رأت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية أن ما يقال عن سيطرة الأحزاب الإسلامية على دول الربيع العربي "مبالغ فيه"، لانه في كل الدول التي وصلوا لسدة حكمها يعلنون صراحة أنهم لا يتسطيعون أن يحمكوا بمفردهم، ويرغبون في تشكيل تحالفات مع مختلف القوى السياسية للمشاركة في إدارة البلاد. وقالت الصحيفة إن من يتحدث عن سيطرة الاحزاب الاسلامية على المشهدة السياسي في الدول التي شهدت ثورات خلال العام الحالي فهو واهم بشكل كبير، لأن هذه القوى مهما بلغت شعبيتها فإنها غير قادرة على مواجهة التحديات واعباء السلطة وحدها. وتطرقت الصحيفة إلى مواقف حزب "النهضة" في تونس وحركة الاخوان المسلمين في مصر والتي تسير نحو تشكيل اكبر كتلة سياسية في البرلمان المصري المقبل ازاء العديد مع القضايا مثل الشريعة والديمقراطية وهوية الدولة، وعن تجربة الإخوان المسلمين في الحكم، قال :إن" التحدي الاساسي الذي يواجه الاسلاميين في مصر ما زال ينتظرهم، فبعد عقود طويلة من النضال للوصول الى السلطة ها هي الان قاب قوسين او ادني بيدهم، ولكن التحدي هو كيف سيديرون الاقتصاد المصري المنهك ودولة ضعيفة بفعل عقود من سوء الادارة. فالاوضاع في تونس ومصر تبدو اقل جاذبية للاسلاميين للحكم بمفردهم في المستقبل القريب ولذلك قام حزب النهضة في تونس بتشكيل ائتلاف حكومي مع احزاب علمانية بينما يقول زعماء الاخوان في مصر انه لا يمكن لاي قوى سياسية بمفردها ان تحكم مصر نظرا لحجم المشاكل التي تواجهها مثل الفقر والبطالة المتفشية. ويأتي هذا الموقف متناقضا مع تصريحات لكبار مسؤولي الاخوان في مصر اكدوا فيها على حقهم في تشكيل الحكومة المقبلة في اعقاب المرحلة الثالثة والاخيرة لاعضاء البرلمان الشهر المقبل، كما أن الإخوان يحاولون النأي بانفسهم عن السلفيين الذين يمثلون ثاني اكبر قوة سياسية في مصر حاليا والمحوا إلى استعدادهم لتشكيل ائتلاف حكومي مع الاحزاب الليبرالية. ونقلت الصحيفة عن سعد كتاتني، القيادي في جماعة الإخوان قوله إن الحركة لا تشترط ان تقود الائتلاف الحكومي المقبل "لاننا لا ان نرغب بتكرار اخطاء الحزب الحاكم" الذي احتكر خلال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. وتوضح الصحيفة إن "التحدي الذي يواجه الاسلاميين في مصر هو التوفيق بين طموحاتهم الاسلامية من جانب وسياساتهم البرجماتية في مجالي الاقتصاد والسياسة من جهة، فهم لا يمكنهم المخاطرة بابعاد ذوي الكفاءات القادرين على قيادة الاقتصاد المصري والعديد منهم رجال اعمال ذوي توجهات ليبرالية كما يقول جون الترمان، المسؤول في مركز الابحاث الاستراتيجية والدولية الامريكي".