تمر في هذه الآيام ذكرى تحرير الأقصى على يد صلاح الدين الأيوبي، الذي حرر المدينة المقدسة من الاحتلال الصليبي في شهر رجب عام 583 ه، الموافق شهر أكتوبر عام 1187م، حيث تمكن من تحريره بعد 91 عامًا من الاحتلال الصليبي، وتأتى هذه الذكرى في الوقت الذي مازال فيه الأقصى آسير ومُحتل على يد الصهاينة. من هو صلاح الدين الأيوبي؟ يعتبر الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين، المشهور بلقب صلاح الدين الأيوبي، قائد عسكري أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن، في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 سنة. قاد صلاح الدين عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر، وقد تمكن في نهاية المطاف من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس هزيمة منكرة في معركة حطين. ميلاد صلاح الدين ولد صلاح الدين في تكريت بالعراق عام 532 ه/1138م في ليلة مغادرة والده نجم الدين أيوب قلعة تكريت حينما كان واليًا عليها، ويرجع نسب الأيوبيين إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل مدينة دوين في أرمينيا، وقد أختلف المؤرخون في نسب العائلة الأيوبية. إعادة المسجد الأقصى بعد دخول صلاح الدين الأيوبي، إلى المسجد الأقصى – الذى حوّله الصليبيون إلى أسطبل للخيول – أمر بتطهيره وتنظيفه وتعطيره، وأعاد بناء محرابه، وجعله مُهيّأ لصلاة المسلمين، وأمهل الصليبيين 40 يومًا للخروج من القدس بعد أن دفعوا الفدية المقررة عليهم. أوامر الأيوبي عقب تحريره للقدس واستطاع صلاح الدين الأيوبى دخول القدس الشريف فى ال 27 من شهر رجب عام 583 هجريًّا، وذلك بعد الانتصار الكبير الذى حققّه فى معركة حطين، وبعد دخوله مباشرة إلى المدينة أصدر عدة أوامر، كان أولها إزالة كل ما فعله الصليبيون وما خلّفوه من تلفيات وتخريب فى مسجد قبة الصخرة الذى حوّلوه إلى كنيسة وأخفوا أثر قدمى النبى محمد "صلى الله عليه وسلّم" من على صخرة المعراج بقطعة من الرخام، كما أمر بإزالة الصليب المعدنى الذى وضعه المحتلون الذين سيطروا على المدينة لعدّة قرون أعلى القبة. سماحة الدين الإسلامى يشتهر صلاح الدين بتسامحه ومعاملته الإنسانية لأعدائه، لذا فهو من أكثر الأشخاص تقديرًا واحترامًا في العالمين الشرقي الإسلامي والأوروبي المسيحي، حيث كتب المؤرخون الصليبيون عن بسالته في عدد من المواقف، أبرزها عند حصاره لقلعة الكرك في مؤاب، وكنتيجة لهذا حظي صلاح الدين باحترام خصومه لا سيما ملك إنگلترا ريتشارد الأول "قلب الأسد"، وبدلاً من أن يتحول لشخص مكروه في أوروبا الغربية، أصبح رمزًا من رموز الفروسية والشجاعة، وورد ذكره في عدد من القصص والأشعار الإنگليزية والفرنسية العائدة لتلك الحقبة. أبناء صلاح الدين أنجب صلاح الدين الأيوبي خمسة أبناء قبل مغادرته مصر في عام 1174م، الأول وُلد ابنه الأكبر في عام 1170م، وأنجبت له زوجته شمسة التي اصطحبها معه إلى الشام ولده عثمان، وُلد في عام 1172م في مصر، ثم أنجبت طفلاً آخر في عام 1177م. وذكر أبو العباس القلقشندي، أن ولده الثاني عشر وُلد في مايو سنة 1178م، بينما ذكر الأصفهاني، أن هذا الطفل كان ابن صلاح الدين السابع، كما وُلد له مسعود في عام 1175م ويعقوب في عام 1176م، وهذا الأخير من زوجته شمسة. تزوج صلاح الدين من أرملة نور الدين زنكي عصمة الدين خاتون في سبتمبر سنة 1176م، وانجبت له إحدى زوجاته غازي وداوود في عامي 1173م و1178م على التوالي، وأنجبت له أخرى إسحق في عام 1174م وولدًا آخر في شهر يوليو من سنة 1182م.