فى مثل هذا اليوم منذ 30 عاما، وبالتحديد مساء الخميس 13 نوفمبر 1986، وقفت حبيبة مصر «شادية» على مسرح الجمهورية لتشدو بآخر أغانيها «خد بإيدى» فى الليلة المحمدية، وكأنها كانت تدعو الله للتوبة والغفران. وفى عصر اليوم التالى قررت شادية اعتزال الفن تماماً، والامتناع نهائيا عن الظهور فى أى وسيلة إعلامية، واختارت طريق العبادة والتقرب إلى المولى سبحانه وتعالى. 30 سنة من الغياب والحضور فى نفس الوقت. صوت شادية مازال حاضرا فى كل المناسبات بأغانيها الوطنية الصادقة على رأسها «يا حبيبتى يا مصر» التى ألهبت حماس ملايين المصريين فى الثورتين وإبداعاتها الوطنية الأخرى «يا أم الصابرين»، «أقوى من الزمن» «مصر اليوم فى عيد»، «مصر نعمة ربنا»، «رايحة فين يا عروسة»، «عبر الهزيمة»، فضلاً عن مشاركتها فى نشيد الوطن الأكبر. والجيل الصاعد وحدث ولا حرج عن أغانيها العاطفية وإبداعاتها فى السينما. «شادية» كانت ومازالت فى قلب كل مصرى وعربى. 30 سنة مرت على اعتزالها، ومع ذلك شادية حاضرة، لأن الفن الحقيقى يبقى أبد الدهر مهما مرت السنون، صوتها العذب استعمر القلوب، وهى دائما كانت وما زالت حبيبة الملايين. الفنانة المعتزلة ظهرت لمرة واحدة فى مداخلة تليفونية عبر إحدى الفضائيات أثناء ثورة يناير 2011، لأنها شعرت بالخوف على مصر، وكان معها كل الحق لأنها بالفعل كانت وما زالت عاشقة لمصر.