روحه تملأ جدران النادي الأهلي، رغم مرور 13 عامًا على رحيله، المبادىء التي أرساها وظل سائرًا عليها، لازالت إدارة النادي الأهلي تتمسك بها حتى الآن، يعشقه الصغير قبل الكبير.. إنه مايسترو الكرة المصرية صالح سليم. تطل علينا، اليوم الأربعاء، 6 مايو، الذكرى الثالثة عشر، لرحيل مايسترو الكرة المصرية، أبرز رموز الرياضة المصرية والعربية. وُلد صالح سليم، 11 سبتمبر 1930، كان والده الدكتور محمد سليم ووالدته السيدة زين الشرف من العائلة الهاشمية ووالدها من أشراف مكةالمكرمة. التحق صالح سليم، بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي عام 1944 وانتقل في نفس العام لصفوف الفريق الأول حيث لعب بالفريق الأول حتى 1963 قبل أن يترك النادي للاحتراف في فريق جراتس بالنمسا، ثم عاد مرة أخرى للنادي الأهلي لإكمال مسيرة نجاحه حتى عام 1967 حيث قرر اعتزال اللعب. "الشموع السوداء" لن تنطفىء بعد شعبية صالح سليم كانت السبيل لجذبه للمجال الفني والسينمائي وشارك في عدة أفلام سينمائية منها فيلم السبع بنات، وفيلم الشموع السوداء أمام الفنانة نجاة الصغيرة، وفيلم الباب المفتوح أمام سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة. الجدير بالذكر أن صالح سليم تلقى الكثير من العروض من قبل أصدقائه الممثلين والمخرجين للقيام بتمثيل أدوار أخرى في السينما، لكنه رفض كل العروض التي قدمت له بهذا الخصوص مؤكداً أنه "غير ناجح" على الصعيد الفني. مسيرته في إدارة الأهلي لم تتوقف مسيرة صالح سليم بالاعتزال، حيث عمل بالنادي كمدير للكرة عام 1971 حتى عام 1972 حين قرر خوض انتخابات مجلس إدارة النادي الأهلي بعد انتخابه لعضوية مجلس الإدارة، وحصل على نسبة 45% من الأصوات بفارق ضئيل عن رئيس النادي الفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجي. لم ييأس صالح سليم، بل خاض الانتخابات للمرة الثانية في عام 1980 واستطاع الفوز برئاسة مجلس إدارة النادي الأهلي، وسانده نجوم النادي الأهلي في ذلك الوقت مثل محمود الخطيب، ومصطفى يونس، وثابت البطل، ومجدي عبد الغني والكثير من أعضاء النادي الذين زاد عددهم بصورة كبيرة. واستمر سليم في رئاسة النادي الأهلي حتى عام 1988 حين قرر الابتعاد عن الساحة وترك الفرصة للآخرين لخوض التجربة، إلا أنه لسوء نتائج النادي الأهلي كان من اللازم عودة صالح سليم لإعادة الاستقرار مرة أخرى للنادي الأهلي وكان ذلك في عام 1990، لاسيمًا وأنه شهد له الفضل في تحقيق أغلب بطولات النادي خلال فترة تواجده به. وقاد صالح سليم الأهلي حتى عام 1992، وجرت الانتخابات أعوام 1996 و2000 واستطاع صالح سليم باسمه وإنجازاته إحلال الاستقرار داخل النادي الأهلي. 11 دوري و8 كأس.. وأحرز 101 هدف استطاع صالح سليم أن يحقق مع النادي الأهلي 11 بطولة دوري من أصل 15 بطولة شارك فيها صالح منذ بداية الدوري المصري لكرة القدم عام 1948، وكذلك حقق مع النادي الأهلي بطولة كأس مصر 8 مرات، كما أحرز مع فريقه كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961. على المستوى الدولي انضم صالح سليم إلى منتخب مصر لكرة القدم عام 1950، وكان قائد الفريق الذي فاز بكأس بطولة الأمم الأفريقية عام 1959 بالقاهرة، كما شارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأولمبية ب روما عام 1960. سجل صالح سليم 101 هدف في حياته الكروية، منهم 9 أهداف سجلها خلال فترة احترافه في النمسا مع فريق جراتس، و92 هدفًا أحرزهم مع النادي الأهلي في بطولتي الدوري والكأس. اللاعب الوحيد الذي أحرز 7 أهداف في مباراة واحدة حقق صالح سليم إنجازًا شخصيًا كونه اللاعب الوحيد الذي أحرز سبعة أهداف في لقاء واحد، وكان ذلك أمام النادي الإسماعيلي، في مباراة أحرز فيها الأهلي ثمانية أهداف، كما أن لصالح سليم انجازين شخصيين آخرين هما أكبر عدد من البطولات يحرزها نادي في عهد رئيس واحد وهو 53 بطولة، وإحرازه هو وجيله من اللاعبين الدوري 9 مرات متتالية، وهو رقم لم يكسر حتى الآن. مُشرع قانون "المبادئ": "الأهلي فوق الجميع" وضع المايسترو حجر الأساس لميثاق الشرف الذى تسير عليه القلعة الحمراء حتى الآن، وبحنكته العالية فى الإدارة أقر وثيقة تغليب القيم والمبادئ وإعلاء شأن الكيان وأجبر من تبعوه على الحذو حذوه، حيث أقر شعار القلعة الحمراء، "الأهلى فوق الجميع"، وهو الشعار الذى لا يزال قائما حتى الآن وهو سبب النجاحات الكبيرة التى تحققت لقلعة الجزيرة على مدار 108 سنة منذ نشأته فى 1907 حتى الآن، حيث يتم تغليب مصلحة الكيان على أى مصالح خاصة وإعلاء قيمة، وهذا هو سر النجاح والذى ميزه عن كل الأندية الأخري، ويحاولون سلك منهجه لنقل التجربة الناجحة إلى الكيانات الأخرى القائمة، وأكبر دليل على ذلك رئيس القلعة الحمراء، الذى يعمل جاهدا على تطبيق التجربة الصالحية داخل جدران ميت عقبة، لتحقيق المعادلة التى لم يسهل تطبيقها فى القلعة البيضاء وهى تغليب مصلحة الكيان على مصلحة الأشخاص. سر تعلق الجماهير به: بعقلية ادارية محترفة مهد المايسترو لوضع التشريعات التى على ضوئها يتم إدارة القلعة الحمراء، وكان يرى أن قوة الأهلى فى جمهوره، وهو صاحب المقولة الشهيرة، "الأهلى ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه"، وسار المايسترو أيقونة الجماهير الحمراء الذى زرع فيهم حب الكيان ومعنى الانتماء له وماذا يمثل الكيان فى عيون محبيه، وعلم اللاعبين الذين ارتدوا قميص الأهلى معنى روح الفانلة الحمراء، وهى التى تفرض نفسها على البطولات التى يحققها المارد الأحمر.