اجتماعات مغلقة وتحالفات سرية بين أبناء القبائل للوصول إلى آلية موحدة لإعلان الحرب ضد «ولاية سيناء» بعد مؤتمر حاشد بوسط سيناء الأسبوع القادم فى تصريحات خاصة ل« صوت الامة» : قال «موسى الدلح»، الناطق الاعلامى باسم مجلس قبيلة الترابين، أن ابناء قبيلته لم يكونوا طرفا لنزاع أو قتال احد فى شمال سيناء إلا أن ما قام به الدواعش «ولاية سيناء» من قتل لمواطنين اثنين من ابناء قبيلته وهما «عبد الباسط غنيم الأسطل الجلادين « بعد رفضه توزيع بيان لهم بربوع قبيلتنا دون أى ذنب لزم الرد على هؤلاء القتلة للزود عن كرامتنا وكرامة قبيلتنا»، وذبحهم لشاب اخر عمره 16 سنة بعد معارضته لتوزيعهم بياناً فى ربوع قبيلتهم قاموا بذبحه وفصل رأسه عن جسده وتركوه بجوار مدرسة ابو العراج بالشيخ زويد لمجرد معارضته لسلوكهم وعربدتهم بالمنطقة. وأضاف الدلح قائلا: «تم تشكيل مجلس حرب وقامت طلائع من ابناء القبيلة تستقل سيارات دفع رباعى، اليوم الجارى، بالتوجه إلى مناطق» العجراء» و«المهدية» وأحرقت عشش ومقرات تعود لعناصر داعش «ولاية سيناء». مضيفا، «نريد رد شرفنا ونحن كفلاء بهم ونحن لا نحارب نيابة عن احد، وندعو جميع قبائل سيناء للاجتماع يوم 10 مايو الجارى للاتفاق على اعلان حرب على داعش، بعد توجيه سلاحها لأبناء قبائل سيناء وسفك دماء الأبرياء». وكانت عناصر تابعة لولاية سيناء قد اختطفت سيارة تابعة لرجل الاعمال ابراهيم العرجانى، ومن ثم قامت عناصر الولاية بنسف فيلا تعود له بمدينة الشيخ زويد. وللمرة الاولى منذ تصدر «ولاية سيناء» المشهد الدموى فى شبه جزيرة سيناء قامت مجموعة من ابناء «قبيلة الترابين»، احدى اكبر قبائل شرق العريش بشمال شرق سيناء، تستقل نحو 50 سيارة دفع رباعى من طراز «كروز» بمهاجمة مقرات تابعة للولاية وحرق عشش لعناصرها بمناطق «العجراء» جنوب الشيخ زويد و«المهدية» جنوب رفح. ونشر المعرف الرسمى ل اعلام »ولاية سيناء «على موقع التواصل الاجتماعى تويتر» صورا جديدة قال انها لبيان تم توزيعه، على قبيلة الترابين ب مناطق جنوب رفح ويحذر البيان من التعامل مع قوات الجيش المصرى. وأكدت مصادر قبلية وشهود عيان ل«صوت الامة»: «أن مسلحين من «ولاية سيناء» تجولوا، الاحد الماضى، بسيارات الدفع الرباعى داخل عدة مناطق جنوب رفح خاصة التى تسكن بها قبيلة «الترابين» وقاموا بتوزيع بيان ورقى على افرادها. وتضمن البيان تحذيرا ووعيدا لأبناء قبيلة «الترابين» السيناوية من الانزلاق فى «المخطط» الذى يخدم اليهود وفى رد فعل على تحرك قبيلة «الترابين» أشعل مسلحون، ينتمون ل«ولاية سيناء» النار، فى سيارة مدنية يقودها احد ابناء القبيلة، تقل موادا غذائية « معلبات « خلال سيرها على الطريق الدولى العريش – رفح فى طريقها لمعسكر امنى بالشيخ زويد، وأكدت مصادر امنية أن مسلحين اقاموا كميناً على الطريق الدولى – العريش – رفح وأوقفوا سيارة تقل موادا غذائية، عبارة عن معلبات، واشعلوا النار بالسيارة فور علمهم أن السيارة متوجهة إلى معسكر الزهور الخاص بالجيش بمدينة الشيخ زويد. وبعد احتدام الصراع وجه الشيخ ابراهيم العرجانى احد رموز قبيلة الترابين رسالة بعنوان «إلى جبناء انصار بيت المقدس (داعش)» جاء بها: «تماديتم فى الغى والعدوان وتلوثت إيديكم بالدماء البريئة، وأنتهكمتم الحرمات وتخطيتم كل الخطوط الحمراء، وتدثرتم بعباءة الدين وهو منكم براء، وقد صبرنا حتى أقمنا عليكم الحجة بالعرف والعقل والنقل والشريعة، وأشهدنا عليكم القاصى والدانى حتى برئنا من دمائكم وأرواحكم». وبلهجة شديدة وقاطعة قال العرجانى: «نعلنها أن نحوركم حلال لنا وقلوبكم سواده لرصاصتنا وأجسادكم سنسكها التراب بإذن الله ونحن على الحق المبين. وحسب مصادر خاصة، عقدت «الترابين» اجتماعاً ابتدائياً