كشفت مصادر قبلية ل«الوفد» عن التطورات الجديدة فى معركة قبيلة «الترابين» و«أنصار بيت المقدس» فى محافظة شمال سيناء، التى اندلعت أمس، على أثر محاولة الجماعات التكفيرية فرض إتاوات على أبناء «القبيلة» فى قرية «العجراء» الحدودية الواقعة جنوب مدينة رفح وقتل أحد أبناء قبيلة «الترابين» وخطف مواطن آخر يدعى سالمان الدعيسى، فيما قامت قبيلة «الترابين» بالرد من خلال كمين محكم نصبته لعدد كبير من العناصر التكفيرية أسفر عن مقتل 8 عناصر تكفيرية واحتجاز اثنين لدى «الترابين» بعد اشتباكات عنيفة دارت بين الجانبين. وكشفت «المصادر» أن بداية الواقعة كانت عندما اختطف «أنصار بيت المقدس» شخصين من «الترابين» عبر كمين نصب بالقرب من قرية «العجراء» الحدودية يستقلان سيارة ماركة «تويوتا». وتابعت المصادر، بأن أبناء قبيلة «الترابين» قاموا بنصب كمين لاصطياد العناصر التكفيرية وتحرير السائق المختطف ودارت الاشتباكات بين الطرفين وأوقعت 8 إرهابيين قتلى واختطاف اثنين آخرين على أيدى أبناء قبيلة «الترابين». وقال الشيخ عودة أبوعتيق الحويطى من أبناء سيناء، إن السبب الحقيقى وراء الاشتباكات التى وقعت بين قبيلة «الترابين» و«أنصار بيت المقدس» فى محافظة شمال سيناء، هو قيام العناصر التكفيرية بمهاجمة منازل المواطنين وفرض إتاوات عليهم عقاباً لهم على تعاونهم مع الأجهزة الأمنية. وأكد أن الارهابيين، قاموا بقتل واختطاف شخصين من أبناء قبيلة «الترابين»، الأمر الذى أثار حفيظة أبناء القبيلة واستدعاهم لحشد أنفسهم ومهاجمة أوكار الجماعات المسلحة ووقع بينهما تبادل لإطلاق النار واشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط خسائر فى صفوف الإرهابيين، بعد كمين محكم نصبته القبيلة ل«عناصربيت المقدس» الإرهابى. وأضاف أبوعتيق ل«الوفد» أن تحرك أبناء قبيلة «الترابين» جاء دفاعاً عن كرامتهم من الارهابيين الذين استحلوا دماء وأعرض وأموال المواطنين فى سيناء، فضلاً عن الإفتاء بقتلهم ووصفهم بالمرتدين، لافتاً الى أن القبائل البدوية لا تقف مكتوفة الأيدى إذا ارتبط الأمر «بالكرامة والعار والدار»، مؤكداً أن المنازل لها حرمتها وقد حث الإسلام على ذلك وهؤلاء التكفيريون الذين يدعون العلم والإيمان دون غيرهم يقتحمون منازل الناس وهم نيام فى منتصف الليل ويقتلون ويخطفون دون شفقة. وأكد أن القبائل العربية مثل «الحويطات والأحيوات والترابين» حلفاء ويسود العُرف «البدوى» على تحالف القبائل لمواجهة الخطر، مؤكداً أن التحالف قائم منذ زمن وهم مستعدون على مقارعة الخوارج ومساندة أبناء عمومتهم «الترابين» إذا طلب منهم ذلك، مضيفاً ان الدولة والمواطنين فى سيناء يد واحدة ضد الخوارج. والواقعة لم تكن الأولى من نوعها بين العناصر الإرهابية المسلحة وقبيلة «الترابين» التى تعيش فى هذه فى المدن الحدودية بشمال سيناء، فقد وقعت العام الماضى اشتباكات بين الطرفين بعد مقتل أحد أبناء القبيلة أثناء خروجه من الصلاة لتعاونه مع القوات المسلحة، وقامت قبيلة «الترابين» آنذاك بتشكيل جيش قبلى تحت مسمى «اتحاد قبائل سيناء» بقيادة الشيخ موسى الدلح للقضاء على الإرهاب والثأر لأبناء عمومتهم. وقام الجيش الذى لم يستمر سوى بضعة أشهر بمهاجمة عدد كبير من الأوكار التى تختبئ فيها العناصر التكفيرية وحرق أمتعتهم والاستيلاء على بعض الأسلحة وهدم الأوكار مع إبلاغ القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بتلك الأماكن، لكن الدولة كان لها رأى آخر فى هذه المسألة حيث حرصت على عدم إقحام المواطنين فى تلك الحرب ونزع أسلحتهم حفاظاً على السلام المجتمعى بين المواطنين. أكدت مصادر أمنية رفيعة المستوي أن العناصر التكفيرية من تنظيم «بيت المقدس» حاولت فرض إتاوة علي مجموعة من المواطنين ينتمون لقبيلة «الترابين» أثناء مرور أبناء قبيلة «الترابين» من خلال قرية «العجراء» الحدودية جنوب مدينة رفح إلا أن أبناء قبيلة «الترابين» رفضوا دفع إتاوة للعناصر التكفيرية التي قطعت الطريق عليهم بقرية «العجراء». وتعتبر «الترابين» من أكبر القبائل في شبه جزيرة سيناء وصحراء النقب وينتشر أبناء القبيلة في كافة أنحاء سيناء وهم الأغلبية هناك وينتشرون في شمال مصر في محافظاتالشرقية وبورسعيد والسويس والإسماعيلية والقاهرة والجيزة. ويتعدى عدد قبيلة «الترابين» في مدينة العريش 70 ألف نسمة. وتزيد عشائر «الترابين» على 120 عشيرة وينتشر «الترابين» في الأردن في كل من العاصمة عمان ومدينة العقبة ومدينة الزرقا وجَرَش شمال المملكة الأردنية، وفي قطاع غزة.