بات انتشار الباعة الجائلين بمحيط محطات مترو الأنفاق بخطوطها المختلفة، مشكلة تؤرق راحة المواطنين وتسبب الضيق والضجر لهم، كما أنها أزمة مستمرة للمسئولين الذين لم يجدوا لها حل، فتلك الوسيلة الحيوية يستخدمها الملايين يوميًا وتعتبر إحدى وسائل النقل التي لا يمكن الاستغناء عنها. ومن أبرز المحطات التي تعاني من الباعة، محطة سعد زغلول بالخط الأول، تلك المحطة التي تحيطها العديد من المباني المهمة والوزارات، فيتمركز الباعة بمداخل ومخارج المحطة، كما يستخدمون أسوار المحطة لوضع بضائعهم عليها دون أدنى خوف من العواقب لأنهم اعتادوا على فعل ذلك دون أن يصيبهم عقابا. وعبَّر الكثير من الموظفين عن استيائهم الشديد من انتشار الباعة بالمترو، حيث إنهم يعيقون حركتهم أثناء توجههم لعملهم بجانب احتلالهم الشارع وتعاملهم معه بأنه جزء من ممتلكاتهم، والطبيعي أنه ملك للعامة وليس لهم، بجانب ممارسة أسلوب البلطجة والمشاجرات مع من يفكر أن يعترض على وضعهم. ويذكر أنه عقب ثورة يناير 2011، تمركزوا بالشارع بصورة أكثر عشوائية وشعبية بنصب الكثير من الشوادر والأخشاب ليتحول شارع إسماعيل أباظة وغيره من الشوارع المحيطة بالمحطة مثل شوارع اسواق العتبة. وفي يوليو 2015 شنَّت محافظة القاهرة حملة موسعة لرفع الإشغالات بمحيط منطقة ضريح سعد ومحطة سعد زغلول، من عربات ومظلات وشوادر وترابيزات وفرش وغيرها، بجانب إخلاء الأرصفة التي كان الباعة مستحوذين عليها وإعادتها مرة أخرى للمارة. وشدد محافظ القاهرة الدكتور جلال مصطفي سعيد حينها، على رئيس حي السيدة زينب، بعدم السماح للباعة الجائلين بالعودة مرة أخرى، وإلزام أصحاب المحال بالأماكن المخصصة لهم وعدم التعدي على الأرصفة والشارع، وإخلاء الأرصفة تماماً للمشاة. ولكن مع مرور الوقت وهدوء الأوضاع عادت الحياة كما هي وكأن شيئا لم يكن، واستعاد الباعة سيطرتهم على الشوارع حتى العمومي منها كما كانوا لينصبوا الشوادر ويقتحموا حرمة الشارع ويحتلو الرصيف دون ترك مساحة للمارة، وأصبح محيط الوزارات مصابا بحالة من الفوضى والعشوائية التي تسئ للمكان بصورة كبيرة. وزارات سعد زغلول بمجرد تخطي قدميك خارج محطة مترو أنفاق سعد زغلول، ومع آخر درج السلم تصطدم بأحد الباعة من ضمن بائعين عدة يقفون عند مخرج المحطة، ثم تخرج لتجد نفسك وسط "سويقة"، غطت على ملامح الشارع ولم يظهر من الرصيف شيء. تكتشف سوقا متكاملة من خضار وفاكهة ومنتجات غذائية وملابس ومستلزمات منزلية وصحية، بل وأحذية وملابس كل ما تبحث عنه تجده بشارع إسماعيل أباظة بمحيط مترو سعد زغلول. وبمقابل بوابة الخزانة العامة الكائن على بعد خطوتين من مخرج المترو، ذلك المبنى المهم بالدولة يسده الكثير من الباعة ب "كراتين" بضائعهم المختلفة، دون اعتبار لأحد سواء كان موظفا أو مسئولا، فالباعة هناك يصطفون مع صباح كل يوم مستغلين أن تلك المنطقة التي تكتظ بالموظفين مما يضمن لهم مصدر رزق دائم. وبعد أن ينتهي يوم الموظفين وتقل حركة المشاة من الشارع يغلف الباعة بضائعهم ويتركونها بأماكنها واثقين من عدم المساس بها بضر باعتبار أنهم أصحاب ذلك الشارع والجميع على علم بذلك، يتركون خلفهم شارعا لا يجد من ينقذه من هولاء الباعة والبلطجية. الباعة داخل المترو داخل عربات المترو تصيب أذنك أصوات الباعة المرتفعة لعرض بضائعهم وكأنك تقف بسوق العتبة وكل بائع يعلو بصوته على الآخر لجذب الانتباه، سيدات ورجال وأطفال ومراهقين، الجميع باعة يحملون بضائع مختلفة منها الملابس وأدوات المطبخ واكسسوارات وأخرى مناديل لزوم التسول بطرق مختلفة. ويصيب ذلك الراكب بالضيق والضجر من هؤلاء الباعة خاصة بعربة السيدات التى لم يحترم البائع الرجل أن يقتحمها ويمر بين السيدات ذهابا وإيابا لبيع وعرض بضاعته مما يسبب الكثير من المشاجرات مع السيدات داخل العربة. وبالرغم من زيادة غرامة البيع داخل عربات المترو من 15 جنيها ل 100 جنيه، إلا أن هيئة المترو لم تنجح بالتصدي لهذه الظاهرة بل هناك من يلقى التهم على مسئولي المترو الذين يعلمون بوجود الباعة بل ويلتقوا بهم دون ردع، مؤكدين أنهم يتفقون معهم فيدفع البائع الغرامة ويستمر في البيع إلا في حالات التفتيش مثلا، أو وجود كبار المسئولين بالمترو. وتمنى عدد من الباعة الذين رفضوا التصوير لو أنهم يجدوا مصدر رزق ثابت لأنهم يعانون من التنقل كثيرا، مرجعين سبب لجوئهم للبيع داخل المترو لعدم توافر فرص عمل بالبلد وضيق الحال، بجانب أن الزبائن بالمترو يحبون الشراء من الباعة لأنهم يذهبون له دون عناء. كما قال البعض إنهم كباعة يدفعون الغرامة ويعودون للعمل مرة أخرى بعلم مسئولي المترو، بجانب أنهم ينتقلون من عربة لأخرى بالكثير من المحطات، ما يجعلهم يصلون لأكبر عدد من الركاب والزبائن.