افادت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية اليوم الأربعاء أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" تخفف بهدوء من وجودها في دمشق ومن دعمها لحليفها التقليدي نظام الرئيس بشار الأسد، في محاولة للتخلى عن النظام السوري. وقالت الصحيفة: إن سفك الدماء والعنف في سوريا يشكل تحدياً مزعجاً بالنسبة إلى حماس مع تصاعد حظوظها السياسية في أماكن أخرى بمنطقة الشرق الأوسط، بعد أن منحت انتفاضاتها القوة للحركات الإسلامية وسمحت لقادة الحركة بتعزيز روابطها مع الحكومات الصديقة من المغرب وحتى معقلها الحصين بقطاع غزة. وأضافت أن حماس بدأت تشعر بالضغط في دمشق، مقر مكتبها السياسي ومركز عملياتها الإقليمية لأكثر من عقد من الزمان، وأنها غير آمنة على نحو متزايد، فيما شعر الرئيس السوري بالغضب لأن الحركة رفضت دعم نظامه ضد الإنتفاضة التي بدأت في مارس الماضي، ووصلت العلاقات بينهما إلى نقطة الانهيار. وأشارت الصحيفة إلى أن حماس أجلت العديد من مسئوليها من الدرجة الأدنى من سوريا خوفاً من الانتقام وانهيار النظام. ونسبت إلى مسئول من حماس في غزة قوله: "نشعر أن الوضع خطير للغاية بالنسبة للحركة في سوريا، وصار نظام الأسد غاضباً جداً منا ويريدنا أن نقدم الدعم له كما فعل حزب الله، لكن هذا صار مستحيلاً بالنسبة لحماس لأن النظام السوري يقتل شعبه". وقالت الصحيفة: إن دبلوماسيين أكدوا أن مبعوثي حماس يجسون النبض في جميع أنحاء المنطقة في حال قرروا نقل مقرهم من دمشق على وجه السرعة، مع أن الكثير من المسئولين والمحللين يعتقدون أن التقارير عن انتقال وشيك للحركة إلى قطر أو مصر هو سابق لأوانه. ونقلت عن دبلوماسي غربي "إن حماس لم تحصل بعد على مقر بديل لدمشق، والتوقع هو أن الحركة ستحاول تأمين مواقع بعدد من البلدان العربية، لكنني لا أعتقد أن سوريا هي قضية بالنسبة لها". وأضافت الصحيفة أن مسئول حماس في غزة أكد "أن قطر يمكن أن تستضيف حماس كأفراد وليس كمجموعة".