتوح" أمام سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة. وتلقى بعد ذلك الكثير من العروض من قبل أصدقائه الممثلين والمخرجين للقيام بتمثيل أدوار أخرى في السينما، لكنه رفض كل العروض التي قدمت له بهذا الخصوص مؤكداً أنه "غير ناجح" على الصعيد الفني.