عاماً فى منطقة مربع البرث شمال سيناء للتشاور فى كيفية الرد على تجاوزات «ولاية سيناء» الإرهابية المجرمة وذلك بالتنسيق التام مع الجهات السيادية فى الدولة وتحت مظلة القيادة العامة للقوات المسلحة فى مصر، وحددت يوم 10 مايو الجارى لاجتماع عام لكافة القبائل وكل أبناء سيناء من بدو وحضر وذلك فى منطقة بغداد بوسط سيناء. وقالت مصادر قبلية إن قبيلة «الحويطات» حركت سيارات دفع رباعى محملة بالرجال من كل قطاعات سيناء ومن الإسماعيلية، إلى مركز قبيلة الترابين، بعد إخطار الجيش والشرطة لدعم الترابين، والحيلولة دون وصول عناصر تابعة ل «ولاية سيناء» إلى منطقة جبل الحلال، بوسط سيناء، التى تحاول الهرب له بعد قيام قوات الجيش والشرطة فى محاصرتهم فى رفح والشيخ زويد والعريش، وتضييق الخناق عليهم. وأوضحت المصادر أن ذلك جاء بعد أنباء عن محاولة الولاية تجميع أعضائها للهجوم على الترابين بعد موقفها، الذى أعلنت فيه الحرب على التنظيم. وجاء ببيان الحويطات: «تعلن قبيلة الحويطات بمشايخها وعواقلها تضامنها مع قبيلة الترابين، وأن علاقتهما علاقة أخوة من قديم الزمان، وأن منطقة وسط سيناء خط أحمر لن يصله بيت المقدس أو غيره، وأن قبيلة الحويطات تلتزم التزاما كاملا بمد يد العون للترابين، وأن أى اعتداء على الترابين هو اعتداء على الحويطات، وأن العهد الذى بيننا سيظل دائما وأبدا ضد أى معتد، وأن التعاون مع الدولة جزء لا يتجزأ من عهد ووعد القبيلة منذ حروب التحرير حتى الآن». وقال مصدر قبلى – رفض ذكر اسمه – ل«صوت الأمة»: «أن مجموعات «المقاومة الشعبية» فى شمال سيناء، بدأت بمواجهات شاملة ضد العناصر التكفيرية والإرهابية المتمركزة هناك، وأن هذه المواجهات جاءت فى أعقاب إعلان العناصر الإرهابية ترويع السكان الآمنين وقتل بعضهم وفرض قيود على كافة مظاهر الحياة بشمال سيناء». من ناحيته، يقول الباحث السيناوى فى شئون القبائل «هشام السروجى» ل«صوت الأمة» أن خطوة قبيلة «الترابين» جاءت بعد أن ازداد الضغط على القبائل من عدة نواحى، اجتماعيا واقتصاديا وامنيا، ورأت القبائل أن كل ذلك سببه التواجد المتطرف على ارض سيناء، الذى نتج عنه فرض حظر التجول والذى اثر بشكل مباشر على حياة ابناء القبائل. فيما أكد وكيل جهاز المخابرات العامة والمسئول عن الملف العسكرى الإسرائيلى الأسبق، اللواء محمد رشاد: «أن خطوة القبائل فى التصدى للجماعات المتطرفة فى سيناء، جيد من حيث الفكرة لكن تحوله إلى تحرك على الأرض بقوة مسلحة، شىء خطير لا يحمد عقباه إن لم يكن تحت سيطرة الدولة وبالتنسيق الكامل معها، وبقيادة القوات المسلحة فى إطار من احترام دولة القانون، لكى لا نجد الساحة تتحول إلى ميليشيات متناحرة، خاصة أن جزءاً كبيراً من المجتمع المصرى قبلى». ويقول اللواء شريف اسماعيل مستشار الامن القومى بمحافظة شمال سيناء، سابقا: أرى أن تحرك الترابين تجاه المواجهة المسلحة قد يشجع باقى القبائل فى الدخول إلى معمعة الصراع، لكن يجب الوقوف قليلاً وان ننظر مستقبلاً عن النتائج المترتبه، ففى حالة أن فشلت القبائل فى التصدى اصبحت سيناء بحر دماء لا ينقطع وتتحول الساحة إلى حرب اهلية. وفى المقابل، وحسب مصدر امنى اكد ل«صوت الأمة»: إن عناصر الأمن الوطنى بشمال سيناء ينفذون خطة محكمة بالتعاون مع المخابرات الحربية والمخابرات العامة، وكافة الأجهزة المعلوماتية العاملة فى شمال سيناء خلال الوقت الراهن، من أجل كشف مركز العمليات الرئيسى ل«تنظيم ولاية سيناء» تمهيدًا لتوجيه ضربة مركزة من خلال الطيران، تليها ضربات متتالية لعناصر الصاعقة ورجال الجيش الثانى الميدانى، لتكون ضربة قاصمة لهذا التنظيم الإرهابى، الذى يتبنى كافة العمليات الإرهابية التى تتم فى شمال سيناء خلال الفترة الراهنة.